إكسبو 2020 دبي.
يعتقد فريق الحفاظ على الأمازون أن الالتفات لمعاناة سكان تلك المنطقة لا يقل أهمية عن إدراك المخاطر المحيطة بهذه الغابات، ويرى مسؤول كبير بالفريق أن تلبية احتياجاتهم من شأنها تحقيق دفعة كبيرة على طريق إنقاذ هذه المنطقة الحيوية من العالم.
وفي مقابلة مع خدمة إكسبو الإعلامية، قال بن ديليون، منسق الاتصال والتسويق بفريق إنقاذ الأمازون، إن نشر المعرفة بأهمية إحداث تغيير في طريقة التعامل مع هذه المنطقة سيؤتي ثماره من خلال التواصل مع مختلف الأطراف المعنية.
وأضاف ديليون خلال المقابلة التي أجريت في جناح سورينام بمنطقة الاستدامة في موقع إكسبو 2020 دبي: "الناس أكثر من يعاني، والغابات المطيرة تعاني أيضا. نتحدث هنا عن التنمية الشاملة وعن أهداف الأمم المتحدة للتنمية، كالتعليم والرعاية الصحية والسكن والبنية التحتية، وتلك الأشياء الحيوية التي لا يحيا البشر بدونها"، وتابع: "هذه هي الأشياء التي يتوجب علينا التعامل معها لأنها الأشياء التي تهدد هؤلاء البشر".
ويشرح ديليون ما يسعى فريق إنقاذ الأمازون لتحقيقه من خلال ثلاثة أعمدة رئيسة، وهي الإدارة المستدامة للمناطق، والحوكمة الذاتية، وكسب العيش.
ويدعو ديليون للاستعانة بأفراد من المجتمعات المحلية والقبلية في تلك المناطق وتدريبهم لمراقبة وحماية أنفسهم، ويطالب أيضا بضرورة التواصل مع الإدارات المحلية والمساعدة على منحهم الحق في تقرير مستقبلهم.
وأخيرا يرى أن من الحيوي أيضا مساعدة هؤلاء البشر على تطوير سبل مستدامة لكسب العيش والحصول على مصادر بديلة للحصول على الرزق.
يرى ديليون أيضا أن هناك حاجة ماسة للسعي للتعرف على مناطق لم تطأها قدم بشر في هذه المناطق من الغابات الشهيرة، والوصول إلى بشر لم يعرف أحد بهم حتى اليوم.
وأضاف: "لو لم نوفر الحماية لهؤلاء ونطمئنهم، فإن ما لديهم من علوم وفنون ومعارف ستختفي.. ستتلاشى نهائيا. علينا أن نفعل ذلك ليس فقط لصالحهم هم، بل لصالح البشرية جمعاء".
ويعتقد ديليون أن من التحديات المهمة التي تواجه فريقه في العمل مع تلك المجتمعات هو بعد المسافات. ويقول: "لا توجد طرق في بعض المناطق من الغابات المطيرة حيث نعيش في أقصى الجنوب، وهي منطقة تشغل الغابات المطيرة 93 بالمائة من مساحتها، ويمكن وصفها بأكثر بلدان الأرض خضرة".
ويضيف إلى ذلك صعوبة الاتصالات أيضا، واختلاف الثقافات بالنظر لقدوم الفريق من الحضر للتعامل مع سكان تلك المناطق. وقال: "رغم أننا نتواصل مع هؤلاء منذ ما يزيد عن 20 عاما، فإن الأمر لا يزال ينطوي على الكثير من التحديات. علينا أن نذكر أنفسنا على الدوام بأننا لن نصل أبدا لفهم سياق حياتهم بشكل كامل، لذا نتعلم منهم وعنهم كل يوم، ونحاول التغلب على مثل تلك التحديات".
ويشير ديليون إلى أهمية منتجات بعض تلك المناطق، وبينها عسل نادر وسوائل تشفي الجروح وأعشاب مهدئة، وغيرها.
ويقول: "مع وصول الحياة المدنية إليهم، يصبحون بحاجة للمال. لكن في سياق مجتمعاتهم، لا تتوفر أي سبل لكسب العيش، لذا علينا أن نساعدهم على إيجاد مصادر بديلة للدخل من خلال إنتاج الشاي العشبي وأنواع العسل الطبي والشمع وغيرها".
ويرى ديليون وفريق الحفاظ على الأمازون فرصة حقيقية لنشر الوعي بأهمية هذه القضية من خلال تجمع عالمي رائد مثل إكسبو 2020 دبي.
ويقول: "أحد أهدافنا من خلال الوجود في إكسبو 2020 دبي هو عرض جميع ما ينتجه هؤلاء السكان الأصليون، وأبناء القبائل من مناطق الغابات المطيرة، وتقديمها للعالم".