القاهرة: الأمير كمال فرج.
أكدت دراسة حديثة أن النساء الأكثر سلطة في عملهن هن الأكثر عرضة للإصابة بضعف في الصحة العقلية أكثر من النساء المنخفضات في التدرج الوظيفي .
اكتشف الباحثون أنه في حين يشعر الرجال بمزاج أفضل عند حصولهم علي وظيفة أعلي، فإن العكس تماما هو مايحدث للمرأة، وقالت تيتيانا بودرفسكا - والتي قامت بالدراسة في جامعة تكساس - أن "المرأة كلما ارتقت وظائف أعلي فإن ذلك يؤثر علي نفسيتها، ويؤدي إلي ظهور أعراض الاكتئاب أكثر من تلك اللاتي يشغلن وظيفة أقل .
وتضيف في الدراسة ـ التي استعرضتها صحيفة Daily Mail: "وفي المقابل يعاني الرجال ذوي النفوذ الوظيفية بأعراض أقل للاكتئاب عن أولئك الذين يشغلون مناصب متدنية".
والمثير في الأمر أن النساء اللاتي يشغلن وظائف عليا يتمتعن بخصائص تنبيء وبقوة عن صحة نفسية سليمة وإيجابية، حيث تتمتع هؤلاء النساء بتعليم عالي، ودخل مرتفع، ومستوي مرموق مهنيا، بالإضافة إلي مستويات أعلي من الرضا الوظيفي والاستقلالية، أكثر من أولئك اللاتي لا يتمتعن بسلطة في وظائفهن" ، وعلي الرغم من ذلك، يعانين من صحة عقلية متدهورة .
أجرت الباحثة الدراسة علي 2800 رجلا وامرأة في منتصف العمر، وقامت بتتبع تاريخهم منذ التخرج من المدرسة الثانوية عام 1957 بالولايات المتحدة، حيث قامت بدراسة تأثير الترقيات والسلطة الوظيفية عام 1993 (عمرهم 54 عاما) ودراسة المتغيرات وأعراض الاكتئاب التي ظهرت بعد ذلك حتي عام 2004 (حيث يبلغون 65 عاما) .
وأشارت الباحثة إلى أن "السبب الرئيسي في التأثير السلبي المصاحب لترقيات العمل بالنسبة للنساء ربما يرجع لمقاومة زملائها في العمل بحجة كونها أنثي" .
وتشير سنوات من البحث في العلوم الاجتماعية إلي أن النساء في الوظائف العالية يتعاملن مع توتر شخصي، وتفاعلات اجتماعية سلبية، والتحيز ، والعزلة الاجتماعية، بالإضافة الي معارضة الزملاء والرؤساء لها في العمل، والحكم عليها فقط لعدم كونها إمرأة.
تقول الباحثة : "تعاني بعض نساء الوظائف العليا من قلة الثقة بالنفس والقيادة القوية . ولكن عندما تظهر علي النساء هذه المظاهر - أي ان تكون واثقة وقوية - يتم الحكم عليها سلبا لأنها ليست رجل، مما يساهم في التوتر المزمن".
وفي المقابل، وبشكل عام، يتغلب الرجال علي هذه الصور النمطية السلبية من المقاومة التي غالبا ما تتعرض اليها النساء .
إن الرجال ممن يشغلوا مناصب عليا يتمتعون بآراء ومعتقدات متوقعة، كما أن القيادة الذكورية مقبولة كثيرا، بل وتعد شرعية لدي البعض، مما يؤدي الي زيادة سلطة الرجل وتأثيره كقائد، مما يقلل الصراعات الشخصية.
تقول الباحثة : "نحن بحاجة الي معالجة التمييز بين الجنسين، والعداء، والتحيز ضد المرأة القيادية، للحد من المعاناة النفسية".