القاهرة : الأمير كمال فرج.

عندما أسست نانيا ريفز شركة تريب Tripp قبل أربع سنوات، لم تكن تعلم أن الأطباء سيأخذون منصة الواقع الافتراضي المستوحاة من العقاقير المخدرة كجزء من ممارستهم.

كتب ناتان بونيمان في تقرير نشرته مجلة Forbes "الآن ، مع الاستحواذ على شركة PsyAssist، تطلق الشركة منتجًا جديدًا يهدف إلى تزويد الباحثين والأطباء بالبروتوكولات التي يمكن أن تطلعنا على أفضل استخدام للواقع الافتراضي في العلاج  بالمخدر".

قالت ريفز، وهي أيضًا الرئيس التنفيذي لشركة Tripp ، في مقابلة حصرية: "سنقوم بتطوير هذه الفئة الجديدة من Tripp PsyAssist لدعم هذه التركيبات السريرية، يمكنك اعتبارها أدوات دعم علاجي".

منصة VR الصحية مع لمسة مخدر

تعد Tripp من بنات أفكار نانيا ريفز، رائدة الأعمال التقنية التي لها سجل حافل في الشركات الناشئة للألعاب المحمولة والسحابة. حولت ريفز انتباهها إلى مجال الصحة النفسية بعد أن أدركت أن خبرتها في التكنولوجيا يمكن الاستفادة منها لبناء أدوات الواقع الافتراضي التي يمكن أن تقدم فوائد أكثر من مجرد الترفيه.

وقالت: "كان من حسن حظي أن أكون مستثمرة مبكرة في شركة أوكيولوس  Oculus التي أختصت لإنتاج نظارة الواقع الإفتراضي، ومن خلال بعض التجارب على تلك المنصة ، تمكنت حقًا من رؤية هذا التأثير المثير للاهتمام للانتقال إلى واقع بديل والخروج منه بينما تكون واعيًا تمامًا".

أدت فكرة الجمع بين الانغماس في الواقع الافتراضي وميكانيكا ألعاب الفيديو إلى استكشاف إمكانات منصات الواقع الافتراضي لإثارة حالات الوعي المتغيرة. تبلور هدف الشركة في السؤال "كيف يمكننا استخدام التكنولوجيا لخلق حالات متغيرة من الوجود؟"

كما اتضح ، نجح السؤال بشكل جيد للغاية باعتباره عرضًا تقديميًا للمستثمرين، وبعد أربع سنوات من التطوير ، وصلت الشركة إلى أكثر من 15 مليون دولار في التمويل الخاص.

الواقع الافتراضي والصحة النفسية والمخدرات

إن استخدام أدوات الواقع الافتراضي والمعزز الموجهة للمرضى الذين يعانون من حالات الصحة النفسية ليس فكرة جديدة بشكل خاص. على مدى العقد الماضي، قام عدد من الشركات والمؤسسات البحثية بالتحقيق في كيفية الاستفادة من Oculus والمنصات المماثلة للمساعدة في علاج حالات مثل الاكتئاب والقلق والرهاب واضطراب ما بعد الصدمة.

ما يميز شركة Tripp في هذا المجال هو نيتها الانغماس في مجال الطب المخدر. ذكرت ريفز أن الشركة استمدت الإلهام من ورقة كتبها جوزيبي ريفا من جامعة كاتوليكا في ميلانو ، والتي نظرت في قوة الواقع الافتراضي في إثارة حالة من الرهبة، وتعتبر الرهبة من قبل العديد من الباحثين في مجال الطب المخدر أحد العناصر العلاجية الرئيسية لتجربة الأدوية المخدرة.

في حين أن الأكاديميين المحافظين في هذا المجال سيستخدمون فقط كلمة "مخدر" للإشارة إلى عقاقير من فئة التريبتامين أو الفينيثيلامين القادرة على إثارة حالات متغيرة من الوعي، يمكن تطبيق المصطلح على نطاق أوسع على التجارب التي تفتح الإدراك وتسمح بالحالات المتغيرة من الوعي - مع أو بدون المخدرات.

قالت ريفز في إشارة إلى دراسة جامعة كاتوليكا: "كلما كانت التجربة أقل" حقيقية "، كلما كانت الطبيعة أكثر مخدرًا، كلما تمكنت من الانغماس فيها وشعرت بهذا الارتباط بشيء أكبر منك". "وكان هناك شيء مفيد نفسيا لذلك".

قالت ريفز إن برنامجها يتضمن عناصر "مخدرة بطبيعتها" لأنها يمكن أن تثير حالات من الرهبة. وأضافت: "إنها تجربة فريدة خاصة بها أن تكون في واقع بديل بينما تكون بوعي في واقعك الحالي".

الصعود إلى الكون

حتى الآن ، كان انغماس Tripp في مجال الطب المخدر عرضيًا في أحسن الأحوال. لمنصة الرئيسية للشركة قادرة - على حد تعبير الرئيس التنفيذي - على "إظهار أنفاسك كبلورات" أو "جعل جسمك يبدو وكأنه انفجار جزيئي حتى تشعر وكأنه اتصال ذري" و "الصعود إلى الكون".

من المؤكد أن تجارب المحاكاة الافتراضية هذه تبدو مخدرة من وجهة نظر جمالية ومفاهيمية، ولكنها يمكن أن تبدو أيضًا على بعد أميال من التجارب الصوفية العميقة التي تفسد الأنا وتغير الحياة والتي يؤكد الناس أنها تحت تأثير العقاقير المخدرة مثل ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك LSD أو عيش الغراب psilocybin .

أعلنت Tripp يوم الجمعة عن شراء PsyAssist ، وهي شركة ناشئة تعمل على تطوير أدوات رقمية لدعم المرضى الذين يخضعون للعلاج بالمخدر. مع الاستحواذ ، تخطط Tripp لدخول المجال الطبي من خلال إضفاء الشرعية على الطبيعة العلاجية لمنصتها مع العلم الجاد.

طورت الشركة التي تم الاستحواذ عليها ، بقيادة المعالج صني ستراسبورغ والموسيقي / المنتج ديفيد ستارفاير ، تطبيقًا يهدف إلى دعم المرضى الذين يتم وصف علاجهم بالكيتامين للاستخدام في المنزل دون دعم معالج لإرشادهم.

ستطلق الشركتان الآن منتجًا جديدًا يسمى "TRIPP PsyAssist" ، والذي يهدف إلى السماح للمعالجين النفسيين والمرضى باستخدام تجارب الواقع الافتراضي والواقع المعزز والتجارب المحمولة التي تدعم العلاج بمساعدة الكيتامين ، من خلال إدخال بروتوكولات مدروسة علميًا.

سيكون عرض المنتج الأول قائمًا على الهاتف المحمول، وستعمل الشركات معًا في تطوير مكون الواقع الافتراضي له. سينضم ستراسبورغ وستارفاير إلى Tripp كمدير للعمليات السريرية ومدير إبداعي ، على التوالي. سيعمل الثنائي مع فريق Tripp لتطوير منصة الكيتامين الخاصة بهم إلى واقع افتراضي ، مع تطوير بروتوكولات لعلاجات MDMA (نوع من أنواع المنشطات له تأثير نفسي) و psilocybin (فطر بسيلوسيبين)، والتي تخضع حاليًا لتجارب إكلينيكية في مراحل متأخرة.

تتوقع الشركات أن يساعد منتجها المرضى على تقليل قلقهم قبل العلاج أو أثناءه أو بعده. مع فرصة للاستفادة من سوق غير مُلبي لتقديم الدعم من خلال الإعداد، والحد من القلق قبل الجلسة، والتكامل بعد الجلسة ، سواء في العيادة أو في المنزل.

تطور السوق لتغطية الاحتياجات غير الملباة

قالت ريفز إنه بعد إطلاق أول منتج Tripp تجاريًا في سوق Oculus ، بدأ الباحثون والعيادات في مجال الأدوية المخدرة بتجربة المنتج بمفردهم. قالت ريفز: "لقد كانوا يفعلون ذلك بشكل عفوي بالفعل مع منتجنا الاستهلاكي". "نريد أن نمنحهم حلاً تشغيليًا وودودًا حيث يمكن للطبيب التحكم في تجربة المريض، وأيضًا المحتوى نفسه سيستهدف حالة الاستخدام هذه على وجه التحديد".

مع هذا العرض الجديد ، تخطط Tripp لمنح المعالجين إرشادات واضحة خطوة بخطوة حول كيفية استخدام النظام الأساسي في بيئة سريرية. وقالت ريفز إن شركتها تخطط للتعمق فيما وراء الأدوية المخدرة في أنماط أخرى من العلاج البديل للصحة العقلية.

قالت ريفز "نريد دعم كل هذه الأوضاع البديلة، ونعتقد أنه يمكننا إنشاء قناة باستخدام خبرتنا من صناعة الألعاب وتوزيع المحتوى عبر الأنظمة الأساسية لبناء بنية أساسية وقناة توزيع للحصول على هذه التجارب التحويلية في السوق ، سواء كان دعم سريري أو مباشر لدعم المريض ".

على حد تعبير ريفز ، فإن هذه المنصات تدور حول "تمكين المستخدم النهائي بأدوات الدعم ، ليس لاستبدال العلاج، ولكن لدعمه وتعزيزه".