القاهرة : الأمير كمال فرج.

الانطواء أحد السمات الشائعة، ولذلك أسباب مختلفة، وكونك انطوائيا ليس سلبية، ولكن السلبية أن تتقوقع، وتعتقد أنك تنقص عن الآخرين، في هذا التقرير تعلم .. كيف تكون انطوائيًا سعيدًا في عالم يكافئ المنفتحين؟

كتبت تريسي بروير في تقرير نشرته مجلة Fast Company إن "معظم الناس يعتقدون أنني منفتحة، وعلى الرغم من أنهم مخطئون، فإن سوء تقديرهم ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. بعد كل شيء، يبدو أن العالم يكافئ المنفتحين. هناك رواية مفادها أن الأشخاص الثرثارين هم غالبًا روح الفريق، وأن الأشخاص الناجحين لديهم آراء يعبرون عنها، ويتشبثون بها".

كونك انطوائيًا في عالم منفتح يمكن أن تشعر في هذه الحالة وكأنك تسبح ضد التيار، ومع ذلك ، نحن الانطوائيون بحاجة إلى البقاء والازدهار في عالم يقل احتمال أن يكون فيه الآخرون مثلنا.

الانطوائية، بالطبع ، تدور حول المكان الذي تحصل فيه على طاقتك. لا يتعلق الأمر بمدى ضحكك أو عدد الأصدقاء لديك. قد تكون هذه الخصائص مرتبطة بمجموعة شاملة من سمات الشخصية، لكن الانطوائية والانبساطية تتعلق أساسًا بما تتجه إليه للتجديد. هل تعيد شحن طاقتك بمفردك؟، أم أنك بحاجة لقضاء بعض الوقت مع الآخرين؟.

كثيرًا ما يريد العالم تحويل الانطوائيين إلى منفتحين. من الأعمار الأصغر، يقوم الآباء بتشجيع أطفالهم على إقامة علاقات اجتماعية في مجموعات اللعب، أو يقدرون مرحلة ما قبل المدرسة والطرق التي يتعلم بها أطفالهم كيفية التواصل مع الآخرين.

بالطبع ، تعد المهارات الاجتماعية ضرورية لكل من الانطوائية والانبساطية. التعاطف والتعاون ، على سبيل المثال، ضروريان بغض النظر عن هويتك.

ماذا نقدر في الانطوائيين؟

هناك الكثير من الطرق التي يتفوق بها الانطوائيون. بالنسبة للمبتدئين ، نميل إلى أن نكون جيدين جدًا في التفكير. في كتابه Deep Work ، يوصي أستاذ علوم الكمبيوتر كال نيوبورت بالتركيز دون تشتيت الانتباه.

إذا كانت هذه هي مهارتك، فهي هدية يجب رعايتها. يتطلب التعاطف وحل المشكلات والابتكار التفكير الذي يتجاوز السطحي. يستطيع العديد من الانطوائيين أيضًا الاستفادة من إبداعاتهم والتفكير المستقل أيضًا.

يظهر الإبداع أحيانًا في جلسات العصف الذهني مع مجموعات كبيرة من الناس، لكن في أحيان أخرى، يأتي في العزلة والتفكير. يمكن أن يكون التنبه بفكرة هو المفتاح للحظة اليوريكا التي تتدفق منها الابتكارات.

وتأثير يوريكا Eureka effect يشير إلى التجربة الإنسانية الشائعة المتمثلة في الفهم المفاجئ لمشكلة أو مفهوم غير مفهوم من قبل.

أخيرًا، الانطوائيون مجموعة متعاطفة. يعد التعبير عن التقدير والتعاطف مع أعضاء الفريق أمرًا بالغ الأهمية للمجموعات للعمل معًا بشكل فعال.

بالطبع، لن يمتلك كل الانطوائيين هذه الخصائص. من الجدير بالذكر أن الشخصية توجد في فروق دقيقة، وأن معظم الناس لديهم مزيج من السمات الانطوائية والمنفتحة. هناك الكثير من الانطوائيين الذين لا يتمتعون بهذه الصفات، والكثير من المنفتحين الذين يمتلكون ذلك. الاختلافات بين الأفراد لها مغزى أكبر بكثير من أوجه التشابه التي ننسبها إلى المجموعات.

أهمية أن تكون على طبيعتك - بغض النظر عن هويتك

في نهاية المطاف، تنبع القدرة على الازدهار من تقدير كل ما يجعلك فريدًا - خاصةً إذا كانت خاصية لا تتناسب مع الجماهير. إليك كيفية العيش بشكل جيد مع نفسك بغض النظر عن كونك استثنائيًا:

1 ـ اعرف نفسك.

هذا القول المأثور من الكاهنة أوراكل في دلفي - اليونان القديمة - لا يزال مناسبًا. كن مدركًا لذاتك، وقدّر هداياك ، واعرف حدودك لوضع حدود شخصية. ابحث عن عمل يناسبك كثيرًا، ويمكنك تقديم أفضل ما لديك إليه.

2 ـ كن واثقا.

ثبّت نفسك وتخيل النجاح. ابحث عن العمل الأنسب لمهاراتك الفريدة. لا تقلق بشأن ما يعتقده الآخرون، وافعل ما يجعلك أسعد وما يخدم الآخرين.

3 ـ تمدد

 بدلاً من استخدام الاختلاف كعكاز أو ذريعة، استخدمه كنقطة انطلاق للتمديد والتكيف والانخراط في أشياء جديدة. بحثت دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا ريفرسايد فيما إذا كان التصرف كمنفتح سينتج عنه مشاعر إيجابية أكثر من التصرف كمنطوي.

أوضح هذا البحث أن التمدد خارج منطقة الراحة الخاصة بك يمكن أن يكون شيئًا جيدًا. لا تساوم على هويتك، ولكن قم بتوسيع مواهبك من خلال دفع نفسك بشكل مناسب.

4 ـ تقبل الأخطاء.

 قد ينتج عن تمديد نفسك خطأً هنا أو هناك، لذلك لا تجتهد في تحقيق الكمال. بدلاً من ذلك، ركز على التعلم الخاص بك. إذا تعثرت، احمل نفسك وانفض الغبار عن نفسك. فكر في أفعالك حتى تكون أكثر فاعلية في المرة القادمة.

5 ـ قدر الآخرين.

 في عملية تقدير الهدايا والمواهب الخاصة بك ، تعرف على المساهمات الفريدة للآخرين. ترتبط السعادة بامتنانك وعلاقاتك بزملائك. لذلك، بغض النظر عن أسلوبك، تقدر نفسك والآخرين.

سواء كنت انطوائيًا أم لا؟ ، فاحرص على تقدير الهدايا التي يساهم بها الانطوائيون - من التفكير العميق والإبداع والابتكار إلى التعاطف. ولكن الأهم من ذلك كله، أن تجلب أفضل ما لديك.

اعرف نفسك ، وكن واثقًا ، وتمدد - حتى إذا ارتكبت أخطاء - وتواصل مع الآخرين. هذه مساهمات كبيرة في السعادة والفعالية ، بغض النظر عن سمات شخصيتك.