القاهرة : الأمير كمال فرج.

يتوقع الخبراء أن يهدد العلاج بالمخدر القانوني صناعة الصحة النفسية الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات قريبًا، فالعلاجات التي يتم تجربتها اليوم في البيئات السريرية باستخدام مواد مثل الفطر المحتوي على السيلوسيبين ستوفر قريبًا بدائل قانونية لأكثر من 50% من المرضى الذين يتلقون علاجًا لاضطراب الاكتئاب الشديد (MDD) الذين لا يستجيبون لأدوية الاكتئاب المعتمدة.

كتب ديفيد إي كاربنتر في تقرير نشرته مجلة Forbes  أن "المواد المخدرة تواجه مقاومة متناقصة باستمرار من الجمهور - كما يتضح من العدد المتزايد من الولايات الأمريكية التي تمرر قوانين إلغاء التجريم، لذلك فإن حقيقة إضافة العلاجات المخدرة إلى مشهد الصحة النفسية أصبحت أكثر وضوحًا".

إلى جانب خلق المزيد من فرص الرعاية للمرضى، من المرجح أن يؤدي إنشاء علاجات فعالة جديدة إلى الضغط على مقدمي الرعاية الصحية لفحص الجانب الإيجابي من العلاجات المخدرة، وكيف ستؤثر هذه العلاجات حتمًا على النتيجة النهائية.

في حين أن هذه العلاجات لن تكون علاجًا للجميع، إلا أنه خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، سينتج عدد متزايد من العلاجات المخدرة بدائل للعديد من المرضى الذين لا يجدون راحة من علاجات الخط الأول المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية  (SSRIs)، وهي فئة من المركبات تستخدم عادة كمضادات اكتئاب في علاج الاكتئاب، اضطرابات القلق، وبعض اضطرابات الشخصية· وهي أيضا فعالة في العادة وتستخدم في علاج بعض حالات الأرق.

كيف سيتم طرح هذه الأنظمة الجديدة هو موضع نقاش - ولكن ما هو مؤكد هو القدر الكبير من الساعات التي سيخصصها الطبيب للعلاجات المخدرة.

إضفاء الشرعية

منذ إضفاء الشرعية على استخدام الفطر السحري المحتوي على السيلوسيبين في عام 2020 من خلال إجراء اقتراع، تعمل واية أوريغون الآن على إنشاء نظام معقد على مستوى الولاية لمقدمي الرعاية المؤهلين لتقديم علاجات السيلوسيبين في الإعدادات العلاجية.

يمكن أن تستمر الجلسات التي تستخدم السيلوسيبين لأكثر من ست ساعات ، والتي لا تشمل العلاج الحيوي قبل وبعد العلاج. العلاج بمساعدة MDMA لاضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة الحاد (PTSD) ، والذي هو قريب جدًا من أن يكون علاجًا معتمدًا من قِبل إدارة الغذاء والدواء ، سيتطلب أيضًا مشاركة الطبيب بشكل كبير قبل الجلسة وأثناءها وبعدها.

ساعدت علاجات الكيتامين - العلاج المخدر الوحيد المسموح به قانونًا فيدراليًا في الولايات المتحدة حاليًا - في تسريع فتح العيادات في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، مما يوفر درجة من الراحة لما يقرب من 50% من الأمريكيين المصابين بالاضطرابات الذهنية الذين لا يستجيبون للأدوية الحالية.

في الأسبوع الماضي فقط، أعلنت شركة بلو كروس بلو شيلد العملاقة للتأمين الصحي عن أهليتها لتغطية علاجات الكيتامين ، وهو تأييد كبير لمثل هذه العلاجات. كل هذا النشاط الحديث نسبيًا يعني أن عنق الزجاجة كبير ينتظر الأطباء الذين يقدمون رعاية مخدرة بتكلفة معقولة.

يمكنك أن تراهن على أن دافعي الرعاية الصحية الآخرين مثل UnitedHealth Group و Anthem بدأوا في حساب تكاليف العلاجات المخدرة الأكثر تمهيدا لاعتبارها مؤهلة للتغطية.

الواقع الافتراضي العلاجي

في حين أن المنظمات ذات التفكير التقدمي مثل معهد كاليفورنيا للدراسات المتكاملة (CIIS) كانت تتقدم بنشاط في تثقيف وتدريب المتخصصين في الصحة النفسية لعلاج المرضى على أفضل وجه في بيئات مخدرة جديدة ، فإن الطلب على المدى القريب سيتجاوز بالتأكيد ما يمكن لمقدمي الخدمات تقديمه. على الأقل بسعر مناسب لمعظم المرضى. يقول الخبراء إن الحل يتضمن مناهج رقمية وطب عن بعد لتخفيف عبء مقدم الرعاية المتصاعد حتمًا، والمساعدة في بناء أنظمة يمكنها التوسع بشكل فعال.

يعتقد الدكتور والتر جرينليف، عالم الأعصاب الشهير ومطور التكنولوجيا الطبية الذي يعمل في جامعة ستانفورد، أن عدد المعالجين الحاليين المجهزين لتقديم علاجات مخدرة لا يتناسب مع الاحتياجات المستقبلية. جرينليف هو الأولى في مجال الطب الرقمي وتكنولوجيا الواقع الافتراضي الطبي (VR) مع أكثر من ثلاثة عقود من الخبرة. غالبًا ما يشار إليه في دوائر وادي السيليكون على أنه "الأب الروحي" للواقع الافتراضي العلاجي.

يقول جرينليف : "لكي تكون العلاجات المدعومة بالمخدر فعالة، ولتستخدم بأمان، يجب أن تعتمد على المشاركة المناسبة والدعم والإشراف السريري من قبل الأطباء المدربين". "هناك عدد قليل جدًا من هؤلاء - وبالتالي، فإن الطريقة الوحيدة لدعم استخدام المخدر بشكل صحيح في العلاج هي الاستفادة من التكنولوجيا".

وجهة نظره تؤخذ بشكل جيد. ينصب تركيز أبحاث جرينليف الحالي على تطوير المنتجات السريرية المدعومة بالكمبيوتر ، مع التركيز بشكل خاص على تطبيق الواقع الافتراضي وتكنولوجيا الصحة الرقمية لمعالجة المشكلات الصعبة، بما في ذلك استخدامها مع العلاجات المصممة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات القلق والاكتئاب.

إلهاء المرضى

استخدام الواقع الافتراضي VR في البيئات الطبية لتوفير الرعاية العاطفية ليس مفهوماً جديداً. على مدى السنوات العديدة الماضية ، تم استخدام VR بتكرار وفعالية أكبر بطرق كبيرة وصغيرة. في الآونة الأخيرة، استخدم الموظفون في مستشفى في لونج بيتش بكاليفورنيا تقنية الواقع الافتراضي في سياق بسيط ولكنه قيم، مما أدى إلى تشتيت انتباه المرضى الصغار أثناء الإجراءات الطبية مثل إزالة جبيرة.

قالت ريتا جوشيرت، مديرة برنامج حياة الطفل في ميموريال، لصحيفة لونج بيتش بيزنس جورنال ، أن "الأطفال بحاجة إلى أكثر من الدواء، إننا نطبع البيئة لمرضى الأطفال، عادةً من خلال اللعب. "يتمثل دورنا في المساعدة على الراحة وإلهاء المرضى أثناء الإجراءات غير المريحة أو المسببة للقلق."

في عام 2020، أطلقت شركة الواقع الافتراضي Olfactory Virtual Reality (OVR) لأول مرة منصة هندسة Scent الخاصة بها لدمج الرائحة في علاجات الواقع الافتراضي العلاجية. تم نشره كعلاج تعرض للواقع الافتراضي - يُعرف أيضًا باسم "تلقيح الإجهاد" - للأطباء البيطريين العسكريين المصابين باضطراب ما بعد الصدمة.

الروائح المحفزة

تضيف التكنولوجيا الروائح المحفزة للذاكرة عبر الخراطيش إلى تجارب الواقع الافتراضي التي تخلق أحاسيس واقعية، بما في ذلك الدم ووقود الديزل والدخان والتوابل العراقية، كما يوضح جرينليف. إنه نهج فعال للأفراد العسكريين المعاصرين، الذين نشأ العديد منهم مع تكنولوجيا الألعاب الرقمية، وقد يكونون أكثر انجذابًا إلى هذا النمط من العلاج التفاعلي للواقع الافتراضي كبديل للعلاج بالكلام التقليدي.

كل هذا النشاط في صناعة الواقع الافتراضي يعني قفزات في التكنولوجيا وتخفيضًا في تكلفة سماعات الرأس VR (يبلغ متوسطها الآن حوالي 300 دولار)، مما أدى إلى زيادة إمكانية الوصول للمستخدمين. لقد شهدت أيضًا توسع المساحة بشكل كبير. في عام 2020 ، بلغت قيمة VR في قطاع الرعاية الصحية 2.08 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تصل إلى 42.84 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028.

إعداد للعلاجات بالمخدر

كانت مجرد مسألة وقت قبل أن تهبط شركة مثل FireflyVR على مسرح مجال العلاج بالمخدر الآخذ في الاتساع. تقنيتهم ​​، المسماة Sanctuary ، مخصصة للاستخدام في العلاجات السريرية بمساعدة المخدر، مما يوفر قيمة للأطباء من خلال تقديم برنامج تعليمي للمرضى وأداة ذاتية التوجيه قبل العلاج وبعده.

تقنية الواقع الافتراضي من هذا النوع ليست بالضرورة ما تعتقده. إنه ليس انغماسًا كليًا تجريبيًا مثل محاكاة جهاز الرأس للواقع الافتراضي  OVR لتكنولوجيا الألعاب العطور لحرب المدن. إنه ليس مثل التطبيق المسمى Tripp أيضًا ، وشعاره هو "حل اللياقة البدنية لنفسك الداخلية" ، وهو موجه أكثر كأداة للعقل الذهني للمستهلكين ويتميز بصور مخدرة كلاسيكية.

لا تحتوي تقنية Sanctuary من FireflyVR  على عيش الغراب المخدر أو آلة رقص الجان. لا يوجد إسقاط نجمي أو التواصل مع الكون. إنها ليست محاكاة رحلة مخدر. بدلاً من ذلك، كما يوحي الاسم ، يتبع Sanctuary   يتبع روح العصر في العصر المخدر. يُقصد بها كنوع من قائمة مراجعة الاختبار المبدئي "لتقليل قلق ما قبل الإجراء وتطوير نوايا إيجابية عندما يتم إعطاء الدواء في النهاية" ، إنها أداة سريرية متخصصة تهدف إلى أن تكون مساعدًا لجلسات العلاج.

يتطلع منتج Sanctuary إلى تغطية الاحتياجات غير الملباة لمساعدة الأشخاص الذين ليسوا على دراية باستخدام المخدر في البيئات السريرية، بالإضافة إلى العديد من المرضى الذين سيأتون إلى مثل هذه العلاجات دون خبرة على الإطلاق في المواد المخدرة.

أداة إكلينيكية

قال الرئيس التنفيذي لشركة FireflyVR ، شيل مان، الذي تتمتع شركته بعدة سنوات من الخبرة المكثفة في الصناعة الطبية التي تعمل مع مخاوف الرعاية الصحية المدارة مثل متراصة التأمين UnitedHealth Group. "أنشأنا Sanctuary كأداة إكلينيكية باستخدام الواقع الافتراضي لإعداد المريض لعلاج مخدر تحويلي" "نرى استخدام ذلك في البيئات السريرية يوفر قيمة لكل من المريض والدافعين".

يعرض الاختبار الأول للقيادة في Sanctuary مشاهد أكثر دقة مما كان متوقعًا. نظرًا لأن مفهوم الواقع الافتراضي يفسح المجال للانغماس الكامل، يمكن أن تشعر النتائج أحيانًا بالإفراط في الإنتاج.

لم يكن هذا. المشهد المركزي هادئ وبسيط. غرفة جميلة ذات إضاءة منخفضة وفن تكعيبي وديكور منخفض من خمسينيات القرن الماضي. المشهد دافئ يوحي بالترحاب. بيئة لا تستعجل أي شيء. قد تكون جالسًا في معهد Esalen الشهير في Big Sur، أو في جلسة تطل على وادي Yosemite. التأثير العام هو الهدوء - بالضبط ما تريده قبل رحلة توسيع العقل أي زيادة الوعي أو الفهم.

يقول جرينليف، وهو مستشار علمي لـ FireflyVR: "يمكن استخدام أنظمة الواقع الافتراضي المصممة جيدًا لزيادة وتوسيع نطاق العلاج من خلال إنشاء" العقلية والإعداد المناسب "للعلاج ، وتسهيل التكامل المعرفي بعد الجلسة.

 لاعبون رئيسيون

بينما لا يزال Sanctuary قيد الاختبار، يوجد حاليًا لاعبون رئيسيون في الصناعة مهتمون بعمل FireflyVR. يقول مات إمير، نائب رئيس ممارسة الرعاية الصحية في Field Trip Health (CSE: FTRP) ، وهي شركة عالمية رائدة في تطوير وتقديم العلاجات المخدرة مع مراكز العلاج في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا ، إن الشركة تختبر حاليًا Sanctuary في نيويورك. ومكاتب تورنتو واستكشاف علاقة إستراتيجية مع Firefly VR. يشارك مان أيضًا أن منظمات أخرى قد وقعت خطابات نوايا لإجراء دراسة عن Sanctuary ، بما في ذلك عيادة روشيستر مايو كلينيك في الطب التكاملي والمركز الصحي.

سيكون هناك المزيد من الفرص للواقع الافتراضي لإظهار اتجاهه التحويلي، حيث تحدث سلسلة من الدراسات السريرية في جامعات الأبحاث في جميع أنحاء العالم - جون هوبكنز ، إمبريال كوليدج لندن، جامعة ماستريخت وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو على سبيل المثال لا الحصر.

هناك أيضًا منظمات غير ربحية وربحية، بما في ذلك معهد Usona ، والجمعية متعددة التخصصات للدراسات المخدرة ، وكلها تعمل بجد للدخول في العلاجات المخدرة من خلال التجارب السريرية الهامة مع إدارة الغذاء والدواء.

يعتقد مان أن الواقع الافتراضي فعال بشكل خاص في هذا المجال لأنه "يوفر هروبًا صغيرًا من واقعك وإلهاءاته" ، كما يقول ، "غالبًا ما يتطلب العلاج تخيلًا. كثير من الناس يفتقرون إلى مهارات التصور القوية. يمكن أن يساعد الواقع الافتراضي في سد هذه الفجوة ".

تحويل العقليات والسوكيات

يلاحظ جرينليف عن الواقع الافتراضي المبتكر، "يمكننا تغيير المواقف والسلوكيات إذا تمكنا من تنشيط قوة نظام المكافأة في الدماغ. وهذا يسمح لنا بتفعيل التغييرات العصبية وتعزيز السلوكيات والتعلم ". ربما تكون هذه إحدى أفضل النتائج التي يمكن أن يقدمها العلاج النفسي للناس: تحول في العقليات والسلوكيات.

ومع ذلك، فإن جزءًا كبيرًا من المشكلة هو الوصول إلى خدمات الصحة النفسية. تُظهر لقطة حالية لنقص حرج في اختصاصي الصحة النفسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وجهة نظر مقلقة للموارد على الصعيد الوطني.

يوضح تصور البيانات لعام 2021 المقدم من Rural Health Information Hub (بدعم من جناح من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية) كيف تقع الغالبية العظمى من المقاطعات الأمريكية في فئة "المقاطعة بأكملها منطقة نقص" لممارسي الصحة النفسية.

الواقع الافتراضي ، مثله مثل العلاج المخدر نفسه، ليس حلاً سحريًا من شأنه حل مشكلة الوصول والقدرة على تحمل التكاليف بمفرده. لكن من المؤكد أن الواقع الافتراضي هو جزء من اللغز يمكن أن يفسح المجال لأسلوب الطب عن بعد الذي يغمر المريض بما يكفي ليشعر بالتركيز والتواصل والهدوء عند التعامل مع مشكلاته العاطفية.

يركز The Sanctuary حاليًا على العمل التحضيري قبل تجربة مخدر ، كما يقول مان، ولكن مع خارطة طريق تتضمن منهجًا شاملاً ، بما في ذلك تكامل ما بعد الرحلة وفي النهاية للاستخدام أثناء العلاج المخدر الفعلي (يعتمد على الجزيء المحدد).

يقول مان: "القضية الرئيسية اليوم، وهو ما نركز عليه بالليزر، هو أن الطلب العالمي على رعاية الصحة النفسية أكبر بكثير من العرض ، بما في ذلك العلاجات المخدرة". "مهمتنا هي تقديم حلول رقمية غامرة يمكن توسيع نطاقها، وإيصال هذه التكنولوجيا إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها ، والمساعدة في حل هذه المشكلة جنبًا إلى جنب مع مقدمي الخدمات الصحية الرئيسيين."