القاهرة : الأمير كمال فرج.

في الأسبوع الماضي، تم إسقاط شخصية مؤثرة أخرى في منصب قيادي عندما ظهرت على السطح قضايا التحرش الجنسي وبيئة العمل المعادية. تساءل الكثيرون: كيف يمكن لشخص وصل إلى هذا الحد في حياته المهنية العامة وفعل الكثير من الخير - كما حدث أثناء تفشي COVID-19 - أن يكون قادرًا على التسبب في هذا المستوى من الضرر؟.

كتبت لورا ماكجواير في مقال نشرته مجلة Fortune أن "معالجة مستقبل التحرش الجنسي وسوء السلوك تتطلب إعادة النظر في الطرق التي تم بها استيعاب المفاهيم اللاإنسانية على جميع مستويات المجتمع".

الطريقة الأولى لعكس هذه الأفكار الضارة هي إصلاح التثقيف بالموافقة consent . أفصّل هذه العملية في كتابي "خلق ثقافات الموافقة : دليل للآباء والمعلمين Creating Cultures of Consent: A Guide for Parents and Educators. ".

والموافقة الجنسية Sexual consent هي موافقة على المشاركة في النشاط الجنسي. النشاط الجنسي دون موافقة يعتبر اغتصاب أو أي اعتداء جنسي آخر. على سبيل المثال ، في كندا "الموافقة تعني ... الاتفاق الطوعي لمقدم الشكوى على ممارسة النشاط الجنسي" دون إساءة أو استغلال "الثقة أو السلطة أو السلطة" أو الإكراه أو التهديد.

والموافقة مبدأ غربي، إذا يفترض موافقة الطرفين على ممارسة الجنس، دون اعتبار للحلال والحرام، وهذا خطأ، وبدأ الحلال والحرام هو الأفضل ، وهو قاعدة مهمة للحماية من الاعتداء.

وغالبًا ما يرتبط مصطلح الموافقة بالمفاوضات الجنسية، وعلى الرغم من أنه جزء لا يتجزأ من التفاعلات الحميمة، فهو أيضًا أكثر من ذلك بكثير. الموافقة هي قيمة تنطبق على جميع الاتصالات بين الأشخاص.

يتم تدريس الموافقة بشكل أفضل من خلال جعل الطلاب يعملون من خلال مواقف معقدة في العالم الحقيقي. على سبيل المثال ، يمكن للأطفال التعرف على الإشارات غير اللفظية واحترام الحدود من خلال ملاحظة ما إذا كان المتحرش الحيوان يريد مداعبته. عند العمل مع المراهقين ، سأجعلهم يعيدون كتابة نصوص أفلام مألوفة ليكونوا أكثر تركيزًا على الموافقة.

أثناء عملي في جامعة هيوستن، قمت بتطوير دورة الموافقة للطلاب الذين يخضعون لامتحانات إجادة اللغة الإنجليزية. لقد أدهشني كيف أنه على الرغم من خلفياتهم الثقافية والعرقية والدينية المختلفة بشكل كبير ، إلا أنهم ارتبطوا بهدف مشترك: تفكيك ثقافة الاغتصاب. وقد فعلوا ذلك بطرق تتوافق مع معتقداتهم الحالية.

يعد تعليم الجيل القادم أهمية الموافقة والاحترام والاستقلالية الشخصية أمرًا بالغ الأهمية. لكن هذه الأفكار لن تثبت إذا كان الآباء والموجهون والشخصيات الموثوقة الأخرى في حياة الطلاب لا تعكس القيم التي تعلموها. تعتبر المفاهيم المتعلقة بالموافقة والاحترام جديدة على العديد من البالغين.

غالبًا ما يخبرني الجناة أن أفراد الأسرة قاموا بنمذجة وعلموهم المعتقدات التي غذت سلوكهم الجنسي غير اللائق. لقد أخبرني الآباء أنهم يعتزمون الحفاظ على بناتهم في مأمن من سوء السلوك الجنسي من خلال منعهم من ممارسة الجنس ، أو أن أبنائهم في مأمن من الاتهامات بسوء السلوك من خلال إخبارهم بتوقيع عقد مع أي شخص يرتبطون به.

أفكر أيضًا في رجل يبلغ من العمر 18 عامًا قابلته في جلسة الاستماع بتهمة سوء السلوك الجنسي. عندما كان في الرابعة عشرة من عمره ، أخبر والده أن لديه صديقة. أجاب والده (بعبارات أقل تهذيبًا مما كتبته هنا) أنه إذا لم يذهب معها طوال الطريق، فلن يكون رجلاً.

هذه المعتقدات متجذرة في كراهية النساء، والخوف، والارتباك، ولا يمكن قلبها إلا من خلال معالجة الأساطير الشائعة التي يحملها الكثير من الناس حول الجنس والرضا. من خلال السماح للبالغين بالحصول على نفس النوع من التعليم مثل الشباب ، يمكننا معالجة النماذج الثقافية الحالية بالإضافة إلى النماذج المستقبلية.

ماذا يجب أن يصير لمن تسببوا في الأذى بسبب سلوكيات إشكالية؟ يؤمن البعض بإطار من نوع المنفى ، حيث يتم فضح الجناة وعزلهم. ومع ذلك ، نادراً ما توفر الإجراءات العقابية علاجًا كافيًا للضحايا والمجتمعات المتضررة.

العدالة التصالحية هي حل أفضل. نظرًا لأن العديد من المجرمين نشأوا في بيئات مليئة بالمفاهيم الإشكالية ، يجب أن تتاح لهم فرصة تعويض أنفسهم. يجب أن ينتقلوا من قول "أنا آسف" إلى فعل "أنا آسف" ، ودعم كلماتهم بالاستماع وقول الحقيقة والتكفير. يخدم هذا كلاً من الضحية والمجتمع الذي لا يسمح للسمية بالازدهار فحسب ، بل يتأذى أيضًا مما حدث.من خلال غرس بذور السلوك المحترم مبكرًا وباستمرار ، يمكن أن يحدث تحول حقيقي في مجتمعنا.