القاهرة : الأمير كمال فرج.

يمكن أن تكون الذاكرة صعبة. نفترض أننا سنتذكر أكثر بكثير مما نتذكره بالفعل. ثم نواجه لحظة ما، نفشل فيها في تحديد تفاصيل معينة لحدث مررنا به ، الخبراء يقدون لك تمارين للدماغ تساعد على تقوية الذاكرة.

كتبت الدكتورة أميشي جها في تقرير نشرته CNBC "قد ترتكب خطأ لأن شيئًا ما تعرفه لا تتذكره في اللحظة التي تحتاجها ؛ لديك إحساس محبط وغامض بأنني يجب أن أعرف ذلك. لماذا تفشلنا قدرتنا على "التسجيل" أحيانًا ، وماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟.

ما نعتقد أنه مشكلة في الذاكرة غالبًا ما يكون في الواقع مشكلة انتباه. بصفتي عالمة أعصاب وأستاذة  في علم النفس تدرس الانتباه، وجدت أن هناك ثلاثة أشياء مهمة يجب عليك فعلها لتتذكر شيئًا ما بنجاح :

1. بروفة للتذكر

استخدم انتباهك لتتبع المعلومات - الاسم الذي سمعته للتو عندما قدمت زميلة جديدة نفسها؛ أهم الحقائق من التدريب العملي الذي أنت فيه ؛ تفاصيل تجربة ممتعة مررت بها للتو.

في المدرسة، عندما كنت تدرس بالبطاقات التعليمية، كانت هذه بروفة. عندما تستعرض الفروق الدقيقة للحظة البهجة (على سبيل المثال، حفل زفاف عائلي - الخبز المحمص، طعم الكعكة) أو حفل مؤلم، تعامل مع مثل هذه المواقف أيضًا على أنها بروفة.

2. التفصيل

يتضمن التفصيل استخدام الانتباه لربط الخبرات أو المعلومات الجديدة بالمعرفة أو الذكريات التي لديك بالفعل. يمكنك تخزين ذكريات أكثر ثراءً من خلال التفصيل بهذه الطريقة.

مثال: تخيل أخطبوط. الآن أقول لكم : الأخطبوط له ثلاثة قلوب. إذا لم تكن تعرف ذلك بالفعل ، فأنت - كما تقرأ هذا - تربط تلك المعرفة الجديدة بتلك الصورة الحالية التي لديك عن الأخطبوط.

في المرة القادمة التي تشاهد فيها لأخطبوط أو مقطع فيديو له، قد تتذكر فجأة، وتلتفت إلى الشخص المجاور لك وتقول ، "هل تعلم أن الأخطبوط له ثلاثة قلوب؟".

3. الدمج

العمليتان المذكورتان أعلاه تدعمان تكوين الذاكرة الأولية. لكن الانتقال من هذه المراحل الأولية إلى تخزين المعلومات في شكل أكثر ديمومة على مدى فترة طويلة، تُعرف باسم الذاكرة طويلة المدى ، يتطلب الدمج.

يتضمن ذلك تكوين روابط بين مجموعات محددة من الخلايا العصبية التي تشفر عناصر الذاكرة عن طريق إعادة تشغيل نشاط الدماغ المستهدف. عمليات إعادة العرض المتكررة تقوي أثر الذاكرة على المدى الطويل.

في محل البقالة، تملأ عربة التسوق الخاصة بك، وتتجه إلى خط الخروج وتسحب هاتفك. هناك بريد إلكتروني خاص بالعمل وآخر شخصي - تقرأ كليهما، ثم تبدأ في صياغة رد على البريد الإلكتروني الخاص بالعمل.

يصدر صوت تنبيه وأنت تنقر عليه. يتم حفظ مسودة البريد الإلكتروني تلقائيًا، ويمكنك التمرير سريعًا إلى تويتر، حيث رد شخص ما على شيء قمت بالتغريد عليه مسبقًا. تريد أن تكون داعمًا، لذا تعيد تغريدها. مقال إخباري يلفت انتباهك وأنت تنقر عليه.

لقد وصلت إلى منتصف الطريق في قراءة المقال عندما أعلن الكاشير عن قيمة إجمالي المشتروات، تزيل الأكياس البلاستيكية من عربة التسوق - لأن الأكياس القماشية الصديقة للبيئة التي أحضرتها لا تزال مطوية تحت ذراعك.

نحن نعيش حياة مزدحمة، لذا فإن الرغبة في حزم أكبر قدر ممكن في كل جيب من الوقت شديدة. إذا لم تعد مسودة البريد الإلكتروني الخاص بالعمل أثناء الوقوف في الطابور ، فسيتعين عليك القيام بذلك لاحقًا ، عندما كان من الممكن أن تفعل ... شيئًا آخر.

نحن نقدر ونعطي الأولوية للتركيز المستمر على المهام، ولا نرى توقفًا عقليًا - عندما نتخلى عن عمد عن الاكتشاف والإمساك وتوجيه انتباهنا بشدة إلى بعض المهام - كأمر قيم يجب القيام به.

ولكن .. لماذا يجب علينا؟، إذا كان تركيز انتباهنا، وكذلك استخدامه للتمرن والتوضيح ، يدعم الذاكرة الناجحة، فلماذا لا نهدف إلى التركيز على الجميع طوال الوقت؟.

فكر في تجربتك المباشرة للحظة. هل خطرت لك فكرة رائعة أثناء الاستحمام؟، ربما لم يكن ذلك بسبب رائحة الشامبو التي ألهمتك. الأمر هو أن الاستحمام تسبب في توقف عقلي. لا يمكنك أن تأخذ هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك هناك. لقد كنت محاصرًا في ذلك الصندوق الصغير المبلل دون أن يتطلب أي شيء انتباهك.

يمكن أن يؤدي التوقف عن العمل بدون مهام إلى بعض أكثر اللحظات إبداعًا وتوليدًا - حيث يتم إجراء اتصالات جديدة، وتوليد أفكار جديدة، وقد تظهر أحلام اليقظة التي لا ترضي فحسب ، ولكنها أيضًا داعمة على المستوى الشخصي أو المهني. وهذا التوقف له فائدة أخرى مهمة أيضًا: فهو يدعم تقوية الذاكرة.

لذلك تذكر أن تنتبه عندما تريد أن تتذكر ، ولكن أيضًا دع العقل يتجول بحرية في كثير من الأحيان - لتتذكر بشكل أفضل!