القاهرة : الأمير كمال فرج.

في الجرائم العالمية الكبرى تنشر الصحف رسومات للمتهمين والقضاء والشهود من داخل المحكمة، وذلك يرجع إلى قرار حطر التصوير في المحاكم،  حيث تم استبدال الكاميرا بالفنانين الذين يقومون برسم الوقائع وإمداد وسائل الإعلام بالصور، ويعتقد البعض أن مهمة فنان المحكمة سهلة، ولكنها غير ذلك، فالفنان ينقل تعبيرات الوجوه والانفعالات ، لينقل للعالم صورة واقعية للمحاكمة.

كتب حكيم بشارة في تقرير نشرته مجلة Hyperallergic "في أغسطس 2020  ، انتشر رسم تخطيطي لقاعة محاكمة ستيف بانون ، كبير مستشاري الرئيس السابق دونالد ترامب للشؤون الاستراتيجية، على وسائل التواصل الاجتماعي. كان بانون يرتدي قناع الوجه، مقيد اليدين،ومصاب بحروق الشمس ، كان بانون يواجه قاضيا فيدراليا في مانهاتن في 20 أغسطس بتهمة الاحتيال على الجهات المانحة لحملة تمويل جماعي للجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك".

صُنعت لوحة الباستيل الفيروسية من قبل جين روزنبرغ ، فنانة قاعة المحكمة منذ 40 عامًا والتي رسمت العديد من المحاكمات رفيعة المستوى طوال حياتها المهنية. مع حظر الكاميرات في المحاكمات الفيدرالية ، انتشر تصويرها لبانون المذهول ذو الوجه الأحمر عبر وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، واكتسب الكثير من الثناء على وسائل التواصل الاجتماعي.

استخدمت وسائل الإعلام مثل رويترز وغيرها نسخة مقصوصة من رسم روزنبرغ لكشف ملامح بانون المتعثر. يكشف الرسم التخطيطي الكامل عن شاشة تليفزيونية منقسمة تظهر بانون جنبًا إلى جنب مع قاضٍ فيدرالي حيث تم بث جلسة المحكمة مباشرة إلى الحاضرين في غرفة منفصلة للحفاظ على التباعد الاجتماعي. في الجزء السفلي من الرسم التخطيطي ، يظهر كتبة المحكمة وهم يتابعون الحكم على الشاشة ذات القرميدتين.

روزنبرغ عضو في مجموعة صغيرة من فناني قاعة المحكمة في نيويورك ، وجميعهم من النساء ، تلقين تدريبًا كلاسيكيًا وعقودًا من الخبرة في مجالهم. مجموعة مختارة من أعمالهم ، بما في ذلك أكثر من 60 من رسومات روزنبرغ ، معروضة حاليًا في بهو محكمة مقاطعة الولايات المتحدة في 500 بيرل ستريت في نيويورك ، حيث استُدعى بانون.

تم عرض أعمال روزنبرغ أيضًا في معرض رسم العدالة: فن الرسم التوضيحي لقاعة المحكمة في مكتبة الكونغرس في عام 2017 كجزء من 98 رسمًا لقاعة المحكمة يعود تاريخها إلى عام 1964.

على مدار مسيرتها المهنية ، رسمت روزنبرغ المحاكمات الدرامية لإل تشابو ، وهارفي وينشتاين ، ومايكل كوهين، وبيل كوسبي، وجوخار تسارنايف (منفذ تفجيرات ماراثون بوسطن) ، ومارك ديفيد تشابمان ، الذي أطلق النار على جون لينون في 1980 فقتله، كما قامت برسم مخطط للمثول أمام المحكمة لمرتكب الجرائم الجنسية جيفري إبستين وشريكته المزعومة جيسلين ماكسويل.

أجرت Hyperallergic مقابلة مع روزنبرغ حول مسيرتها الطويلة كفنانة في قاعة المحكمة ، وأفكارها حول مكانة رسومات قاعة المحكمة في عالم الفن اليوم :

H: لنعد إلى البداية. كيف أصبحت فنانة قاعة المحكمة؟

جين روزنبرغ : لقد كنت فنانة غير متخصصة لسنوات عديدة بعد الكلية حتى اكتشفت أن هذا شيء أردت القيام به. ذهبت إلى المحكمة وتدربت على إعداد الملف. سألت ضابط المحكمة أين يجلس الفنانون ؟، ودعاني للانضمام إليهم في الأسبوع التالي.

H: كيف تتعاملين مع مشاعرك الشخصية عند تكليفك بتصوير الحالات الصعبة أو تصوير المجرمين؟ هل تتبادر مثل هذه الأفكار إلى ذهنك أثناء عمل الرسومات؟

جين روزنبرغ : أحاول أن أكون محايدة، ولكن في إحدى المحاكمات بكيت بعد سماع شهادة مروعة. أحيانًا أرى صورًا شنيعة للجريمة أو أشخاصًا فظيعين جدًا. لكن يجب أن أبقى محايدة، وأن أقدم المرئيات كما هي. لا أستطيع الرسم والدموع في عيني.

H: هل تعتقدين أن رسومات قاعة المحكمة تحظى بتقدير كافٍ كشكل من أشكال الفن؟

جين روزنبرغ : لسوء الحظ، لا يحظى فن قاعة المحكمة بالاعتراف الكافي من عالم الفن. نحن فنانون تشكيليون ، معظمنا تلقينا تدريبًا كلاسيكيًا ، ونعمل تحت ضغط كبير. لكن الأمور تغيرت مع وسائل التواصل الاجتماعي. قيل لي أن رسوماتي تنتشر على تويتر، لذا فهي ليست بالسوء الذي كانت عليه من قبل. في السنوات الأولى ، كانت رسوماتي في قاعة المحكمة عشوائية يغلب عليها طابع الفن .

H: ماذا تقولين للأشخاص الذين يتساءلون لماذا لا نزال بحاجة إلى رسومات قاعات المحكمة في اليوم بينما كل هاتف محمول مزود بكاميرا متقدمة؟

جين روزنبرغ : حسنًا ، لقد حاولوا السماح بدخول الكاميرات إلى قاعات المحكمة، وتحول الأمر على الفور إلى سيرك إعلامي. لا ينبغي أن تكون قاعة المحكمة مكانًا يلعب فيه الأشخاص أمام الكاميرات. أيضًا ، كثير من الناس خجولون من الكاميرا ، بمن فيهم أنا. لو كنت شاهدًا لأدلي بشهادتي ، لكنت سأكون غير مرتاحة حقًا للكاميرا. بخلاف ذلك ، أعتقد أن بعض الناس يفضلون الفن على الصور.

H: هل تستمتعين بعملك؟

جين روزنبرغ : إنه مرهق وصعب للغاية ، لكني أحبه. أحب أن أرسم الناس. قبل الحصول على هذه الوظيفة ، كنت فنانة بورتريه أرسم الناس في شوارع بروفينستاون. اعتقدت أن رسومات المحكمة ستكون أكثر إثارة للاهتمام ، وهي كذلك.

أشعر بأمان أكبر عند القيام بذلك في قاعات المحاكم حيث يوفر حراس المحاكم الحماية. الأمر لا يشبه رسم الناس في مترو الأنفاق حيث قد يغضب بعضهم. من الجيد أيضًا أن تكون هناك حاجة لك، ويتم استدعائك لتقوم بدورك.