القاهرة : الأمير كمال فرج .
الكثير منا يحلم بالهروب من حياتنا اليومية لشيء أكثر غرابة وبعيدا عن المألوف، قبل عشر سنوات، لم تكن تحلم ليز كلارك – من كاليفورنيا - بالإبحار حول العالم. غادرت ليز البالغة من العمر 34 عاما منزلها في سان دييغو، بكاليفورنيا، عندما اُعطيت مركب شراعي على شرط أن تبحر حول العالم وتوثق سفرياتها .
وعلى مدى العقد الماضي، تمتعت ليز بحياة مثالية خالية من الهموم، لأنها تبحر وحدها في المركب الشراعي، وقد قطعت 25 ألف ميل بحري حتى الآن. وتقول لصحيفة Daily Mail : "بعد تخرجي من الجامعة، حدث أن تواصلت مع الأستاذ المتقاعد الدكتور آرينت شويلر، الذي كان يبحث عن شخص ما ليبحر بقاربه في جميع أنحاء العالم، وكان عمره 80 عاما في ذلك الوقت، وأردت فقط مساعدة شخص لتحقيق آخر حلم له".
درست ليز الدراسات البيئية في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، وبالطبع اتتها الفرصة. وتقول: "تعلمت في الجامعة جميع الأضرار والأخطاء التي نرتكبها على الأرض، وأنماط الحياة غير المستدامة. نظرت من حولي، وبدا الأمر وكأنه لم يكن أحد ليفعل أي شيء حيال ذلك، وقررت أنني حقا لا أريد أن أكون جزءا منه".
وتضيف : "كنت أعرف أن هذه الرحلة ستكون كل شيء أحببت في الحياة البسيطة، وصديقة للبيئة تمنحني حياة قريبة من الطبيعة، والبحث عن موجات غير مزدحمة، والتعلم من الثقافات الأخرى، مما يشكل تحديا نفسيا وبدنيا وذهنيا، والذهاب في مغامرة مفتوحة الآفاق".
بعد تخرجها من الجامعة، عملت ليز كنادلة لمدة ثلاث سنوات، قبل ترك وظيفتها عندما سنحت لها الفرصة للإبحار حول العالم. أمضت ثلاث سنوات للتحضير للرحلة، وتعلم كيفية تشغيل المراكب الشراعية.
وتقول : "كان أمرا صعبا في البداية ان أترك أصدقائي وعائلتي."، وتضيف "لم أكن أعرف ما إذا كنت قادرة على قيادة قارب بهذا الحجم وإدارته بالكامل قبل أن أذهب إلى رحلة وبعيدا عن أي مساعدة - لكنني أعلم أنه لابد من المحاولة والا كنت سأندم علي ذلك بقية عمري".
وتضيف : "عندما غادرت لم أكن أعرف كيف كنت سأوفر المال، وخاصة أني لا أنتمي إلى عائلة ثرية أو أي شيء، مثلما يفترض كثير من الناس. بدأت بكتابة المدونات في السنة الأولى، مما جعلني على علاقة وثيقة مع باتاغونيا، وهي شركة كبيرة للملابس – وكانت الممول الرئيسي منذ البداية".
انطلقت ليز في أكتوبر 2005، وسافرت إلى عدد من الأماكن الغريبة، بما في ذلك المكسيك، وغواتيمالا، ونيكاراغوا، وكوستاريكا، وبنما، وجزر غالاباغوس، ووثقت أسفارها في سلسلة من الصور. وقالت انها تستخدم جهاز توقيت لالتقاط بعض الصور بنفسها، في حين ساعدها السكان المحليين علي التقاط الصور الأخرى .
يتضمن الروتين اليومي لليز تعديل الأشرعة وصيانة القوارب، فضلا عن ركوب الأمواج، وممارسة اليوغا والسباحة والنوم تحت النجوم، وتقول: "عادة ما يشعر الناس إما بالرعب أو الغيرة، والبعض الآخر يجد الكثير من الاهام والحماس الشديدين . إنه شعور رائع جدا لإلهام الآخرين أن يعيشوا أحلامهم، ولكن من المستحيل أن أشرح لهم ما هي هذه الحياة بدقة. هناك الكثير من العمل الشاق، كما أنه ليس سهلا أو ممتعا طوال الوقت .
وتضيف : "أشعر بالوحدة في بعض الأحيان، ومازالت آمل في العثور على شريك للإبحار. أجد عطف الغرباء أينما ذهبت، بالإضافة الي الحب عن بعد، والدعم من الأسرة والأصدقاء".
عام 2011،، توفي الرجل المسؤول عن مغامرة ليز الدكتور سكايلر عن 87 عاما. وتقول : "لم يكن يريد أن يكون على متن القارب، فقط أراد مساعدتي أن أعيش حلمي، وكانت هذه هي بداية المدونة، لأنني أردته أن يشاركني خبراتي والتجارب التي أخوضها". ولا تخطط ليز لنهاية مغامرتها، وتستعد للابحار الى ميكرونيزيا والاتجاه غربا، حيث ستواصل رحلتها حول العالم.