القاهرة : الأمير كمال فرج.

لمجرد أن لديك مسمى وظيفي رائع لا يعني تلقائيًا أنك قائد عظيم. فالانتقال من مدير إلى قائد يستلزم عدد من التحولات المهنية الصعبة، وإجراء هذا التحول بنجاح أمر ضروري إذا كنت تخطط للصعود في الشركة.

كتبت كارولين كاستريلون في تقرير نشرته مجلة Forbes "ما هو الفرق الحقيقي بين المدير والقائد؟ يركز المديرون الفعالون على المشروع، ويمكن وصفهم بأنهم منظمون وموجهون نحو التفاصيل. من ناحية أخرى ، القادة الديناميكيون هم أصحاب رؤى يلهمون الفرق للذهاب إلى أبعد من ذلك. يقوم القائد بتكييف أسلوب إدارته مع الفرد ويمكنه تحقيق أقصى استفادة من كل عضو في الفريق".

في النهاية، قد لا تكون المهارات التي أوصلتك إلى حيث أنت هي تلك التي تحتاجها للوصول إلى المستوى التالي. الانتقال من مدير إلى قائد هو عملية تتضمن التدريب والتركيز. فيما يلي خمس استراتيجيات ستساعدك على إجراء انتقال سلس.

1 ـ القائد الحقيقي يلهم

القادة العظماء لا يخبرون الناس فقط بما يجب عليهم فعله. إنهم بارعون في تحفيز تقاريرهم المباشرة. الانتقال من مدير إلى قائد يعني أنك تستفيد من إحساسك بالهدف، ويمكن أن توضح ذلك لفريقك. إذا كان الموظفون يستلهمون حقًا القيم التي ينقلها قادتهم وفخورون بها ، فلن يؤدوا أداءً أفضل في الأوقات الجيدة فحسب، بل يلتزمون بها أيضًا في الأوقات الصعبة. بمعنى آخر ، يؤدي القادة الملهمون إلى موظفين متحمسين والموظفين المتحمسين هم موظفون مخلصون.

2 ـ القائد الحقيقي يخلق رؤية مشتركة

بالإضافة إلى تحديد نغمة ثقافة الشركة، يجب أن يتعلم القادة الفعالون كيفية توصيل الأفكار الكبيرة للجميع في الشركة ، وليس الإدارة فقط. يعني الانتقال من مدير إلى قائد فهم كيفية صياغة رسائل شفافة ومتسقة تلهم موظفيك بأفضل عمل. ينشئ القادة ويقودون الرؤية الشاملة للشركة بشكل فعال بحيث تصبح رؤية مشتركة.

3 ـ القائد الحقيقي ذكي عاطفياً

في حين أن مهارات الإدارة التقليدية ضرورية، إلا أن درجة أكبر من الذكاء العاطفي ضرورية لرعاية وتحفيز الفرق. يفهم الأشخاص الأذكياء عاطفياً عواطفهم وكيف يؤثرون على قراراتهم وسلوكياتهم. يعرفون كيف يقرأون الآخرين، ويستجيبون بطريقة تعترف باحتياجاتهم واهتماماتهم.

الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي Emotional intelligence، هم مستمعون رائعون ويبذلون قصارى جهدهم للنظر في وجهات نظر الآخرين. بالإضافة إلى ذلك ، خلصت دراسة نشرت في مجلة علم النفس التطبيقي إلى أن هناك علاقة قوية بين الذكاء العاطفي والأداء الوظيفي. غالبًا ما يكون الذكاء العاطفي هو الفرق بين أولئك الذين ينتقلون داخل المؤسسة وأولئك الذين لا ينتقلون.

4 ـ القائد الحقيقي يتسم بالشفافية

كقائد، من المهم وضع الأساس للتواصل الشفاف. في استطلاع أجرته كلية هارفارد للأعمال، قال 70٪ من الموظفين إنهم أكثر تفاعلًا عندما تتواصل الإدارة بشكل علني. أن تكون منفتحًا وصادقًا أمرًا ضروريًا لبناء الثقة مع موظفيك. هذه الممارسة بدورها ستجعل فريقك يشعر بالراحة عند الانفتاح عليك.

5 ـ زعيم حقيقي مفوض

حتى لو كان من الممكن أن تظل مشاركًا بالكامل في جميع جوانب الوظيفة ، فإن ذلك يحد بشدة من كيفية نمو فريقك. من الأهمية بمكان تطوير مجموعة من الأشخاص الموهوبين من حولك بحيث يمكنك الاعتماد عليهم لتوسيع نطاق عملياتك بشكل أكثر فعالية.

سيؤدي السماح لموظفيك بتولي مشاريع جديدة إلى توفير الوقت في التقويم الخاص بك للتركيز على المهام عالية المستوى الأكثر أهمية. كما أنه يساعد على تعزيز الفرص لتقاريرك المباشرة لبناء مهارات جديدة.

حتى أن دراسة أجرتها مؤسسة غالوب وجدت أن الشركات التي لديها عدد أكبر من الأفراد الموهوبين الذين يمكنهم التفويض ، تتمتع بمعدلات نمو أعلى وإيرادات أعلى وخلق عدد أكبر من الوظائف.

قالت إليانور روزفلت ذات مرة: "القائد الجيد يلهم الناس ليثقوا في القائد. القائد العظيم يلهم الناس ليثقوا بأنفسهم ". يرعى القادة العظماء نقاط القوة والمواهب لدى فرقهم، ويبنون فرقًا ملتزمة بتحقيق الأهداف المشتركة.

بينما يعد الانتقال من مدير إلى قائد تحولًا مثيرًا ، إلا أنه لا يخلو من التحديات. ولكن عندما تنجح ، فإن المكافآت التي تحصل عليها أنت والشركة لا تُحصى.