القاهرة : الأمير كمال فرج.

كثيرون يعتبرون الفوضى شيئا ملموسا واقعيا ، ولكن ليست كل الفوضى مادية. فهناك أنواع أخرى من الفوضى، وهي الفوضى الرقمية والعاطفية والروحية، وإن كان القاسم المشترك بين جميع الأنواع أنها تؤثر على قدرتك على أن تكون منتجًا.

كتبت ستيفاني فوزا في تقرير نشرته مجلة Fast Company أن "معظم الناس يعتبرون الفوضى كيانًا ملموسًا. إنها تلك الكومة من الأوراق والكتب والأشياء التي تجلس على مكتبك في انتظار وضعها بعيدًا. في حين أن الأشياء المادية واضحة، ولكن في الحقيقة يمكن أن تكون الفوضى غير مرئية".

تقول باربرا هيمفيل ، مؤلفة كتاب Less Clutter More Life ومؤسسة معهد البيئة الإنتاجية، إن معظم الفوضى لدينا غير مرئية، وتضيف إن: "هناك أربعة أنواع من الفوضى: الورقية ، والرقمية، والعاطفية، والروحية، وإن كانت الفوضى المادية والرقمية هي أعراض للفوضى العاطفية والروحية".

منذ سنوات ، بدأت هيمفيل كمنظمة محترفة. تقول: "أدركت أنه في كل مرة كان هناك شخص ما يكتنز شيء، يصعب عليه التخلص من ممتلكات معينة، ولديه مشكلة في التخلي عنها". "إذا طرحت أسئلة كافية، فسأجد حتما أنه عانى من خسارة عاطفية شديدة من شأنها أن تتركه مشلولا جسديًا عندما يتعلق الأمر بإزالة الفوضى. ليست هذه مشكلة ورقية، ولكنها مشكلة عاطفية ".

على نفس المنوال، توجد الفوضى الروحية التي تعترض طريقنا من خلال تمثيل آمالنا وأحلامنا ومخاوفنا. تقول هيمفيل: "أعتقد أن الله خلق كل شخص لغرض معين ، لعمل معين". "علينا ألا ننجز عملنا فحسب، بل علينا أن نستمتع بحياتنا. عندما تعرف هدفك، فمن السهل أن تعرف ما هي الفوضى؟".

تقترح هيمفيل أن تسأل نفسك السؤال، "هل هذا [الشيء المادي أو الرقمي] يساعدني في إنجاز عملي أو الحصول على الحياة التي أريدها؟"، تقول: "إذا لم يحدث ذلك، فهو فوضى بحكم التعريف"."تمنعك الفوضى من الوصول إلى هدفك، والتخلص منها يساعدك في الكشف عن هدفك"

تقول هيمفيل "إذا لم تكن متأكدًا بعد من هدفك،  ركز بدلاً من ذلك على ما تعرف أنه ليس كذلك. تقول: "ابدأ بما تعرف أنك لا تريده". "إنه مثل تقشير طبقات البصل".

3 خطوات للتخلص من الفوضى

تقول هيمفيل أن ثلاثة أشياء تساهم في الفوضى: نقص التركيز ، ونقص الأنظمة ، ونقص الدعم. للعثور على تركيزك ، يجب أن تحدد ما تريد تحقيقه قبل أن تبدأ العمل.

تقول هيمفيل : "كثير من الناس لا يركزون". "إنهم لا يبدؤون بأهم شيء يجب إنجازه في ذلك اليوم ، وينجزونه قبل أن يفعلوا أي شيء آخر. بدلاً من ذلك، يقومون بتنظيف بريدهم الإلكتروني أو القيام بشيء [آخر]، بدلاً من التركيز على ما هو مهم ".

للعثور على تركيزك، عليك تحديد أهم المهام وفهم سبب أهميتها. ثم ضع خطة لإنجاز ذلك قبل أن تنتقل إلى عمل ليس بالغ الأهمية.

التركيز يحتاج إلى أنظمة، والخطوة الثانية هي إنشائها. يقول هيمفيل أنه لا تكفي الأنظمة لاتخاذ قرار؛ يجب أن يكون لديك طريقة لتنفيذه. عندما تقوم بإعداد مكتبك، حدد ما تحتاجه في نظامك. لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع.

على سبيل المثال ، تستخدم هيمفيل نظامًا يسمى "Magic Six" ، والذي يحدد الأشياء الستة التي تحتاجها في متناول اليد للتعامل مع الأوراق والمشاريع.

أخيرًا، يحتاج الناس إلى العمل معًا ليعيشوا رؤية وقيم مشتركة. في العمل، هذا يتطلب الدعم المناسب. تقول هيمفيل : "الطريقة التي تنجح بها الشركة هي التأكد من أن الموظفين يعملون بالطريقة التي كان من المفترض أن يعملوا بها". "التنظيم والإنتاجية فن، ويجب أن تبدأ من القمة."

تقدم شركة هيمفيل للاستشارات الإنتاجية للمؤسسات الدعم من خلال عملية من خمس خطوات: حدد رؤيتك ، وحدد العقبات التي تواجهك ، وقم بتخصيص مواردك، وتصميم خطتك وتنفيذها، والحفاظ على نجاحك.

تقول "لاحظ أن الكلمة الشائعة في كل هؤلاء هي كلمة" لك "، "يمكن استخدام هذه الخطوات الخمس لحل أي مشكلة، سواء بالنسبة للفرد أو للشركة."

في جوهرها ، تقول هيمفيل إن الفوضى هي قرارات مؤجلة. "إذا تُركت دون معالجة ، فإنها تمثل مخاطر، بما في ذلك النفقات غير الضرورية لتخزينها، والوقت الضائع في البحث عن شيء ما، والأهم من ذلك، منعك من تحقيق هدفك."