إكسبو 2020 دبي. 

قد تحمل مُجرّد خطوات صغيرة في طيّاتها أثرا بالغا، كما كان الحال بالنسبة لخلية النحل التي عُثِر عليها أثناء تشييد موقع إكسبو 2020 دبي.. هذه القصة حول إنقاذ النحل، ونقله وتربيته، جرى مناقشتها أثناء الاحتفال بفعالية اليوم العالمي للأحياء البرية التي أقيمت في إكسبو 2020 دبي، أمس، بُغية إبراز أهمية كل عمل حتى ولو كان بسيطاً.

وقالت دينا ستوري، رئيس عمليات الاستدامة، إكسبو 2020 دبي، في معرض حديثها أثناء الفعالية المُقامة في تيرّا – جناح الاستدامة، إن النحل عُثِر عليه في موقع بناء كل جناح في إكسبو: "اتصل بنا مقاولونا، والمقاولون من الباطن، وسألونا عما ينبغي عليهم فعله، قلتُ لهم حسنا، لن نقتلهم. لذا، أُوقِف البناء تماما، لبضع ساعات، لنقل النحل".

صاحب هذا الاكتشاف ردود فعل وأصداء قوية، حيث قام فريق "ستوري" لاحقا بالتواصل مع اتحاد النحّالين بحثا عن أفضل السبُل لنقل النحل دون الإضرار به، وعلم الفريق أن هذا النوع من النحل – نحل العسل الغربي – ليس من الأنواع التي تنمو في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمكن تدجينه. وعليه، اتُّبعت عملية مُعقدة لنقل الحشرات، بما في ذلك محلول سكر جرى رشّه لمنعها من الطيران بشكل مؤقت، ومن ثمّ نُقلت الخلية إلى حديقة النحل التابعة لاتحاد النحّالين بالمدينة المستدامة في دبي.

وأدّت العناية بنحلة وخلية واحدة "ملكة إكسبو" منذ ذلك الحين إلى إضافة ثلاث ملكات أخرى، مع خلايا وهو ما أثمر عن حصاد قرابة 200 جرة عسل حتى الآن. وعُرِض العسل خارج مدرّج تيرّا أمام الزوّار لتتسنى لهم الفرصة لتذوقه. وبصرف النظر عن الانتاج، يعتبر نحل العسل أيضا مُلقّحات مهمة للغاية، إذ تلعب دورا محوريا في الانتاج الزراعي على مستوى العالم. وأضافت ستوري: "إن واحدة من كل أربع قضمات تتناولها يُعزى السبب فيها إلى النحل. والآن، هل يمكنك تخيل عدم وجود نحل في الجوار؟".

وبالنظر إلى الإنجازات العديدة التي حققها إكسبو 2020 دبي على صعيد الاستدامة، بدءا من حصيلة 121 مبنى حاصل على شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة "ليد"، مرورا بالحصول على شهادة المنظمة الدولية لتوحيد المقاييس لعمليات إدارة الفعاليات المستدامة على مستوى الموقع.

وقالت ستوري: "إن عملية إنقاذ النحل لم تكن شيئا كبيرا قمنا به، لكن هذا هو الهدف. لطالما كان هناك دور صغير يمكن لأي شخص القيام به للحفاظ على البيئة – على غرار عملية إنقاذ سرب من النحل. في الواقع، لدينا العديد من البرامج الأخرى التي قد لا تُدرك بالضرورة أهميتها وقد لا تكون مرئية لك، لكنها موجودة على أرض الواقع، إذ تُجسد جزءا من الطريقة التي يعمل بها إكسبو 2020 دبي. إنها جزء من حمضنا النووي".

وأوضحت رئيس عمليات الاستدامة أن إرث النحل سيواصل الإنتاج بعد إسدال الستار على إكسبو 2020 دبي، ومن المقرر أن تعود خلايا النحل كجزء من كجزء من دستركت 2020، لتُشكّل جزءا من تحول تيرّا إلى مركز للأطفال والعلوم.

وقد رحّبت فعالية اليوم العالمي للأحياء البرية التي أُقيمت بالشراكة مع وزارة التغيّر المناخي والبيئة الإماراتية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالحاضرين من كبار دعاة الحفاظ على البيئة، والعلماء والناشطين من جميع أنحاء العالم لتسليط الضوء على الجهود المحلية، والإقليمية، والعالمية بهدف الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض وحمايتها وإنقاذها، إلى جانب استلهام إجراءات مماثلة على مستوى العالم.