إكسبو 2020 دبي.
احتضن مدرج تيرّا في جناح الاستدامة بإكسبو 2020 دبي، محاضرة علمية حول علم الآثار في الجزائر، تحت عنوان "الجزائر مهد آخر للبشرية"، بإشراف وتنظيم جناح الجزائر في إكسبو 2020 دبي، وذلك لمناقشة الاكتشافات الأثرية الأخيرة، التي أثبتت قدم تاريخ الجزائر، والذي يشير إلى أن الأسلاف قد سكنوا الجزائر في وقت أبكر مما كان يعتقد سابقاً.
ألقى المحاضرة الدكتور فريد خربوش، مدير المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، واستهلها بالحديث عن الكشف الأثري المذهل الذي عثر عليه في منطقة "عين بوشريط" بولاية سطيف شرق الجزائر العاصمة، حيث عثر الباحثون في العام 2018، على أدوات حجرية وبقايا عظام متحجرة لحيوانات منقرضة مثل الديناصورات وغيرها، يعود تاريخها إلى 2.4 مليون سنة، وهي الاكتشافات التي كانت سبباً في إدراج منطقة عين بوشريط ضمن فهرس المواقع النادرة المصنفة ضمن "مهد الإنسانية".
وقال خربوش، "موقع عين بوشريط يعتبر ثاني أقدم موقع أثري في أفريقيا والعالم، بعد موقع غونا بإثيوبيا، مما يدل على قدم الجزائر وعلى أن فترة استيطان البشر في ما قبل التاريخ بالجزائر تعود إلى فجر الإنسانية".
وأضاف: "قدمت آثار عين بوشريط في سطيف دلائل هامة عن طريقة عيش أسلافنا، حيث مكنتنا الآثار التي عثر عليها، من معرفة سلوكيات من عاشوا قبلنا بملايين السنين، ومعرفة كيفية تدبرهم لأمور حياتهم البدائية، وطرق دفاعهم عن أنفسهم ضد الحيوانات المفترسة وغيرها".
وكان فريق من الباحثين الأثريين الدوليين، من الجزائر وأستراليا وإسبانيا وفرنسا، قد كشف عن أدوات وأحجار مصقولة وبقايا عظام حيوانات تعود إلى 2.4 مليون سنة، في موقع عين بوشريط بولاية سطيف شرقي الجزائر، وهي الاكتشافات التي قد تغير الفرضية بأن شرق إفريقيا هي مهد البشرية.
وتطرق خربوش، إلى بقية الكشوفات الأثرية التي عثر عليها في مناطق عديدة من الجزائر كمنطقة تيغنيف بولاية معسكر غرب الجزائر العاصمة، حيث بينت الحفريات وجود مقبرة للفيل الأطلنطي المنقرض، الذي عاش في عصور ما قبل التاريخ، كما عثر في نفس المنطقة أيضاً على أقدم فك لإنسان شمال أفريقيا، وهو رجل ما قبل التاريخ أو رجل الأطلس، وقد أعلن عن اكتشافه في أكتوبر 1952.
وفي ختام المحاضرة نوه خربوش، عن البحوث الأثرية الجارية بولاية بجاية شرق العاصمة الجزائر، والتي دلت أيضاً على وجود مجموعات بشرية عاشت في المنطقة قبل 8000 سنة، كما تحدث عن المواقع الأثرية الجزائرية المصنفة ضمن التراث العالمي، مثل القصبة في الجزائر العاصمة، ومدينة جميلة التابعة لولاية سطيف، ومدينة تيمقاد بولاية باتنة، ووادي ميزاب بمدينة غرداية، وقلعة بني حماد، بالإضافة إلى التراث اللامادي المحفوظ كنظام الري القديم المسمى الفقارة، والممارسات المرتبطة بآلة الإمزاد، والمهارات المرتبطة بزي الزفاف في تلمسان وغيرها الكثير.