القاهرة : الأمير كمال فرج.

الغضب مشكلة يعاني منها الكثيرون ، وفي عالم المال والأعمال يعتبر التحكم في النفس أثناء المواجهات من مزايا القادة، حيث يمكن أن يتسبب الغضب في الكثير من التداعيات.

كتب أيتيكين تانك في تقرير نشرته مجلة Entrepreneur إن "المواجهة يمكن أن تحولك إلى شخص آخر. يندفع الدم إلى رؤوسك، ويتسارع نبضك بسرعة ، وتصدر عنك سلوكيات وألفاظ تجاه زميل أو عميل تأسف لها على الفور".

كتبت إيمي جين سو، إحدى المساهمات في هارفارد بيزنس ريفيو: "في أوقات كهذه، قد تتمنى أن تضغط على زر إعادة الضبط هذا، وأن تقوم بعمل أفضل من ذلك"، ولكن كما لاحظت أيضًا "ليس من السهل أن تظل هادئًا عندما تشتد الأمور في الاجتماعات أو المفاوضات أو المحادثات الصعبة".

يتجنب البعض المواجهة تمامًا؛ سوف يميل الآخرون إليها، ويجعلون المواقف أسوأ بكثير. ولكن بالنسبة لرواد الأعمال، فإن اتباع نهج هاديء يعد أمرًا أساسيًا للحفاظ على مكان عمل متناغم وتنمية علاقات إيجابية.

لقد كنت الرئيس التنفيذي لشركتي، Jotform ، لمدة 16 عامًا حتى الآن. في أيامي الأولى، كنت أرتعد من الصراع، وأختار تجنبه، ففي الأعمال التجارية المواجهة واردة، بل هي أمر ثابت. يمكنك فقط تجنبه لفترة طويلة.

إذا كنت تكافح من أجل منع نفسك من الاندفاع في الغضب، والبقاء هادئًا أثناء الصراع، فلدي بعض الاقتراحات التي نجحت معي على مدار العقد الماضي بناءً على البحث والخبرة الشخصية :

1 ـ الهدوء في أوقات المواجهة

"أيتكين ، ما تقوله فقط لا معنى له!" بدا زميلي، مات ، مرتبكًا بعض الشيء. عادة ما اللتقينا وجهاً لوجه في المشاريع ، لكن في هذا المشروع، كان موقفه حادا . كان رد فعلي الأول هو الشعور بالإهانة والدفاع. هنا كان زميل يرفض رؤية وجهة نظري، وفي نفس الوقت يرفع صوته.

عندما بدأت شركتي الناشئة لأول مرة، كان ردي الفوري هو تحديه أو المبالغة في الدفاع عن نفسي. لقد تعلمت الكثير منذ تلك الأيام الأولى.

الآن، أفهم أن الحفاظ على الهدوء خلال اللحظات الحارة لا يعني استرضاء الطرف الآخر فقط للحفاظ على السلام. لا يتعلق الأمر أيضًا بالوقوف بثبات على أرض الواقع، وإفشال شيء مسيء بنفس القدر.

فن التزام الهدوء يكمن أساسًا في التعاطف. لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً لإدراك هذا المفهوم، فالتعاطف يضفي الطابع الإنساني على الشخص الآخر، حتى نتمكن من تقييم الموقف بشكل أفضل.

كتبت جين سو: "التعاطف لا يتعلق بالاتفاق. كما أنه ليس هو نفسه الاستسلام، أو أن تكون سلبيًا، أو السماح للشخص الآخر بإساءة معاملتك".

وتضيف: "عندما تفسح مجالًا أكبر للعاطفة فإنك في الواقع تساعد في التخلص منها. بالسماح للشخص الآخر بالتنفيس، يمكنك أيضًا الوصول إلى الحقائق والافتراضات والقيود المهمة الأخرى - كل المعلومات الهامة للتجسير الفجوة بينك وبين الشخص الآخر ".

2 ـ تعلم إدارة المحفزات

لا يدرك الكثير منا متى نشعر بالتهديد. عندما نتصور هجومًا، فمن المرجح أن نرد بطريقة غير عقلانية. إذن، مفتاح التزام الهدوء أثناء المواجهة هو التعرف على دوافعنا.

يوضح الدكتور ديفيد روك من معهد NeuroLeadership أن هناك "تهديدات اجتماعية رئيسية تعمل كعوامل ضغوط محتملة".

وتشمل هذه:

ـ الشعور بأن كفاءتك أو خبرتك يتم تقويضها
ـ أنك تخضع لإدارة دقيقة
ـ رؤية الموقف على أنه غير عادل

عند العودة إلى الوراء، أدرك الآن أن زميلي، مات، شعر أن قدراته وأفكاره لم تؤخذ في الاعتبار - مما تسبب في انتقاده لي.

من السهل التحدث عن إدارة محفزاتنا التي تؤثر على حالتنا العاطفية، ولكن تظل الحقيقة أن القول أسهل من الفعل. لتجاوز دوافعنا، يوصي الخبراء بالتوقف مؤقتًا أو أخذ أنفاس عميقة قليلة قبل الاستجابة. حتى تناول كوب من الماء يمكن أن يمنحك المساحة اللازمة لمنح نفسك فرصة للتفكير في الأمور، وإجراء محادثات أكثر إنتاجية.

3 ـ انقل الاحترام دائما

لا يوجد شخص واحد أعرفه لم يقل شيئًا ندم عليه في وقت ما. لكن وفقًا لـ جين سو، من المهم أن نتواصل مع الاحترام حتى عند مواجهة الخلاف. تقول: "الحقيقة هي أننا لن نتفق دائمًا مع زملائنا". "ومع ذلك، لا يجب أن يأتي الخلاف مع عدم الاحترام".

بعض توصياتها التي كانت مفيدة لي شخصيًا تستخدم عبارات مثل:

ـ "لقد كنت دائما أقدر حكمك وآرائك."
ـ "من خلال الاستماع إلى أفكارك، أجد صعوبة في جعل نفسي مرتاحًا للتحرك في هذا الاتجاه."
ـ "أعتقد أن لدينا اختلاف في الرأي".

4 ـ كن مسؤولاً

كما قلت من قبل، أعتقد أن الهدوء في مواجهة المواجهة يكمن في قدرتنا على التعاطف. في النهاية، نريد أن نبني الجسور لا أن نحرقها.

إذا انتهى بك الأمر إلى فقدان أعصابك، فاستحوذ على جانبك من الأشياء. اعترف بوجهات النظر المشتركة، وأنك منفتح على الاستماع عن كثب. كما صاغتها جين سو بحكمة "بينما لا يمكننا تغيير ما حدث بالفعل، لدينا دائمًا خيار التواصل مع الآخرين والظهور بشكل بناء وملتزم".

لا يمكنني السفر عبر الزمن، واستعادة الموقف مع زميلي مات، لكنني أوضح ذلك الآن لوضع جميع الاستراتيجيات المذكورة أعلاه موضع التنفيذ. لم يقتصر فائدة التغيير على تعزيز علاقاتي في العمل والمنزل فحسب، بل إنه يذكرني أيضًا أنه بصفتنا قادة، يجب أن نكون متواضعين وواعين عندما يتعلق الأمر بجميع تفاعلاتنا.