القاهرة: الأمير كمال فرج .

المرأة هي المرأة ، حتي وإن كانت علي بعد 8000 ميل عن المنزل،  فالفتاة علي جبهة القتال لا تتنازل عن متطلباتها الخاصة، مثل أدوات المكياج، ومساحيق التجميل، والحمام الدافيء، وترك الشعر منسدلا بعد عناء يوم طويل في العمل الخشن .

وحتي لو كن في الصحراء، فإنه من الضروري وجود كل المستلزمات النسائية التي تمتلكها الفتيات عادة في منزلهن ليسمحن لأنفسهن بقليل من التدليل، بما في ذلك الملابس النسائية القصيرة .

وذكر تقرير نشرته صحيفة Daily Mail أن "نساء عاملات في الجيش البريطاني تابعات لقوات "ضباط الاشتباك" ممن يشاركن في معارك حيوية لكسب العقول والقلوب في هلمند بأفغانستان كشفن جوانب من حياة المرأة في جبهة القتال".

تلقت الفتيات تدرباتهن في الباتشو كما تعلمن اللغة الأفغانية،  حيث يقمن بمرافقة قوات المشاة، ويبنون علاقات جيدة من الأفغانيات في أكثر المناطق خطورة في هلمند،  كما يقمن ببعض الأعمال التي لا يتمكن زملائهن من الجنود الرجال من القيام بها بسبب الثقافة المحلية للأفغان .

أليسون باسكرفيل ضابط سابق بسلاح الجو الملكي البريطاني ، التحقت بقوات ضباط الاشتباك بالجيش البريطاني، وتلقت تدريباتها في مركز تدريب الجيش الوطني الأفغاني بكابول، وقد قامت  بتوثيق حياتهن كمجندات، وحياة المرأة الأفغانية من خلال العديد من الصور تم عرضها بمعرض أوكسو تاور عام 2012 تحت عنوان  "الصورة البيضاء".

وقال المتحدث الرسمي باسم الفيلق الملكي البريطاني، وهو من كلفهن بهذه الرحلة لصحيفة "الديلي ميل" أن الصور التي التقطتها أليسون تسلط الضوء علي كيف أن النساء سواء البريطانيات أو الأفغانيات استطعن  الاستجابة والتكيف مع ظروف التقشف التي وجدن أنفسهن مضطرات للتعامل معها، وكيف يمكنهن الحفاظ علي معنوياتهن وتميزهن في مواجهة الظروف الأكثر قسوة .

تقول الانسة باسكرفيلد والتي قضت ستة أسابيع في هلمند  "أحاول توضيح الحياة البديلة التي تعيشها النساء علي الجبهة،  ولا أريد أن أسلط الضوء علي حقيقة أن هؤلاء النساء متميزات واستثنائيات عن الرجال، ولكن هن فقط يقمن بوظيفتهن، وهي وظيفة حيوية جدا،  ويدفعهن شغفهن الي أداء عملهن بأفضل صورة ممكنة".

وتضيف : “إنه أمر لطيف حقا التحرر من الزي الرسمي، وتوثيق كل ما تستطيع نساء الجيش عمله في أوقات فراغهن مثل مشاهدة فيلم ما، أاحاول فقط توضيح العنصر الانساني في النساء المجندات".

وخلال الأسابيع الستة التي قضتها باسكرفيلد في هلمند رافقت النقيب آنا كروسلي , والبالغة من العمر 31 عاما، وتعمل بمستشفي "أوروبا للسلام"، كما كان هناك أيضا الملازم جيسيكا فرينش، والتي قضت ستة أشهر في القرية والمستوطنات الصغيرة تتحدث إلي النساء الافغان، وتكسب ثقتهن .

وقامت  أليسون  بالتقاط إحدي الصور للنقيب آنا وهي تتحدث لإحدي الأفغانيات عنما تعرضن لإطلاق النيران وهربن ، وصرحت النقيب آنا أن من أبرز لحظات هذه الجولة “رؤية سحر النساء بالمنطقة عندما اجتمع معهن، وأخلع خوذتي ونظاراتي الواقية لاجراء بعض الحديث بلغتهن".

وتضيف : “عن طريق الصور عرف النساء حول العالم بقدرة الأفغانيات علي تأليف القلوب، وجمع الشمل، والتركيز علي الأسرة والمجتمع . وكوني امرأة حتي لو كنت بملابس الجيش يمكنني القيام بهذه الأمور، وأن أكون مقبولة أكثر في هذه الأوساط “ . وتقول الملازم جيسيكا : “ توضح الصور الصفات الأنثوية في نساء الجيش باعتبارهن مصدر قوة" .

وقد التقيت كل من النقيب آنا والملازم جيسيكا العديد من النساء الشجعات في مناطق نائية بأفغانستان، حيث يسود المجتمع الأبوي، وصرحت النقيب آنا لصحيفة "الجارديان : “ في هذه المناطق حيث كنت أعمل كان مازال هناك طريق طويل، والعديد من الاحتياجات، منها أهمية التعليم من أجل تأمين مستقبل أفضل لنساء هلمند" .

وتضيف الملازم جيسيكا , والتي من المقرر لها أن تعود الي البلاد في جولة اخري مدتها ستة أشهر لهذا العام : "إنه عالم قاسي، ولكن هناك بعض النساء ممن قابلتهن كن مصممات جدا،  وإيجابيات ايضا، وآمل ان يحصلن علي مستقبل أفضل.