إكسبو 2020 دبي.
نسب الدكتور نيل فورا، زميل في منظمة "كونفرسيشن إنترناشيونال" الغير ربحية، الزيادة في الأمراض المعدية الجديدة التي غالباً ما يترتب عنها عواقب وخيمة، إلى زيادة التفاعلات البشرية مع الحيوانات، مؤكداً أن صحة البشر مرتبطة بصحة الحيوانات.
جاء ذلك خلال ندوة عقدت بمدرج تيرا في إكسبو 2020 دبي خلال أسبوع الصحة واللياقة البدنية، موجهاً بوجوب التفكير بشكل أكثر شمولية في علاقة البشرية بالطبيعة.
وقال فورا: "تناقش جمعية الصحة العالمية إمكانية إنشاء اتفاقيات جديدة في هذا المضمار مثل معاهدة الوباء. فهي إحدى الوسائل المثالية للوقاية من الأوبئة على مستوى المجتمع الدولي.. إن جائحة كوفيد 19 دقت ناقوس الخطر لضرورة العمل معاً لتفادي الأوبئة المستقبلية، ما يفرض تصحيح الأساليب الغير ناجعة التي استخدمناها في الماضي، والأهم من ذلك تجنب الوباء".
وأضاف: "هناك حديث حول إنشاء صندوق جديد مشابه للصندوق العالمي لمكافحة السل وفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا. حيث سيكون مخصصًا للأوبئة الجديدة ومن الأهمية بمكان أن يتم دمج الوقاية من الوباء ضمن الأنشطة التي سيتبناها الصندوق أولاً، و المساواة عند التعامل مع الأوبئة".
وأوضح البروفيسور أندرو كننغهام، نائب مدير قسم العلوم في معهد علم الحيوان، أن "جائحة كوفيد_19 في تسببت في خسائر فادحة بالأرواح والاقتصاد، وفيما يقدر معدل وفيات الحالات بحوالى 1٪ فقط، إلا أنه يمثل تهديدًا كبيرًا على الصحة العامة والرفاهية، لذا فإن استغلالنا المستمر للطبيعة يفضح العلوم الإنسانية باعتبارها الأمراض الأكثر خطورة. فالإيبولا على سبيل المثال تقتل حوالى 50 بالمائة من المصابين، وفيروس نيباه حوالى 60 بالمائة ، وترتفع إلى 100 بالمائة في بعض حالات تفشي المرض".
وأكد: "في كل مرة يحدث فيها تفش بشري يتم منح الفيروس فرصة للتحور والتكيف مع البشر، ويصبح أكثر سهولة في الانتقال بين الناس. من المعروف أن غالبية الفيروسات حيوانية المصدر، وفي كل مرة تحدث عدوى يوجد احتمال أن يتحور الفيروس ليصبح أكثر تكيفًا مع انتقال العدوى من الإنسان إلى الإنسان".
وسلطت الدكتورة رودا وانيينز، عميد كلية الصحة العامة وأستاذ في قسم مكافحة الأمراض وصحة البيئة بجامعة ماكيريري، الضوء على التحديات التي واجهتها إفريقيا في تعاملها مع جائحة كوفيد 19، حيث أن القيود المفروضة أثرت على الأساسيات في حياة الأشخاص مثل إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء والدواء، لا سيما في المجتمعات الأكثر فقراً. كما أن الاعتماد المطول على القيود ومحدودية الوصول إلى الأدوات الأخرى، بما في ذلك التطعيمات والاختبارات، أثرت على الإحصائيات وبالتالي معرفة الأثر الفعلي للجائحة.
وحسب المشاركين نحن نعيش في عصر المعلومات المضللة والتضليل، ما يجعل الاستثمار في الصحة والأمن الاقتصادي للمجتمعات التي تعيش في النقاط الساخنة الناشئة للأمراض المعدية أمر ضروري، إلى جانب ذلك يجب اتخاذ اجراءات صارمة لإنهاء تجارة الحياة البرية والأسواق التي تشكل مخاطر على الصحة العامة أو العمل على تنظيمها ضمن أطر قانونية.