القاهرة : الأمير كمال فرج.

الإرهاق هو مرض العصر، له آثار مدمرة على النفس والحياة الاجتماعية، عادة لا يتوقعه أحد، ولكن إذا اكتشفته مبكرًا بما يكفي، يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل التأثير.

كتبت ستيفاني فوزا في تقرير نشرته مجلة  Fast Company أن "الشعور بالتعب طوال الوقت. فقدان القدرة على النوم. الشعور بالضيق. هذه كلها علامات شائعة، في الواقع ، إذا كنت تواجه هذه الأشياء بانتظام، فهذا يعني أنك على وشك الإنهاك".

لقد أصبح الإرهاق في مكان العمل ظاهرة متزايدة منذ الوباء، كما يقول الدكتور كريستوفر فاليريان ، كبير المسؤولين الطبيين في Uprise Health ، وهو مزود خدمات الصحة النفسية الرقمية. يقول: "أفادت الدراسات الاستقصائية باستمرار أن 50% - 70٪ من المستجيبين يظهرون بعض علامات الإرهاق أثناء الوباء". "في حين أن هذه الإحصائيات تختلف باختلاف الصناعة والوظيفة، إلا أن الباحثين يتفقون جميعًا على زيادة هذه البيانات عن مستويات ما قبل الجائحة".

بمجرد التوقف عن تجاهلها، من السهل تحديد هذه الأعراض الرئيسية. ولكن هناك المزيد من العلامات الدقيقة التي تشير إلى أنك في طريقك إلى الإرهاق. إذا التقطتها مبكرًا بما يكفي، يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل التأثير. هنا خمسة علامات للبحث عنها :

1. التوقعات السلبية

تقول سامانثا جامبينو، أخصائية علم النفس الإكلينيكي، إن من السهل التعامل مع نفسك أثناء التحدي ، ولكن عندما تتحول هذه الأفكار إلى مشاعر عدم الكفاءة ، فقد تتجه نحو الإرهاق.

تقول: "تشعر بعدم الكفاءة، وتبدأ في فقدان الثقة في نفسك وقدرتك على القيام بعملك". "ويصبح من الصعب إكمال المهام التي تشكل جزءًا من دورك. تنخفض إنتاجيتك ، ولا تشعر أنه شيء يمكنك تغييره. كل هذا يؤدي إلى الشعور بالإحباط تجاه نفسك، لأنك تعلم أن هذا ليس ما أنت عليه، وليس ما تريد أن تكون ".

ابحث عن متلازمة المحتال، كما تضيف دانا أودال، الحاصلة على درجة الدكتوراه ، وكبيرة المسؤولين الإكلينيكيين لشركة Headspace Health ، وهي منصة رقمية للصحة النفسية والرفاهية. تقول "قد يتساءل الموظف ،" هل أنا قادر على أداء هذا العمل؟ " "الإرهاق يمكن أن يؤدي إلى ضربة لثقة المرء في نفسه، وكذلك تقليل الإبداع وحل المشكلات، وتغرق بالشك الذاتي ".

يمكن أن تشمل التوقعات السلبية أيضًا السخرية والانسحاب وإلقاء اللوم على الآخرين في كل ما يدور حولك. تقول كيرا شابام، باحثة الإرهاق والأستاذة المساعدة في الإدارة في جامعة واشنطن: "تشير السخرية إلى قلة الارتباط بالجوانب المختلفة لعمل الفرد ، بما في ذلك العملاء أو زملاء العمل أو العمل نفسه". "بعبارة أخرى ، التفكير ،" ما الهدف؟ "ولكن يظهر بحثنا أن السخرية تتلاشى بمرور الوقت."

2. الشعور بعدم التقدير

علامة أخرى خفية على الإرهاق هي البدء في الاعتقاد بأن شركتك أو علاقاتك الشخصية لا تقدرك. قد تعتقد أن زملائك في العمل يُعاملون بشكل أفضل منك ، أو قد تتعرض للإهانة إذا لم يتم الاعتراف بمساهماتك.

تقول جامبينو: "ليس من غير المألوف أن تشعر بأنك مرهق، ولا تحظى بالتقدير الكافي ، وأن الأمور غير عادلة". هناك شعور عام بعدم الرضا. يمكن أن يتراكم الغضب والاستياء، مما يضر أيضًا برغبتك في العمل . تبدأ في الشعور بالضيق تجاه العمل والخوف من الذهاب إلى المكتب ".

3. الانفصال عن العمل

يسعى معظم الناس إلى القيام بعمل جيد في حياتهم المهنية، ولكن عندما تبدأ في فقدان دافعك، فقد يكون ذلك مشكلة. "أنت مخدر لا تدري ما يجري ؛ لا تهتم بنتيجة الأشياء. تقول جامبينو: "أنت لا تستثمر في القرارات التي تُتخذ من حولك". "نتيجة لذلك، لا تشعر بالارتباط أو التحفيز من خلال عملك". قد تواجه أيضًا مشكلة في التركيز ، وتكون أكثر عرضة للتسويف، وتقلل من معايير عملك.

4. التصرف باندفاع

يقول الدكتور توم ميلام ، الطبيب النفسي الممارس وكبير المسؤولين الطبيين في Iris Telehealth، مقدم خدمات الطب النفسي عن بعد "في المراحل المتأخرة من الإرهاق غير المعترف به، يمكن أن يصبح المرء أكثر اندفاعًا ويقل شعوره بالارتباط بالروتين والعلاقات التي تقدم عادةً إحساسًا بالذات والدعم ، مثل الأسرة والعمل والإيمان".

ويضيف : "يمكن جذب هذا الشخص بسهولة أكبر إلى الأنشطة وأنماط التفكير التي لا يعتبرها عادةً أو تكون مميزة لمرحلته أو مكانته في الحياة".

على سبيل المثال ، قد تبدأ في القيادة بلا مبالاة أو تغيير مظهرك بقصات شعر جذرية أو مكياج أو وشم أو جراحة تجميلية. قد تنجذب إلى الأنشطة المحفوفة بالمخاطر، مثل تسلق الجبال أو القفز بالمظلات، أو ركوب الدراجات النارية.

يقول ميلام: "قد يبدو أي شيء أو اثنين من هذه الأشياء طبيعيًا أو قابلاً للتفسير، لكن العقلية المصاحبة لليأس والفقدان والخدر والانفصال يمكن أن تضعف بشكل كبير حكم الفرد وتوجهه المستقبلي".

5. عدم الصبر

علامة أخرى على الإرهاق هو نفاد الصبر. تقول أودال إنك تصبح أقل تسامحًا وتحبطك بسهولة من قبل الآخرين. وتضيف : "الموظفون الذين كانوا في السابق متوازنين وقادرين على الانخراط في عمل معقد قد يصابون بالإحباط بسهولة أكبر ، مما يعني أن قدرتهم على حل المشكلات ، والمشاركة بنجاح مع الآخرين ، قد تنخفض".

معالجة الإرهاق

يقول فاليريان إن معالجة الإرهاق تستلزم التراجع وإلقاء نظرة على الصورة بأكملها. يقول: "قد لا يكون أي عنصر من العناصر المعزولة مهمًا". "ومع ذلك، عندما يتم النظر إلى الأعراض بشكل إجمالي، والنظر في الأشياء الأخرى التي تحدث في حياة المرء، فقد تكون مهمة".

على سبيل المثال، يقول فاليريان إن مشكلة عدم التركيز هي عرض شائع للعديد من مشاكل الصحة النفسية بما في ذلك الاكتئاب والقلق. "ومع ذلك ، فإن صعوبة التركيز وحده، دون أعراض أو تاريخ آخر ، قد تكون علامة على الإرهاق" .

عندما يتعلق الأمر بالسخرية، وجدت شابام أن الانخراط في أعمال التعاطف مع الآخرين يمكن أن يساعد. ويقول: "حتى [الأعمال] الصغيرة ، مثل ترك ملاحظة لطيفة لشخص ما، أو أخذ صديق لتناول القهوة ، أو التطوع ، جعلت المشاركين يشعرون بسخرية أقل". "يمكن للأفراد تقليل سخريتهم، حتى في الوضع الحالي للعالم، من خلال التركيز على الطرق الإيجابية للتأثير على الآخرين".

يؤدي تطبيق معايير مكان العمل الصحي أيضًا إلى تقليل الإرهاق. تقول شابام: "معظم أماكن العمل لديها معايير ضمنية، أو حتى سياسات صريحة، تثني الأفراد عن مشاركة تفاصيل سلبية أو حميمة أو ضعيفة عن أنفسهم".

"إذا تمت مناقشة الإرهاق، فغالبًا ما يكون ذلك بمثابة وسام شرف بدلاً من طلب المساعدة. كما تمنع قواعد وسياسات مكان العمل الأفراد من الاستفسار عن أداء شخص آخر خوفًا من التطفل، أو أن يُنظر إليهم على أنهم غير محترفين".

تقول شابرام، إذا تُرك الإرهاق دون معالجة، يمكن أن يكون معديًا ، لأن نفس المطالب تؤثر على معظم الموظفين. تقول "الفكرة أو الصور التي أراها على الإنترنت طوال الوقت للإرهاق إحدى بينما الآخرون بخير هي خرافة" .

قد يكون من الصعب التعرف على هذه العلامات الدقيقة على أنها إرهاق لدى الآخرين، ومن المهم التفكير في السلوكيات التي تؤثر على حياتك اليومية ، كما يقول فاليريان. يقول: "الوعي الشخصي والتفكير الذاتي مهارات مهمة لمراقبة رفاهية الفرد". "ملاحظة التغييرات في أنماط التفكير أو الروتين هي أيضًا أشياء يجب مراعاتها".