تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



القصة المنسية لمخيمات اللاجئين الأوروبيين في مصر


القاهرة : ا ك ف . الترجمة .
التاريخ ينسى، فبينما يتوزع اللاجئون العرب الآن في عدد من الدول الغربية بسبب الحروب والنزاعات والإرهاب الذي سيطر على مساحات غير قليلة من دولهم، ويرفض بعض الأوروبيون لجوء العرب،  كشفت صحيفة "الواشنطن بوست" عن جزء مهم من التاريخ، عام 1945 ، عندما فر عشرات الآلاف من الأوروبيين من الحرب العالمية الثانية، وارتحلوا عبر شرق البحر الأبيض المتوسط، في رحلة مليئة بالمخاطر. بحثا عن ملاذ على الجانب الآخر.

الفرار من الحرب :

عندما نرى المحنة التي يواجهها اللاجئون السوريون ومحاولاتهم اليائسة للهروب من خراب وطنهم، والتوصل إلى حياة أكثر أمنا أفضل في أوروبا، نتذكر صورة آلاف اللاجئين الأوروبيين الذين تم إيواؤهم في سلسلة من المخيمات في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك في سوريا، خلال الحرب العالمية الثانية.

عندما طغت النازية وآلات الحرب السوفيتية على أجزاء من أوروبا الشرقية والبلقان، نزح السكان المدنيون في أعقابها، وفي المناطق التي سيطرت عليها القوات الفاشية والمجتمعات اليهودية والأقليات الأخرى المحتلة الغير مرغوب فيها واجه المواطنون أقسى هجوم، ولكن البعض الآخر، وخاصة أولئك الذين يشتبه بدعم مقاتلي الحزب الفاشي، كانوا أكثر عرضة لهجمات مستهدفة وعمليات الإجلاء القسري أيضا.

الهروب إلى الجنوب والشرق :
وسط الاضطرابات، كان مسار الهروب الآمن لبعض اللاجئين الأوروبيين هو الي الجنوب والشرق. مثل كثير من الأجناس العرقية المختلفة التي تعيش على طول الساحل الدلماسي والتي هربت الي جزر فيس، واستوطن بعض اللاجئين اليونانيين دوديكانيز، وهي سلسلة من الجزر في بحر إيجه، والتي وجدت طريقها إلى الحماية البريطانية في قبرص.

وهنا بدأت خطة تقودها بريطانيا والمعروفة باسم إدارة الإغاثة واللاجئين في الشرق الأوسط، التي بدأت عام 1942 وبمساعدة مسؤولين مقرها في القاهرة، لإنقاذ 40،000 لاجيء اوروبي من جنسيات مختلفة مثل البولنديين واليونانيين واليوغوسلاف. (بحلول عام 1944، اصبحت هذه المبادرة تحت إشراف "الأمم المتحدة"، وهو المصطلح الرسمي للتحالف).

لاجئون أوربيون في مصر :
انتشر اللاجئون من بين مخيمات في مصر، وجنوب فلسطين وسوريا - نعم، سوريا. حلب، وهي مركز العاصمة القديمة ، وكان بالفعل مركزا حقيقيا للمهاجرين، المنفيين والجواسيس في الاربعينات .

وفي دراسة لهذه المخيمات التي نشرتها الإذاعة العامة الدولية ، سجلت جهود إشراك منظمات الاغاثة الدولية التي لا تعد ولا تحصى ، مما ساعد على تغذية وايواء اللاجئين وتثقيف مئات الأطفال اللاجئين.

قواعد في المخيمات :

كشفت وثيقة وصفت عملية إيواء اللاجئين، حيث كانت القواعد تنص على أن يخضع الوافدون الجدد لفحص طبي شامل، وكان اللاجئون يتوجهون نحو ما كانت في كثير من الأحيان مرافق مستشفى مؤقتة، عادة في الخيام، ولكن في بعض الأحيان كانت تخصص المباني الفارغة للحصول على الرعاية الطبية، حيث ينزع اللاجئون الملابس، والأحذية، حتي يتم تطهيرها بما فيه الكفاية .

بعض اللاجئين - مثل اليونانيين الذين وصلوا إلى مخيم حلب من جزر دوديكانيز في عام 1944 - كان بوسعهم أن يخضعوا للفحوصات الطبية في أي وقت، لتصبح جزءا من روتين حياتهم اليومية.

وبعد أن يقتنع الأطباء بأنهم بصحة جيدة بما فيه الكفاية للانضمام إلى بقية المعسكر، يتم تقسيم اللاجئين في معسكرات مخصصة للأسر والأطفال ممن فقدوا ذويهم، ومعسكرات مخصصة للرجال العزاب، وآخر للنساء غير المتزوجات، وكان اللاجئون يتمتعون بفرص قليلة للخروج، وفي بعض الأحيان كانوا قادرين على الذهاب في نزهات تحت إشراف مسؤولي المخيم.

عندما يقوم اللاجئون في مخيم حلب رحلة إلى المدينة، على سبيل المثال، كانوا يزورون المحلات التجارية لشراء الإمدادات الأساسية، ومشاهدة فيلم في السينما المحلية، أو لمجرد الحصول على بعض الترفيه من رتابة الحياة في المخيمات.

على الرغم من أن معسكر موسى ويلز "في مصر"، ويقع على أكثر من 100 فدان في الصحراء، لم يكن على مسافة قريبة من المدينة، كان يسمح للاجئين بقضاء بعض الوقت كل يوم في الاستحمام في البحر الأحمر القريب.

ملاعب وترفيه :
كانت الأوضاع مزرية، ولكن ليست بائسة تماما، كانت هناك ملاعب ومسارات رياضية وفرص الترفيه، وكان السكان الذين يريدون كسب لقمة العيش أو شحذ حرفة قادرون على تطبيق عمليات التداول الخاصة بهم، أو تعلم بعضها من خلال التدريب المهني.

 وفي حالات أخرى، كان اللاجئون مضطرون لتولي العمل، كما تم تقنين المواد الغذائية، وفي بعض الحالات، كانت الأسر قادرة على شراء احتياجاتهم من المتاجر المحلية للاجئين، بينما رفض مسؤولو المعسكر قيام بعض الأنشطة مثل المسرحيات والفعاليات الترفيهية الأخرى.

برزت سياسة الوطن في كثير من الأحيان في منفى اللاجئين، ففي مخيم شط في الصحراء المصرية، سيطرت الكوادر اليوغوسلافية الشيوعية علي سير العمل في المخيم، وبدأوا في تخويف أولئك الذين لم ينضموا بسهولة لصفوفهم، كما حاولوا تلقين الأطفال.

وبشكل عام، على الرغم من تمكن الجزء الأكبر من الأطفال من الحصول على قدر يسير من التعليم الابتدائي، احتوت الفصول الدراسية في مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط علي عدد قليل جدا من المعلمين وأعداد كبيرة من الطلاب، في ظل عدم كفاية الإمدادات والاكتظاظ، ولكن لم تكن كل المخيمات تعاني من هذا الضغط.

 في مخيم النصيرات، على سبيل المثال، كان هناك العديد من اللوحات في جميع أنحاء جدران روضة الأطفال داخل المخيم، مما يجعل من الفصول الدراسية مشرقة ومليئة بالبهجة، كما قام بعض الناس في المنطقة بالتبرع باللعب، ودمى لرياض الأطفال، مما جعل المخيم أكثر جاذبية.

تسوية إيرانية :

وفي الوقت نفسه، في إطار خطة مماثلة، شاركت إيران في تسوية أوضاع عشرات الآلاف من البولنديين الذين كانوا يهربون من المذبحة النازية، ومعسكرات العمل السوفيتية.

 وتشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 114،000 و 300،000 من البولنديين وصلوا إلى إيران بين عامي 1939 و 1941، عندما وصلت موجات من المهاجرين اليائسين، وغالبا مرضي بضعف على الشواطئ الإيرانية لبحر قزوين.

وقامت الولايات المتحدة بتصوير فيلم عن مخيم للاجئين البولنديين والذي تم تجهيزه من قبل الصليب الأحمر الأمريكي في شمال إيران، حيث كان يعيش البولنديون الذين يفرون من الحرب، وأمكنهم الاحتفاظ باللغة والعادات والتدريب في صفوف الجيش البولندي ضد الفاشية الجديدة.

وبالنسبة لكثير من البولنديين، الذين وصلوا الي إيران كان المخيم مصدر ارتياح كبير، وفترة راحة من صدمة النازية والفظائع السوفييتية.

واستقبل المخيم أعدادا كبيرة بأذرع مفتوحة من قبل مضيفيهم، حيث كان الشعب الفارسي وديا للغاية، فقدم الإيرانيون  للاجئين الهدايا من التمور والمكسرات، والبازلاء المحمصة مع الزبيب والرمان والعصير من خلال النوافذ المفتوحة، كما وصف أحد اللاجئين في ذلك الوقت .

العودة إلى الديار :
في نهاية المطاف، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، فإن معظم اللاجئين الأوروبيين في إيران وأماكن أخرى في الشرق الأوسط إما عادوا إلى ديارهم، أو انتقلوا في أماكن أخرى، ولازالت الذاكرة الإيجابية عن مدة المكوث في الشرق الأوسط . والغريب أنه في المفاوضات المعاصرة حول التدفق الحالي للمهاجرين المسلمين الي أوروبا ترفض الحكومة اليمينية في بولندا استقبال أي لاجئ سوري.

وفقا لمقال صحفي تم نشره عام 2000 ، فإن هناك 12 فقط من الناجين من هجرة البولنديين لا يزالون يعيشون في إيران. كانوا يعيشون حياتهم الخاصة، وتزوجوا من السكان المحليين، وأحيانا، يجتمعون لعيد الميلاد في السفارة أو في مناسبات لم الشمل النادرة، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.


الصور التاريخية :
1ـ صورة من مخيم أوروبي في مصر تظهر النساء خلال غسل ملابسهم في الهواء الطلق. (الأمم المتحدة لإغاثة وإدارة إعادة التأهيل) عام 1945.
2ـ صورة من مخيم للاجئين اليونانيين في النصيرات، جنوب فلسطين. (الأمم المتحدة لإغاثة وإدارة إعادة التأهيل).
3ـ أطفال كروات يكتبون كلمة "مدرستنا" في الرمال في مخيم طلمبات عام 1945 (الأمم المتحدة لإغاثة وإدارة إعادة التأهيل)
4ـ اللعب التي أقامها اللاجئون في مخيم شط اللاجئين في مصر في عام 1945. (إغاثة الأمم المتحدة وإدارة إعادة التأهيل)

 


تاريخ الإضافة: 2016-06-25 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1623
7      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات