إكسبو 2020 دبي .
كشفت حلقة النقاش التي عُقدت في إكسبو 2020 دبي ضمن فعاليات يوم أمس (23 فبراير) عن رسالة مفادها "زيادة التنوع الجنساني يُحسِّن الإنتاجية والابتكار".
شارك في تلك الفعالية التي قادتها النرويج، والتي جاءت بعنوان "التنوع الجنساني يُفضي إلى الابتكار وزيادة الإيرادات والاستدامة"، خبراء لمناقشة أهمية التوازن الجنساني والمجالات التي شهدت تحقيق إنجازات وغيرها من الأمور الواجب القيام به.
وتحدث بيورنار سيلنس شاران، وزير المصايد وسياسة المحيطات في النرويج في فعالية أقيمت في جناح المرأة عن التباين في الخطوات التي تتخذها مختلف البلدان لتهيئة مجتمع أكثر مساواة بين الجنسين. وقال: "لا تزال المساواة بين الجنسين تشكِّل تحديا مستمرا، وللأسف تُسهِم جائحة كوفيد-19 في زيادة الفجوة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم. فلِمَ يصعُب إجراء تغيير؟ إن الأمر لا يتعلق بالثقافة والسلوك فحسب، بل بالشجاعة أيضا".
وفي معرض حديثه عن الإنجازات التي حققتها بلاده، إذ تأتي النرويج كثالث أكبر دولة في العالم بعد آيسلندا وفنلندا من حيث المساواة بين الجنسين، تساءل شاران عن سبب عدم بحث أي صاحب عمل يسعى إلى تحقيق أفضل النتائج، سواء من الناحية المادية أو غيرها، عن تحقيق المساواة. قائلا: "نواصل البحث عن أفضل العمال المؤهلين والموهوبين، إذ أنه من الحكمة عدم التغاضي عن أنصاف المواهب؟".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات – ليس رؤساء الوزراء أو غيرهم في المناصب العليا فحسب، بل علينا جميعا أن نقوم بدورنا ونضطلع بالمسؤولية الاجتماعية، لدفع الإنسانية إلى مسار أكثر عدلا وتنوعا".
وأكد على أهمية التعاون عبر الحدود والقطاعات، إلى جانب العديد من القضايا والمشكلات التي يتعين على العالم التعامل معها، بدءا من مكافحة الفقر إلى مواجهة ظاهرة التغيُّر المناخي، مضيفا: "لتحقيق النجاح، نحتاج إلى الرجال والنساء معا.. واستلهام التنوع والتشجيع عليه في كل ما نقوله ونفعله كل يوم. لنكُن جزءا من هذا التغيير".
ورددت أفكاره، بيغي هيسن فولسفيك، رئيسة اتحاد نقابات عمال النرويج، التي قالت إن إرساء المساواة داخل الحياة الأسرية عبر قطاعات ومجالات مثل دعم رعاية الأطفال، والمساواة في الأجور والإصلاحات التعليمية، كان له تأثير إيجابي انعكس على عمل المرأة وميدان العمل.
من جانبها، أكدت هند العويس، نائب رئيس أول المشاركين الدوليين في إكسبو 2020 دبي أن النرويج مصدر إلهام، وتحدثت عن أهمية التنوع في نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ أشارت إلى أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى إقليميا والـ 18 عالميا في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2020.
وقالت: "بذلت الإمارات مساع حثيثة لاعتناق هذه الفكرة ضمن نسيج معتقداتنا المجتمعية والثقافية. فمنذ تأسيس هذا البلد، اعتاد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، أن يقول (لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع، وتحقق المكانة اللائقة بها). وقد أُسِّست الدولة وفق هذا المبدأ".
ومضت العويس في حديثها عن التمثيل القوي للمرأة في مختلف الميادين مثل المجلس الوطني الاتحادي، فضلا عن شغلها المناصب الدبلوماسية، وكيف يتوافق ذلك مع الأهمية التي تُولِيها الدولة للأفكار المتنوعة والمُبتكرة.
وأردفت: "كشفت دراسة أجرتها كلية هارفارد للأعمال على 1069 شركة رائدة من 35 دولة و 24 صناعة، أن زيادة التنوع الجنساني تتناسب طرديا مع إنتاجية الشركات، وفقا للقيمة السوقية والإيرادات. لذا، فالمسألة واضحة جليّة، إذ لا تُعد الشيء الصحيح الذي يجب فعله فحسب، بل الشيء الذكي الذي يجب القيام به أيضا".