إكسبو 2020 دبي
ناقش أسبوع الصحة واللياقة في إكسبو 2020 دبي، في يومه الخامس (الاثنين 31 يناير)، عددا من الموضوعات الجوهرية التي تضمنت زيادة أعداد النساء في المناصب القيادية بقطاع الرعاية الصحية، والأعباء الهائلة التي تحملها العاملون في مجال التمريض – وغالبيتهم من النساء – منذ اندلاع جائحة كورونا، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتمكين المرأة في دولة الإمارات منذ تأسيسها قبل 50 عاما.
وخلال الجلسة النقاشية التي تناولت دور المرأة العربية والمسلمة في قطاع الرعاية الصحية في جناح المرأة بإكسبو الجمعة الماضية (28 يناير)، قالت سعادة الدكتورة حواء الضحاك المنصوري، عضو المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات، وهي أيضا طبيبة ومخترعة وسياسية "إن المرأة هي نصف المجتمع. وأي دولة تتطلع إلى أن تصبح في مصافّ الدول المتقدمة لا يمكنها أن تهمّش المرأة أو تقصيها أو تغفل عن تعليمها. ومن الضروري الالتزام بمبادئ احترام المرأة وتقدير دورها المهم والحيوي في المجتمع".
وأضافت: "لقد سطّرت دولة الإمارات على مدار الخمسين عاما الماضية قصة تمكين المرأة بكل صدق وإخلاص، وذلك جنبا إلى جنب وكتفا إلى كتف مع رجال هذا البلد من آبائنا وإخواننا وأبنائنا".
وأثناء الجلسة التي حملت عنوان "المرأة في شبه الجزيرة العربية والإسلام | رسم مسار الرائدات العربيات والمسلمات في الصحة من الماضي الى الحاضر"، أوضحت الدكتورة حنان خلوصي، أستاذة التاريخ المساعدة بالجامعة الأمريكية في القاهرة، مدى سيطرة المرأة على قطاع الرعاية الصحية على مدار قرون ممتدة عبر التاريخ.
ويُنظم أسبوع الصحة واللياقة في إكسبو 2020 دبي بالتعاون مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية ومنظمة الصحة العالمية، ويبحث قضايا تبرز العلاقة بين الصحة العقلية والجسدية، ومدى مساهمة الرعاية الصحية الجيدة والوسائل التقنية في بلوغ المحطة الأخيرة وبناء مجتمعات تنعم بالصحة والعافية.
وعلى مدار هذا الأسبوع من أسابيع الموضوعات، يستكشف جناح المرأة، الذي تأسس بالتعاون مع كارتييه، عدة موضوعات من منظور جنساني ويناقش الدور الذي تضطلع به المرأة لإيجاد عالم أكثر نظافة وأمنا وصحة، مع تسليط الضوء على قصص واقعية لنساء قمن بأدوار ريادية عبر حقب التاريخ المختلفة.
وناقشت جلسة أخرى حملت عنوان "المجلس العالمي للمرأة | المرأة في الخطوط الأمامية والوظائف الخطرة"، يوم الاثنين (31 يناير)، التحديات الصريحة والضمنية التي تواجهها السيدات العاملات في مجالات الرعاية الصحية على الصعيد العالمي.
وفي هذا السياق، تحدثت الدكتورة ميكائيلا سيرافيني، رئيسة قسم الصحة باللجنة الدولية للصليب الأحمر في سويسرا قائلة "نسبة النساء العاملات في المجال الصحي اليوم تصل إلى 70 في المائة، وهذا معدل كبير للغاية. وهناك 25 في المائة من هؤلاء السيدات يشغلن مناصب إدارية تنطوي على صنع القرارات، وهي نسبة ضخمة من وجهة نظرنا. وما نستنتجه من هذه الأرقام أن النساء هن المعنيات بتقديم خدمات الرعاية الصحية، أما من حيث الأرقام فيبدو أن من يتخذ القرارات بشأن ما نقدمه هم الزملاء من الرجال".
وأشارت سيرافيني خلال مشاركتها عن بعد في فعاليات الجلسة إلى أن الجزء الأكبر من الرعاية التي تلقاها الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد قد قُدّم على يد العاملين في مجال التمريض، وغالبيتهم من النساء.
وأوضحت قائلة: "لقد فرض علينا الوضع في مرحلة معينة ترتيب أولوية معالجة المرضى بحسب حالتهم نتيجة لنقص كميات الأكسجين وقلة أجهزة التنفس الصناعي، وكان هذا أمرا في غاية الصعوبة. كانت هذه المعضلات في معظمها عصيّة على الحل لأننا كنا نتعامل مع حالة طارئة بموارد محدودة للغاية. وإذا افترضنا أن 70 في المائة من خدمات الرعاية الصحية تقّدم على يد النساء، فهذا يعني أن النساء قد تحملن عبئا ثقيلا فيما يخص رعاية المرضى، لا سيما المرضى المصابين بفيروس كوفيد-19".
وأردفت قائلة: "من المتوقع أن نواجه نقصا في عدد العاملين بالرعاية الصحية بمقدار 10 ملايين شخص مع حلول العام 2030، وبصفة خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مما يعني أن هذا القطاع سيفقد عددا كبيرا من العاملين فيه. لذا، من الضروري أن نفكر في كيفية تكييف السياسات على نحو يسهم في استقطاب الكوادر للالتحاق بالعمل في الرعاية الصحية، وكيفية استبقاء السيدات العاملات في هذا المجال من خلال توفير بيئة عمل آمنة للغاية".
وإلى جانب مشاركة الدكتورة سيرافيني ومديرة الجلسة هند العويس، نائب رئيس أول المشاركات الدولية في إكسبو 2020 دبي، شهدت الجلسة كذلك مشاركة معالي بيجي فيدوت، وزيرة الصحة في سيشيل، التي تطرقت إلى مسألة تولي الأجيال القادمة من النساء للمناصب القيادية في مجال الرعاية الصحية.
وفي هذا الصدد، قالت فيدوت: "إن إعداد الكوادر النسائية لتولي المناصب القيادة يجب أن يتم في مرحلة مبكرة، وعلى جميع المؤسسات أن تولى اهتماما بالغا بهذا الأمر عن طريق البحث عن السيدات اللاتي تتوفر لديهن السمات والقدرات القيادية. ففي بعض الأحيان، يُعزى غياب المرأة عن المناصب القيادية إلى عدم معرفتها الكافية بهذه الأمور وعدم سماعها عن مثل هذه الفرص، وربما لا تجد المرأة أحدا من زملائها وأقرانها يدفعها لتولي المناصب القيادية".
وأضافت: "ما أودّ أن أراه هو مزيد من السياسات التي تركز على تطوير المهارات القيادية لدى المرأة مع تزويدها بالتوجيه والإرشاد اللازمين، بما يؤهلها لتولي المناصب القيادية عندما تتاح لها الفرصة. ومن الضروري أن تُوضع سياسات لمعالجة مثل هذه الأمور".
ويعد أسبوع الصحة واللياقة أحد أسابيع الموضوعات العشرة التي تُعقد ضمن برنامج إكسبو 2020 دبي للإنسان وكوكب الأرض، والتي توفر فرصة لتبادل وجهات نظر جديدة وملهمة لمواجهة التحديات الكبرى واستكشاف أفضل الفرص في الوقت الحالي.