إكسبو 2020 دبي.
في مستهل الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال بشأن الغذاء والزراعة وسبُل العيش في إكسبو 2020 دبي، أكد خبراء في مجال التجارة من نيوزيلندا وزامبيا وكوستاريكا أن نجاح الشراكة بين القطاعين العام والخاص يستند إلى توطيد العلاقات بين المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة والشركات الأكبر حجما، وتعزيز الاتصال، وفاعلية إنفاذ مثل هذه الشراكات.
يُسلّط المنتدى، الذي عُقد يوم الاثنين – 21 فبراير – بالتعاون مع غرفة تجارة دبي وكل من نيوزيلندا وإستونيا في مركز دبي للمعارض في إكسبو 2020 دبي، الضوء على الابتكارات والشراكات لبناء سلاسل عالمية لإمداد الغذاء تتمتع بمزيد من المرونة والإنصاف.
عُقد المنتدى ضمن فعاليات أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش في إكسبو 2020 دبي، والذي انطلق في 17 فبراير ويستمر حتى 23 من الشهر ذاته، بالشراكة مع شركة بيبسيكو، الشريك الرسمي للمشروبات والوجبات الخفيفة في إكسبو 2020 دبي.
وقال ألفا كينيدي، مستشار برنامج "بيتش هيد" للتجارة والمشاريع النيوزيلندية، وهي هيئة تابعة للحكومة تُعنى بالنهوض بالتجارة في البلاد، خلال كلمته التي ألقاها في جلسة نقاشية بعنوان "النمو التعاوني: الشراكة بين القطاعين العام والخاص في النظام البيئي الزراعي": "هنالك ميزتان مهمتان نتسم بهما بشكل خاص بوصفنا بلدا صغيرا. إحدى هاتين الميزتين هي قدرتنا على اتخاذ إجراءات، سواء على مستوى الحكومة أو على مستوى القطاع الخاص".
وأضاف ألفا كينيدي: "نفخر بأنفسنا، لكوننا قادرين على معالجة التحديات بسرعة... فالرئيس التنفيذي يستطيع أن يتحدث إلى عضو في البرلمان... ولكوننا بلدا صغيرا من حيث المساحة، فبإمكاننا تقليص الإطار الزمني لاتخاذ تلك القرارات – وذلك يعطينا السرعة اللازمة في الأداء، والتي تجعلنا قادرين على وضع الآليات الضرورية لتأسيس تلك الشراكات بين القطاعين العام والخاص وإنجاحها".
من جانبه، أشار بيدرو بيروت، رئيس بروكومير، وهي هيئة حكومية مُكلّفة بالتّرويج لتصدير السلع والخدمات في كوستاريكا، إلى الفوائد التي تنعم بها الدول ذات المساحة الصغيرة، قائلا: "يساعدنا كوننا بلدا مساحته صغيرة على أن نكون أكثر مرونة؛ كذلك، يساعدنا هذا على تيسير سُبل التواصل، ويساعدنا في وضع أُطر صحيحة تُعزز أواصر التعاون فيما بيننا".
أضاف: "ترتبط الشراكة بين القطاعين العام والخاص لدينا بشكل وثيق بالتعاون بين القطاعين من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، وهي الأهداف التي ترتبط أيضا بأهداف التنمية المستدامة... في نهاية المطاف، فإننا نسعى للحد من الفقر وعدم المساواة، وزيادة سُبل الوصول إلى الموارد، وما إلى ذلك. لقد تبين لنا أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص أمر ضروري لتحقيق تلك الأهداف المنشودة".
وتابع قائلا إن "المشكلة لا تكمن في عملية الإنتاج، وإنما في الغالب تكمن في عملية التوزيع ... ثمّة تحد، وهو بشكل رئيسي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط؛ يتمثل هذا التحدي في التواصل؛ فجمع المعلومات وربطها ببعضها البعض عبر شبكة قوية هو الدور المنوط بالشراكة بين القطاعين العام والخاص. أعني بـكلمة "الاتصال" هنا التقنية، أي توفّر البنية الأساسية الملائمة لشبكة الإنترنت التي تمكّن المزارعين من التعرف على التقنيات الجديدة والوصول إلى التمويل والمعلومات بشكل عام، لكي يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. يرتبط الاتصال أيضا بالخدمات اللوجستية؛ ففي الوقت الحالي، يواجه العالم العديد من التحديات في مجال الخدمات اللوجستية والتوزيع؛ ويمكن أن تساعد الشراكات بين القطاعين العام والخاص في التغلب على هذه التحديات والحفاظ على إطــار عادل للتجارة أو نوع من التوازن بين مختلف الأطراف الفاعلة في سلسلة القيمة، وهم كثُر".
وأكدت الدكتورة رودا موكوكا، المنسق الوطني بمنظمة التغذية والغذاء والزراعة في زامبيا، أن الاتصال الأفضل بين صغار المنتجين والشركات الكبرى أمر مهم. وقالت: "الشيء الذي سيعود بالنفع على أصحاب الحيازات الصغيرة من التواصل فيما بينهم هو حيث يلتقون؛ هذا بالطبع من خلال التعاونيات الموجودة منذ فترة طويلة؛ لكن تلك التعاونيات بحاجة إلى مزيد من النشاط، وأن تحظى بانتشار أوسع، وأن تعمل الشركات الأكبر حجما كحاضنات. ولكي تكون الشركات الصغيرة جهات موردة للغذاء بشكل ملائم، وهو الأمر الذي يحتاجه المشترون العالميون، يجب أن تكون لديهم حاضنات تجمع المنتجات من [المنتجين] الأصغر ومن ثمّ توردها إلى السوق الأكبر".
وأضافت: "فيما يخص الشراكات بين القطاعين العام والخاص، فإننا ندرك أن دور الحكومات هو خلق بيئة مواتية، وأيضا ضمان مراعاة تطبيق الاتفاقيات المبرمة – الاتفاقيات المبرمة بين الشركات الأكبر حجما والشركات الأصغر حجما في القطاع الخاص – لضمان التناغم بين كافة الاتفاقيات المُبرمة بشأن أي من سلاسل القيمة".
أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش في إكسبو 2020 دبي هو الأسبوع التاسع ضمن أسابيع الموضوعات العشرة التي تقام على مدى الأشهر الستة لإكسبو 2020 دبي، ويشكل جزءا رئيسيا من برنامج الإنسان وكوكب الأرض ومنصة لتبادل الرؤى الجديدة والملهمة من أجل التغلب على أكبر تحديات عصرنا وطرح أبرز الفرص المتاحة.