القاهرة: الأمير كمال فرج.
تأثرت راشيل مورتون عندما زارت غابات أفريقيا لأول مرة، ورأت ستة أفيال مريضة، فأصرت علي البقاء الي جانب هذه الحيوانات، والتي يصل وزن الواحد منها علي الأقل إلى 500 رطلا.
وذكر تقرير نشرته صحيفة Daily Mail أن "الفتاة البريطانية قررت أن تكون أما لهذه الحيوانات اليتيمة، وهكذا نمت الأفيال، واعتادت علي راشيل التي تبلغ من العمر 33 عاما ، وأصبحت تداعبها فيما يشبه العناق".
تخرجت راشيل من إحدي جامعات المملكة المتحدة، وتخصصت في علم البيولوجي، وقررت أن تكرس حياتها لإنقاذ حياة الأفيال الصغار ممن فقدوا أمهاتهم في مواسم الصيد في زامبيا، حيث يتم قتلهم، ولا تقوم بتبني الأفيال الصغار حتي يستعيدوا صحتهم فقط، بل تقوم أيضا علي مدار الأربعة وعشرين ساعة بإنقاذ الأفيال المعرضة للخطر .
جاءت راشيل الي زامبيا عام 2008 بعد أن قامت بالعمل علي مشاريع لإنقاذ الحيوانات في جميع أنحاء العالم، وتقول : “ لطالما أحببت الحيوانات، لذلك قررت ترك مدينتي ايسكس من أجلها".
وتدير راشيل حضانة للاعتناء بصغار الأفيال ، خاصة الأيتام منهم، ويعتبر الملجأ الوحيد والأول من نوعه في جنوب إفريقيا، وهي منظمة لتحريم الصيد غير المشروع مرتبطة بالصندوق الدولي للرفق بالحيوان .
وتقع دار الحضانة التي تديرها بالقرب من العاصمة لوساكا، وتلعب دورا هاما في حماية البيئة في بلد يقوم صيادوا الفيال ببيع الأنياب العاج لتجار الشرق الأقصي، حيث لا يمكن القبض عليهم، وعند قتل إناث الأفيال تبدأ صغارها بالهزال والضعف، إذ أنهم يحتاجون حليب الأم للتغذية حتي سن الثانية أو الثالثة .
وبسبب الضعف والهزال الذي يعاني منه صغار الأفيال يفقدون القطيع، ويكونون فريسة سهلة للأسود، وبدون التدخل البشري سيموت صغار الأفيال بسرعة، وقد حصلت راشيل علي شهادتها من الكلية الملكية بالقرب من إيجهام حيث تقع حديقة برية، وقد أنقذت إثنين من صغار الأفيال هناك حيث كانا علي وشك الغرق في شلالات فيكتوريا .
وحتي عام 2012 عندما تم افتتاح دار رعاية الأفيال، صرحت راشيل بأنها كانت تعيش في الأدغال بعيدا عن كل وسائل الراحة الحديثة لشهور عديدة علي مدار العام، ومما زاد شغفها بالمساعدة أنها عثرت علي اثنين من صغار الأفيال مصابين بضربة فأس بعد أن تم اصطياد والدتهم، وتقوم الآن راشيل ومجموعة من الشباب بعلاج الفيلين حيث عانا من اصابات بالغة الخطورة .
ولانقاذ إحدي الأفيال، قامت منظمة رينجرز الدولية بإنتاج دعامة معدنية خاصة لمساعدة صغار الأفيال علي المشي من جديد، كما يتم معالجتهم باستخدام الإبر الخاصة .
ويتضمن قطيع الأفيال الصغيرة التي ترعاه راشيل علي ثور أيضا تم إنقاذه بأعجوبة . حيث قام أحد العاملين بمحاولة قتل حيوان متطفل اثناء تواجده بحمام سباحة، وعند اقترابه تبين له أنه كان فيل رضيع عمره لا يتجاوز شهر واحد فقط ضل عن قطيعه.
وبمجرد تعافي الرضيع سيعود الي الأدغال مرة أخري . وفي مكان ضخم جدا يتم الاحتفاظ بالأفيال وحمايتهم حيث تخضع للسيطرة، ولكن في النهاية يتم اطلاق سراحهم للتجول بحرية مع القطعان .
وفي حين تتسبب تجارة العاج الدولية في قتل آلاف الأفيال، فإن راشيل تواجه الأمر بشجاعة للحفاظ علي صغارها والباقية منها.