القاهرة : الأمير كمال فرج.

من اللحظة التي نفتح فيها أعيننا في الصباح، حتى لحظة ذهابنا إلى الفراش، نواجه وابلًا من القرارات. ما الزي الذي يجب أن أرتديه؟، ماذا يجب أن أصنع للعشاء؟، ما هو أسرع طريق للذهاب إلى العمل اليوم؟.

كتب أيتيكين تانك في تقرير نشرته مجلة Fast Company "غالبًا ما تمتلئ عقولنا بسيل مستمر من المهام، ويؤثر ذلك على صحتنا النفسية. مع وجود الكثير من المعلومات الواردة من مصادر مختلفة - من الأخبار إلى وسائل الإعلام الاجتماعية إلى عائلتنا في الخلفية - يمكن أن تشعر أدمغتنا بالارتباك التام".

بعبارة أخرى، فإن الدماغ في حالة حمل زائد باعتباره "نظام معالجة المعلومات"، كما كتبت ريبيكا بولونيا ، كاتبة اختراق الحياة Life hack وهو أي طريقة خدعة أو اختصار أو مهارة أو حداثة تزيد من الإنتاجية والكفاءة في جميع مناحي الحياة. . وتضيف: "عندما تجلس للعمل أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بك، قد تجد نفسك غارقًا في التركيز. رأسك عالق وأنت مشلول عقليا".

الحقيقة هي أن عقلنا ليس في أفضل حالاته، أو يكون في أفضل حالاته عندما يكون تحت وطأة آلاف المهام والمشاريع. أود مشاركة بعض النصائح لتصفية ذهنك وإخلاء بعض المساحة - جسديًا وذهنيًا - للسماح لأفكارك الإبداعية بالبدء في التدفق.

1 ـ تدرب على تفريغ المخ بشكل منتظم

أولاً، جرب شيئًا يسمى "تفريغ الدماغ" في الساعة الأولى من يومك. يمكن أن يساعدك هذا التمرين ، الذي لا يستغرق سوى 10 دقائق ، على تفريغ عقلك من الأفكار السلبية، وتبسيط تركيزك على الأمور الأكثر أهمية.

إنها تعمل على النحو التالي : خذ بضع دقائق لتدوين كل شيء يثقل كاهلك على الورق، مما يسمح لعقلك بالتدفق بحرية على الصفحة. تقول ستيفاني فوزا ، إحدى المساهمات في Fast Company، "إذا كنت تعتقد أن الاحتفاظ بكل ما تحتاج إلى معرفته في ذهنك هو طريقة ذكية لإدارة حياتك، فمن المحتمل أنك تضر بإنتاجيتك وتخنق إبداعك."

في تجربتي الخاصة، سمعت من زملائي الذين يصرون على تخزين كل شيء في رؤوسهم. ولكن كما أحب أن أذكرهم ، فإن الاحتفاظ بهذه القوائم الذهنية المستمرة يترك مجالًا صغيرًا لإزدهار شرارة الأفكار الجديدة.

فائدة أخرى لتدوين الأشياء هي أنه يمكنك مراجعة ما يجب القيام به في الوقت الحالي، واتخاذ خطوات نحو حلها على الفور بدلاً من المماطلة الدائمة.

2 ـ حاول أن تتبنى السلبية

كلمة "سلبي" لها سمعة سيئة. لكنني لا أشير إلى أن أصبح ملتزمًا يفتقر إلى المبادرة. ومع ذلك، فإن ما أدافع عنه هو تبني التفكير الهادئ، ولحظات عدم فعل أي شيء على الإطلاق. بمعنى آخر ، عندما تنفصل عن المشتتات ، فإنك تعطي مساحة لعقلك لإنشاء مسارات جديدة.

كتب توماس أوبونج من  Inc "نميل إلى إنشاء أفكار زائدة عن الحاجة عندما لا نأخذ فترات راحة منتظمة، إذا كنت مترددًا في الانفصال لأنك تشعر بأنك على عجلة من أمرك، فضع في اعتبارك أنه قد يكون انطباع خاطئ. يحتاج عقلك إلى فترة نقاهة ليظل مجتهدًا ويولد أفكارًا أفضل ".

3 ـ أحط نفسك بالطبيعة

قال ألبرت أينشتاين ذات مرة أننا إذا نظرنا بعمق في الطبيعة، فسنفهم كل شيء بشكل أفضل. على الرغم من أنني لست فيزيائيًا عبقريًا، إلا أنني أستطيع أن أقول إن الطبيعة كانت بلسمًا علاجيًا ومنعشًا في حياتي الخاصة.

أنا محظوظ بما يكفي لأعتمد على حديقة جميلة في منزلي، مليئة بالأشجار المورقة والزهور المتفتحة. في الأيام التي يكون فيها ذهني مثقلًا بالمهام، أجلس بالخارج وأستمتع بجمال المشهد. جاءت بعض أفكاري الأكثر إبداعًا من الانخراط في الطبيعة - إما من خلال التنزه على مهل في الحديقة، أو قطف الزيتون في مسقط رأسي . لقد وجدت أنه لا يوجد ترياق أفضل للعقل المشوش.

في الواقع، لقد ثبت أن قضاء الوقت في الطبيعة يخفف من إجهاد الانتباه ويزيد من إبداعنا.  يقول الباحث ديفيد ستراير من جامعة يوتا في مجلة جريتر غود في بيركلي  "إذا كنت تستخدم عقلك لأداء مهام متعددة - كما يفعل معظمنا معظم اليوم - ثم قمت بتخصيص ذلك جانبًا والذهاب في نزهة على الأقدام، بدون كل الأدوات، فقد تركت قشرة الفص الجبهي تتعافى". "عندها سنرى هذه الطفرات في الإبداع وحل المشكلات ومشاعر الرفاهية".

4 ـ احترم شغفك

ضع في اعتبارك هذا السيناريو : عندما تستلقي مستيقظًا في الليل، وتراجع قائمة مهامك في اليوم التالي، كم مرة تقوم بتضمين الأشياء التي تجعلك تنبض بالحياة؟.

من المرجح أنك تفكر في رسائل البريد الإلكتروني للرد عليها، وإصلاحات المنزل غير المكتملة، ومسؤوليات رعاية الأطفال، ومليون تذكير آخر. كل هذه الالتزامات مهمة، لكن ومضات الإبداع تلك، تلك التي تأتي إليك تلقائيًا في تلك الساعات الهادئة، يتم دفعها إلى الجزء الخلفي من عقلك.

في وقت سابق من هذا العام، كتبت عن السبب في أن بذل الكثير من الجهد يقتل شغفنا. وأعتقد أن الشيء نفسه ينطبق على العقل المثقل بمهام لا نهاية لها. وفقًا للمساهمة في علم النفس اليوم زورانا إيفسيفيك برينجل، حاصلة على درجة الدكتوراه، فإن الإبداع يعتمد على الشغف: تقول إن "الأفراد المتحمسون لعملهم - سواء كانوا علماء أو شعراء أو رواد أعمال أو مديري عمليات أو أي شيء آخر - قادرون على استخدام الطاقة التي يوفرها لهم شغفهم كمحفز لعملهم ".

إذًا، يمكن أن يساعدك تكريم شغفك على الاستفادة من مشاعرك، وتعزيز عبقريتك الإبداعية، ولكن فقط إذا سمحت لنفسك بمساحة للاهتمام. عندما تفتح عينيك أول شيء في الصباح، بدلاً من التمرن على العديد من المهام، تذكر أن تفكر في الأفكار التي تنعشك، تلك التي تملأ فنجانك بالمعنى. هؤلاء هم الذين يجب أن يكونوا على رأس قائمتك.