القاهرة : الأمير كمال فرج.

أدى انتشار الأفلام الوثائقية حول أشهر قادة وادي السيليكون، في بعض النواحي، إلى تشويه سمعة دور المسؤول التنفيذي للشركة، بالتأكيد، القيم الشاذة موجودة، لكن هذه الصور الإعلامية تتجاهل أن الكثير من رواد الأعمال العظماء يبنون شركات ناشئة بنزاهة.

ذكر تي سكوت لو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Zotec Partners في تقرير نشرته مجلة Entrepreneur إن "قيادة الأعمال التي تصمد أمام اختبار الزمن تتطلب إيجاد التوازن الصحيح بين منفعة العميل والزبائن وأعضاء الفريق. يتمتع معظم رواد الأعمال بعقلية نمو ، لكن الأمر يتطلب النزاهة - القيام بما هو صحيح في كل مرة - إلى جانب العمل الشجاع للوصول إلى هناك".

إن إرساء أساس متين للنمو يتطلب الاختيار الصحيح للأشخاص والعمليات والتكنولوجيا. يعد دعم كل من هذه الاستثمارات إحدى السمات الأساسية للقائد الفعال.

لقد أسست Zotec في عام 1998 عندما رأيت صناعة الرعاية الصحية تحتاج بشدة للتكنولوجيا. ساعدتني تجربتي بصفتي محاسب عام معتمد CPA وكرائد في صناعة التأمين في إعطاء الأولوية لنمو الشركة، مع توفير القيمة، وتعزيز التجربة المالية للرعاية الصحية للمرضى ومقدمي الخدمات.

لقد نجحت في تحفيز فريقي، وتطوير الشراكة مع مقدمي الخدمات الذين نخدمهم بسبب الثقة التي بنيتها من خلال الوفاء بالوعود التي قطعتها.

العناصر الأساسية للنجاح

توظف شركتي اليوم أكثر من 1400 من الموظفين من خلال مزيج من عمليات الاستحواذ الاستراتيجية والنمو العضوي. كل توظيف هو جزء لا يتجزأ من الفريق الذي يوفر إدارة العلاقات، والتكنولوجيا الخاصة، والبيانات الدقيقة، والخبرة الصناعية لمقدمي الرعاية الصحية والمرضى على الصعيد الوطني.

يبني أعضاء فريقنا الثقة مع العملاء والشركاء والمرضى والمجتمع من خلال اتباع واتخاذ القرارات من خمسة مبادئ: الأشخاص ، والشغف ، والمثابرة ، والمنظور ، والقدرة على التنبؤ. أدت هذه الخصائص إلى النجاح، ويمكن أن تنطبق هذه المباديء على أي شخص أو منظمة أو فريق يتطلع إلى تحقيق النمو:

1. الناس

أحد أكثر الموضوعات إثارة للصدمة في العديد من هذه الدراما الوثائقية هو كيفية تركيز المديرين التنفيذيين على دوافعهم، بدلاً من إعطاء الأولوية لثقافة الشركة. إذا كان أفرادك لا يثقون ويهتمون ببعضهم البعض، أو لا يلتزمون بالتميز، فستنتهي اللعبة قبل أن تبدأ. يعتقد ما يقرب من 60٪ من الموظفين أن فرق الإدارة مسؤولة عن وضع ممارسات المشاركة موضع التنفيذ.

يجب أن يكون لدى الناس شعور بالانتماء إلى الفريق. يجب تعويضهم بشكل عادل، وتوفير فرص الرفاهية والتدريب والتعليم والموارد للتقدم. يجب أن يبدأ التركيز على الأشخاص من الأعلى، ويتم غرس ذلك المبدأ في جميع أنحاء المنظمة. يجب أن يقود التعاطف والاحترام والرعاية المتبادلين جميع التفاعلات. عندما يحاسب الناس أنفسهم على المهمة ، يكون لديك فريق بطولة.

2. العاطفة

ما جعل العديد من الشركات سيئة السمعة ناجحة في البداية كان شغف مؤسسيها. أنا أحب ما أفعله - إنها الطريقة التي بقيت بها في العمل لفترة طويلة. عندما كنت أقوم ببناء المشروع ، كان أطفالي يعرفون على الفور ما إذا كنت أمضيت يومًا شاقًا في العمل، أو يومًا لا أشعر فيه بالعمل. كنت (وما زلت) ملتزمًا ومتشوقًا لما هو قادم في الأفق.

قال 70 % من المستجيبين في إحدى دراسات ماكنزي إن عملهم يحدد غرضهم، لكن 18٪ فقط قالوا إنهم تلقوا نفس القدر من الغرض الذي يرغبون فيه من وظائفهم. يجب أن تدرك الشركات قوة إلهام فرقها بمهام قوية، وخلق بيئات تزرع الهدف والتعاون. خاصة عندما ينضم الموظفون إلى فرق افتراضية، فإنهم بحاجة لملء الفراغ في بيئة العمل المادية. يساعد التواصل الرائع، والإمتنان، والهدف المشترك في تأجيج العاطفة بغض النظر عن الموقع.

من المهم خلق فرص نمو وتعلم قيّمة وإفساح المجال للموظفين للعمل في المشاريع التي تلبي احتياجاتهم التي تفي بالغرض. قدم طرقًا للرد بخطوات قابلة للتنفيذ لتعزيز ثقافتك الداخلية والمجتمع. ستجد شركتك مليئة ليس فقط بالموظفين، ولكن أيضًا بالدعاة المتحمسين.

3. المثابرة

قال ألبرت أينشتاين الشهير، "ليس الأمر أنني ذكي جدًا، ولكني أبقى مع المشاكل لفترة أطول"، أعتقد أن أهم ما نملكه هو مخزوننا من الأخطاء - إذا تعلمنا منها.

في العمل والحياة، تجلب الأخطاء فرصًا للنمو، ويمكن أن تكون استثمارات في المستقبل. حتى الشركات الناجحة يجب أن لا تخاف من الفشل من خلال تبني الإيجابيات من الخسائر، والتفكير النقدي في كيفية الفوز في المرة القادمة. كان العديد من هؤلاء المؤسسين على الشاشة يحاولون إثبات أنهم أذكياء، لكن لا شيء يضاهي العمل الجاد.

في دراسة أجرتها جامعة تكساس، ظل رواد الأعمال مثابرين على جهودهم التجارية عندما استمروا في تحدي أنفسهم لتحقيق الأهداف. إن تحديد أهداف الشركة أو الأقسام ليس سوى خطوة أولى. استفد مما يدفع أعضاء فريقك شخصيًا لتحقيق أهداف محددة. دون أن تعرف إلى أين أنت ذاهب، فأنت لا تعرف ما هو الطريق الذي يجب أن تسلكه، وبالتالي، لا يمكنك الاستمرار من خلال القوى التي تحاول إبعادك عن المسار.

4. المنظور

تقدم هذه العروض حول عمالقة التكنولوجيا الذين سقطوا نظرة ثاقبة على افتقار كل مؤسس إلى المنظور. والمنظورية ‏ هو تمثيل الأجسام المرئية على سطح منبسط، لا كما هي في الواقع، ولكن كما تبدو لعين الناظر في وضع معين وعلى بعد معين من خلال زوايا رؤية مختلفة.

تظهر الأبحاث أن حوالي نصف القادة يفشلون، غالبًا بسبب وجهات نظر تخدم الذات. لدى الشركة العديد من المكونات - البائعين والعملاء والشركاء وأعضاء الفريق - مع احتياجات مختلفة، والقيادة الفعالة تعني موازنة كل منظور من وجهات نظرهم في جميع القرارات.

إن فهم وجهات النظر الأخرى يعني تنحية المرء لنفسه جانبًا في عملية التفاوض. ابحث دائمًا عن وجهات نظر فريدة. عادة ما تكون الفكرة الكبيرة التالية موجودة داخل شركتك. يكسب العديد من الاستشاريين لقمة العيش من خلال الاستماع إلى الفريق، ووضع منظور مختلف لهذه الأفكار. حاول أن تكون مستشارك الخاص لتكشف عن وجهات نظر جديدة.

5. القدرة على التنبؤ

ما يشترك فيه كل من المؤسسين أيضًا هو أنهم كانوا غير متوقعين للغاية، مما ساهم في تصنيفهم على أنهم "رواد أعمال سيئون".

العمل يتحدث أقوى من الكلمات. عندما أقول إنني سأفعل شيئًا ما، أفعله. تصبح وظائف الأشخاص في يدي عندما يلتزمون بالانضمام إلى فريقنا، وأعطيهم التزامي بالعناية بهم، والقيام بالشيء الصحيح في المقابل.

القدرة على التنبؤ تحرض على الثقة في القادة. يبحث الموظفون، خاصة في الأوقات التي لا يمكن التنبؤ بها، عن الاستقرار في قادتهم، ويتوقعون اتخاذ قرارات متسقة، والمتابعة، والقيم، وأخلاقيات العمل.

يمكن أن يؤدي عدم الثقة في أي من هذه المجالات إلى انهيار قيادة الشركة ، وفي النهاية الشركة نفسها. عندما تكون لديك توقعات واضحة وهيكلها، يعرف الجميع الغرض من الشركة وقيمتها.

القيادة الفعالة في العالم الحقيقي

قد يصنعون قصصًا رائعة على الشاشة، لكن حكايات العديد من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا هؤلاء توضح لنا أيضًا كيف تتحول المساعي عندما يبتعد المرء عن الأساسيات.

في حين أن قائمة "من هو" وما لا يجب القيام به كمسؤول تنفيذي مستمرة في الانتشار، فإن العديد من القادة يمارسون الأعمال بالطريقة الصحيحة. يمكن أن تساعدنا دروسهم في اتخاذ الخطوات الصحيحة نحو بناء الأعمال بنزاهة وقيادة النجاح.