"تتأرجح الحافلة لتشق طريقها وسط الشارع الملىء بالحفر، مما يسبب تذمر بعض الركاب ، بالإضافة إلي صوت نقر أحدهم علي الحاسب المحمول، وكذلك ما يتسرب من صريخ أطفال المدارس، وسرينة سيارة الشرطة بالخارج، ولكن لا اهتم ، أدفن رأسي في وسادة ضخمة عازلة الصوت، تشبه خوذة الغوص ذات الطراز القديم ، تغلف الوسادة كامل الرأس ما عدا فتحة للأنف فقط".
هذا ماقاله إدوارد الذي يستخدم وسادة مبتكرة تتيح له النوم في أي مكان وفي أي وقت، يضيف إدوارد "بالخارج فوضي مزعجة ، ولكني أتمتع بقيلولة رائعة، لأني ارتدي "وسادة النعام".
الوسادة المبتكرة اخترعها بورتيلا كلومورا، وعلي جانجيفيان والذين قاما بإعداد التصميم بعد إجراء اجتماع في جامعة لندن في التسعينات، وكان الهدف هو إيجاد حلول لتلبية جميع الاحتياجات، وهل توجد بداية أفضل من حل مشكلة نقص النوم المزمن في العالم الغربي؟.
يقول علي لصحيفة "ديلي ميل"، أن "نوم القيلولة يحسن الإنتاج بنسبة 34% ، إننا نقضي وقتا طويلا بالعمل، وإمام شاشات الكمبيوتر، أو في المواصلات، لذلك فكرنا في شئ يساعدنا علي الاسترخاء والأحلام، وكان كل ما علينا هو إيجاد مكان لأخذ قيلولة، ففكرنا في إبتكار هذه الوسادة".
ويضيف "تتعدد أسباب قلة النوم، فيمكن أن تكون بسبب رفيق نوم مزعج ، أو أطفال مزعجين ، أو القلق علي أمور العمل ، أو شرب القهوة ليلا، وتؤثر قلة النوم علي المدى الطويل، حيث يتأثر واحد من كل ثلاثة أشخاص في بريطانيا الآن بسبب قلة النوم.
وأشار علي إلى أن الدراسات كشفت إن الفقراء أكثر عرضة لمشاكل عدم التركيز، والعلاقات الاجتماعية المضطربة، في حين أنهم سجلوا أقل نسب من المعاناة المزاجية، وذلك لحصولهم علي نوم جيد.
يقول علي "هناك نوع من الناس يستيقظ بمجرد بصيص ضوء قادم من الشباك، وهناك من يعجزون عن النوم بسبب شخير أحدهم، الذي يشبه صوت القطار وهناك القليل مما يمكنني فعله من اجل توفير الوقت خلال النهار. لذلك قمت بوضع نظام هذه الوسادة، والتي بمجرد ارتداءها ستشعر أنك مدفون بعيدا عن العالم الخارجي مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال".
وأشار إلى أن "الوسادة هي أكثر من خوذة في الواقع، فهي مبطنة من الداخل بأنسجة فائقة النعومة، مع كرات صغيرة مماثلة لتلك المستخدمة لأكياس القماش، ولكنها أكثر نعومة، مما يعني انه يمكنك أن تستند علي أي جانب في أي مكان، ولن تشعر باهتزازات الحافلة، أو القطار، أو الطائرة".
وعلي الرغم من حجمها الكبير، فإنها خفيفة مثل الهليوم والكرات الصغيرة، مغلقة بسليكون خاص عازل للصوت ، مما يعني أنها مختلفة عن أي كيس قماش تستند عليه.
يقول علي "بمجرد ركوب الحافلة، أختار مقعدا بجوار النافذة، حيث يمكنني إراحة رأسي المتعب، وأخرج وسادتي وارتديها".
وعن الوسادة، تقول إحدى السيدات:"ربما أعجز عن رؤية أي شئ ، ولكني أعرف أني أبدو بشكل غريب عند ارتداءها. وعندما قمت بتجربتها في البيت قال صديقي أني أشبه الكائنات الفضائية".
وقد يشهد أي شخص عاش أو زار لندن أن البريطانيين لا يندهشوا لأي شئ ، حتى لو نزلت إلي الشارع المغطي بالثلج حافي القدمين ولن يلاحظ احد.
وتضيف السيدة " بعد تلاشي الأصوات الخافتة والضحكات المكبوتة، يتركني الركاب وينشغلوا بضوضائهم بينما استمتع بقيلولة قصيرة، وأجد نفسي منعزلة تماما عن العالم الخارجي، ورأسي مغطى بوسادة فخمة وناعمة".
وتضيف "علي الرغم من الطبيعة المنغلقة للوسادة فإنها غير ضيقة كما أنها لا تحتوي علي أي تكتلات، وبسبب طبيعتها التي تلتف حول رأسك ، فلن تفعل ما تفعله أي وسادة عادية عند استخدامها أثناء الجلوس ، علي سبيل المثال: لن تقع في كل مرة تحاول ضبط مكانك تاركة إياك أكثر تعبا وغضبا. وهي بالفعل هادئة جدا ومريحة جدا، ولكن خطرها الوحيد هو أنها ربما تدخلك في نوم عميق، وتنسي النزول في محطتك، ولكن العيب الوحيد للوسادة أنها ستفسد تسريحة شعرك بالتأكيد ولكن إن كنت متعبا بما فيه الكفاية، بالإضافة الي الإحراج الذي تسببه الوسادة، فهناك سلبيات أخرى مثل الدفء : انها تقريبا حارة جدا ولكنها ستكون مفيدة في الطائرات والأماكن جيدة التهوية، وليس في عربات القطار المزدحمة" .
وتتابع السيدة"بعد قضاء صباح متعب في العمل ، يمكنني استغلال الوسادة للراحة قليلا بعد تناول الغداء حيث أضع يدي في الفتحات من جانب الوسادة والتي بمثابة قفازات لطيفة توفر الدفء والراحة، وأعتقد ان الرجل بجواري يشعر بالإحراج حتى أكثر مني ، ولكن بما اننا في لندن فلن يقول كلمة".
وحرصا علي الرد علي كل ملاحظات العملاء، قامت شركة علي وكي بتسليط الضوء علي "وسادة النعامة المعدلة" وهي مصنعة من نفس مواد الوسادة الأولى، ولكنها تغطي العينين والأذن فقط تاركة العنق وبقية الرأس حر تماما ومكشوف.
ربما تبدو كأنك تعيش في عالم آخر عند ارتدائها ، ولكن الوسادة المعدلة يمكنك علي الأقل سحبها وارتدائها كوشاح للتدفئة حول العنق في وقت استيقاظك ، كما أنها ليست ضخمة.
بعد شهر واحد من إطلاقها تلقت الشركة 1400 طلبا بقيمة خمسين ألف جنيها إسترلينيي ، وسعر الحجم الكبير 65 جنية إسترليني ، وحجم الأطفال 50 جنيه إسترليني.
تاريخ الإضافة: 2016-09-25تعليق: 0عدد المشاهدات :948