القاهرة : ا ك ف .
في كل يوم تثبت مواقع التواصل الاجتماعي أنها ليست فقط وسيلة للتواصل والتعارف والتثقيف والتنوير، والتثوير، ولكنها أيضا ساحة حقيقية للابتكار في مجال حيوي ومهم وهو خدمة المجتمع .
"المفقودين" صفحة فريدة من نوعها تأسست على موقع فيسبوك تتناول ظاهرة تخفى عن الكثيرين حتى الأجهزة الرسمية، وهي ظاهرة "المفقودين".
الصفحة تمتليء بصور المفقودين ومنادشات عائلية مجروحة بالبحث عن أحبة اختفوا فجأة ليتركوا وراءهم أسر مكلومة، .. الصفحة ـ بموضوعها وحجم التفاعل معها، وعدد المفقودين الذي تضمه ـ صفحة موجعة تصيب القلب والوجدان .
الصفحة وفقا لقسم حول :
"صفحة رسمية للمفقودين، تابعة لجمعية بذرة التنمية لرعاية الامومة والطفولة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي المشهرة برقم 8641 لسنة 2012 ، أما الوصف الطويل فهو :
"صفحة مهتمة بالعمل أون لاين لنشر صور كل الأشخاص المفقودين والمخطوفين.
1ـ توعية الرأي العام بشأن الطرق المختلفه لاختطاف الاطفال.
2ـ محاربة ظاهرة التسول بالأطفال.
3ـ معالجة ظاهرة أطفال الشوارع والعنف الأسري.
نرى من حين لآخر في الصحف إعلانات عن مفقودين، ونرى كذلك إعلانات بسيطة يلصقها البعض في محطات القطارات والشوارع العام عن أطفال وبنات ومسنين .. أصحاء ومرضى تغيبوا، وهذا كله لا يعطينا فكرة عن حجم المشكلة، .. ولكن هذه هي المرة الأولى التي نطالع فيها صفحة متخصصة على أشهر موقع للتواصل الاجتماعي تناقش وتساهم في حل هذه القضية الاجتماعية والإنسانية، مستفيدة من الانتشار الواسع لمواقع التواصل.
صفحة المفقودين تستحق الأوسكار، ليس فقط للخدمات الجليلة التي تقدمها، ولكن لدورها في الكشف عن "حجم" هذه المشكلة المخيفة، وأبعادها الإنسانية.
لو كنت من وزارة الشؤون الاجتماعية النائمة في العسل، والغائبة عن أخطر القضايا الاجتماعية التي تهدد الشعب المصري، مثل المفقودين، والمخطوفين، وأطفال الشوارع، لكرمت فورا المسؤولين عن هذه الصفحة فردا فردا ، ومنحت الجمعية المسؤولة عنها دعم مالي سخي، لتتمكن من تحويل هذا الجهد التطوي البسيط في البحث عن المفقودين إلى عمل مؤسسي ميداني متكامل .
والأهم تأسيس إدارة متخصصة بالوزارة مهمتها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التعريف بحجم هذه المشكلة، والبحث عن المفقودين ، بالتوازي مع الجهود التي تبذلها الشرطة، إضافة إلى المشاكل الأخرى الملحة التي يمتليء بها المجتمع المصري.