القاهرة : الأمير كمال فرج.

تحدث الكثيرون عن الإنجازات المقبلة لميتافيرس، على صعيد العمل والرعاية الصحية والعلاقات الاجتماعية،  ولكن لم ينته أحد إى ميزة مهمة، وهي النقل الآني.

كتب تيم باجارين في تقرير نشرته مجلة Forbes "بصفتي شخصًا سافر أكثر من أربعة ملايين ميل للعمل خلال مسيرتي المهنية ، غالبًا ما حلمت بالانتقال الآني. السفر بغرض العمل بالنسبة للكثيرين مرهق، وغالبًا ما يكون وحيدًا ، ويفرض ضرائب على الجسم".

كنت أسافر كثيرًا إلى أوروبا وأصل إلى هناك في الصباح الباكر، وأضطر إلى الذهاب مباشرة إلى الاجتماعات. في الرحلات إلى آسيا، كنت عادةً أصل إلى هناك في وقت متأخر من مساء اليوم التالي، وأنام حوالي أربع أو خمس ساعات، وأتوجه إلى الاجتماعات في وقت مبكر من اليوم التالي.

بالنظر إلى هذه الأنواع من جداول السفر، يمكنك أن تتخيل أن فكرة النقل عن بعد جذابة حقًا بالنسبة لي. لكن للأسف، هذا ليس حقيقة، وسيحتاج الكثير منا، بعد الجائحة، إلى السفر مرة أخرى لحضور اجتماعات أساسية حيث يكون التفاعل الشخصي ضروريًا. هذا ينطبق بشكل خاص على بعض أنواع المؤتمرات والفعاليات المتخصصة، حيث يكون التواجد شخصيًا أمرًا مهمًا.

الخبر السار هو أن مؤتمرات الفيديو قدمت شكلاً من أشكال النقل الآني. ما زلت مندهشًا من أنني أستطيع أن أكون وجهًا لوجه، وإن كان ذلك فعليًا، مع العملاء والزملاء في جميع أنحاء العالم على الفور. لقد كان كل من Zoom و Microsoft Teams و WebEx وغيرها من حلول مؤتمرات الفيديو بالغة الأهمية للحفاظ على تقدم عالم اتصالات الأعمال أثناء عمليات الإغلاق الوبائي.

ومع ذلك، فإن الحالمين الذين يقفون وراء مفهوم العوالم الافتراضية أو ميتافيرس Metaverse يريدون أخذ فكرة الاجتماعات الافتراضية إلى مستوى أعلى. إنهم يريدون مساعدتنا في إنشاء نسخ أفاتار ثلاثية الأبعاد لأنفسنا وإدخالها في أي عالم أو بيئة افتراضية في المستقبل.

كان مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا Meta، من أكبر المؤيدين لهذه الفكرة ، وفي الواقع، كان أحد الأسباب التي دفعته لشراء منتج نظارات الواقع الافتراضي ، Oculus. كانت فكرتها هي إنشاء غرف فيسبوك للواقع الافتراضي Facebook VR حيث يمكن للأفاتار الخاص بشخص ما أن يزورها مع صور رمزية أخرى للأصدقاء والشركاء للدردشة ومشاهدة الأفلام ولعب الألعاب معًا.

في الواقع، يقع مفهوم الصور الرمزية الافتراضية في مركز رؤية زوكربيرج الأوسع نطاقًا لميتافيرس اليوم. على سبيل المثال، في عرضه التقديمي الأول في مبتافيرس، أظهر مارك كيف تبدو صورته الرمزية ، وبينما كان كاريكاتوريًا قليلاً ، يمكنك أن تقول بسرعة إنه زوكربيرج.

تقوم ميتا بإنشاء أدوات لتطوير صور رمزية تشبه الحياة لاستخدامها في ميتافيرس الخاص بهم. ومع ذلك ، تعمل شركات أخرى على تطوير أدوات أفاتار Avatar التي يمكن استخدامها في جميع تطبيقات ميتافيرس في المستقبل.

تعمل شركات مثل Unionavatars و Avatars SDK و Ready Player ، من بين آخرين على تطوير أدوات لإنشاء صور رمزية تشبه الحياة يمكن أن تمثل شخصًا في الاجتماعات والعوالم الافتراضية أثناء نموها وتطورها.

في ديسمبر 2020 ، كتبت في Forbes عن تجربتي الأولى في استخدام الصورة الرمزية الشخصية لحضور حدث اجتماع واقع افتراضي VR.

في هذا الوقت، استخدمت إصدارًا تجريبيًا من تطبيق الواقع الافتراضي  VR يسمى آرثر Arthur مصمم للمساعدة في تقديم أحداث واجتماعات واقع افتراضي VR. باستخدام أداتهم ، قمت بإنشاء الصورة الرمزية الخاصة بي لحضور الجلسات والاجتماعات وإجراء مناقشات مع الزملاء والمديرين التنفيذيين في هذا الحدث.

كانت التجربة مفيدة وأعطتني فكرة عما ستكون عليه اجتماعات الواقع الافتراضي VR في المستقبل. منذ ذلك الوقت، أصبحت أدوات آرثر الرمزية أفضل بكثير وأكثر شبهاً بالحياة، والبرنامج نفسه أقوى بكثير.

على الرغم من أن اجتماعات  الواقع الافتراضي VR التي تستخدم الصور الرمزية لا تزال في مهدها، إلا أنها واحدة من أكثر الطرق إثارة للاهتمام لإنشاء المزيد من الأحداث والمؤتمرات الغامرة في المستقبل.

وما لم يكن هناك بعض الاختراقات المذهلة في الفيزياء والعلوم يومًا ما، فقد تكون اجتماعات الواقع الافتراضي التي تستخدم الصور الرمزية الشبيهة بالحياة هي الأقرب إلى الانتقال الآني في معظم حياتنا.