القاهرة : الأمير كمال فرج.

للعادة دور كبير في تشكيل مستقبلك، خاصة المستقبل المادي، يمكن لهذه النصائح الخمس المدعومة بالأبحاث تحويل العادات السيئة إلى مكاسب مالية.

ذكرت إليزابيث جيلبرت في تقرير نشره موقع Big Think "من أجل تحسين عاداتك، من المفيد أن تفهم بالضبط ما هي العادات ومن أين أتت. يتم تخزين العادات في أعماق الدماغ بعيدًا عن التفكير الواعي، مما يجعل من الصعب التخلص منها ببساطة باستخدام قوة الإرادة، وإليك بعض النصائح المدعومة بالأبحاث لخلق عادات جديدة يمكن أن تساعد في تحسين مواردك المالية الشخصية".

تشكل العادات حياتنا حتى دون أن نلاحظ - من تنظيف أسناننا في الصباح إلى التمرير عبر هواتفنا قبل النوم. يقول الدكتور موران سيرف، عالم الأعصاب في جامعة نورث وسترن: "خلال يومك، حوالي 40٪ من الأشياء التي تقوم بها هي عادات". "كل هذا يحدث خلف الكواليس دون أن تكون على علم بذلك".

تأتي العادات المالية في جميع الأشكال. ربما تشتري غداء كل يوم في العمل، أو تتصفح المتاجر عبر الإنترنت في أي وقت تشعر فيه بالملل، أو تنفق بالضبط ما تصنعه كل شهر.

دون أن تلاحظ، يمكن أن تتراكم هذه العادات الصغيرة وتؤثر بشكل كبير على رفاهيتك المالية. كما يوضح المعالجة المالية ليندسي بريان بودفين، "يمكن أن يكون للسلوكيات الصغيرة تأثيرات كبيرة حقًا بمرور الوقت، فقط من خلال قوة العادة". لذا، كيف يمكنك تقليل العادات المالية غير المفيدة وتعظيم العادات الجيدة؟.

عادات في الدماغ

من أجل تحسين عاداتك، من المفيد أن تفهم بالضبط ما هي العادات ومن أين أتت. باختصار، العادات هي سلوكيات تلقائية يطلقها دليل بيئي. بعبارة أخرى، هناك شيء ما في البيئة - مثل الوقت أو المكان الذي تكون فيه - يحفز سلوكك، بدلاً من أن تنوي القيام بذلك بوعي. على سبيل المثال، مجرد الجلوس في السيارة في الصباح قد يوجهك إلى ارتداء حزام الأمان والقيادة في طريق معين إلى العمل.

تتشكل العادات في أي وقت يتكرر فيه السلوك. على الرغم من أن المكافأة تحفز السلوك على التكرار في البداية، إلا أن العادات تستمر حتى عندما تذهب المكافآت. وذلك لأن العادة تم تخزينها بعيدًا عن التفكير الواعي في عمق مخطط الدماغ، والذي يشارك في تعلم التحفيز والاستجابة والحركة الحركية.

تساعد دراسات تصوير الدماغ في إظهار كيفية تقطير العادات. يشرح الدكتور جوزيف كابل، عالم الأعصاب بجامعة بنسلفانيا، ما يحدث عندما يُطلب من شخص ما تكرار السلوك مرارًا وتكرارًا. يقول "في البداية كان هناك الكثير من المناطق المعنية". "ولكن أثناء قيامك بالمهمة مرارًا وتكرارًا، ما تراه هو ما تراه هو عدد أقل وأقل من المناطق التي كانت ضرورية في المرة الأولى. إنك تستخدم فقط تلك الخلايا العصبية ومناطق الدماغ الضرورية للغاية من أجل إنجاز المهمة".

هذا يجعل العادات سهلة وطائشة، مما يتيح لك التفكير في أشياء جديدة. لكنه أيضًا يجعل من الصعب كسر العادات، لأن عقلك جعلك غير مدرك لها.

تحسين العادات: حدد ما تريد تغييره

نظرًا لأن الناس لا يدركون تمامًا عاداتهم، فإن الخطوة الأولى لتحسين العادات هي التعرف عليها. وفقًا للدكتور سيرف، "فقط بقولك أنك تعلم أن لدي عادة، وأنا لا أحب هذه العادة، فأنت بالفعل خطوة واحدة صغيرة نحو تغييرها."

ضع في اعتبارك كيف يبدو روتينك اليومي، والأنماط التي تكشفها سجلات الإنفاق الخاصة بك، وحتى ما لاحظه الأصدقاء أو أفراد العائلة الموثوق بهم.

بالطبع، ليست كل العادات المالية سيئة، حتى لو أدت إلى زيادة الإنفاق. على سبيل المثال، ينفق الكثير من الناس بضعة دولارات كل يوم على أشياء صغيرة مثل القهوة أو التباهي في أيام العطلات. يمكن أن تكون هذه النفقات كبيرة بمرور الوقت.

تقول المعالجة المالية ليندسي بريان بودفين إن المهم هو الصدق بشأن ما إذا كان الإنفاق يدعم رفاهيتك - نفسيا وماليًا، وتضيف "إذا كان الأمر جيدًا بالنسبة لك، فتأكد من أنه يعمل لصالح أموالك واستمر في المضي قدمًا"، "إذا لم يكن الأمر جيدًا بالنسبة لك، فعادةً ما يكون هذا مؤشرًا على أنه يمكنك التحقق مما يحدث ماليًا."

ابتكر عادة جديدة أفضل

نظرًا لأنه يتم تخزين العادات في أعماق الدماغ بعيدًا عن التفكير الواعي، فمن الصعب ببساطة التخلص منها بقوة الإرادة. لذلك، بدلاً من مجرد قطعها، يقترح معظم الخبراء أن يستبدل الناس العادات غير المفيدة بعادات أفضل. فيما يلي بعض النصائح المدعومة بالبحث لإنشاء عادات جديدة :

1 ـ قم بإجراء تغيير واحد في كل مرة :

 قد تكون إدارة العديد من التغييرات المتزامنة في الحياة أمرًا مرهقًا. الخيار الأفضل لمعظم الأشخاص هو البدء بتغيير واحد وممارسته حتى يصبح الأمر سهلاً. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين ما يسميه علماء النفس إحساسًا "بالكفاءة الذاتية"، والذي يبقيك متحمسًا لأنك تعتقد أن لديك القدرة على تحقيق أهدافك بالفعل.

تقول ليندسي بريان بودفين  "غالبًا ما نخطئ في القيام به هو محاولة القيام بكل شيء مرة واحدة. سوف أتوقف عن الإنفاق على الوجبات الجاهزة، وسأدخر للتقاعد ، وسأدخر للتقاعد . بدلاً من ذلك، فإن الطريقة الأفضل لتنفيذ عادات مالية جديدة هي القيام بواحدة في كل مرة والالتزام بشيء كنت قد خططت للقيام به."

2 ـ إضافة عادتك الأخرى:

بعد أن تنجح في تطبيق عادتك الجديدة المفيدة، حان الوقت لإضافة عادتك الأخرى، حدد ما هو سبب هذه العادة القديمة. يمكن لأي شيء في بيئتك - من وقت من اليوم إلى مكان لأشخاص معينين - أن يشير إلى العادات. قد تؤدي مشاعر مثل الملل أو الوحدة أو الإحباط أيضًا إلى تحفيز سلوكيات معينة.

قال المعالج المالي الدكتور جورج جيمس إن "هناك الكثير من الأشياء التي تأتي من الوعي والتفكير وربما حتى المساءلة"، لذا، خذ بعض الوقت في التفكير في محفزاتك الفريدة. التأمل الذاتي، ومراجعة سجلات الإنفاق، وفكر في سؤال العائلة أو الأصدقاء عما لاحظوه.

3  ـ اربط السلوك الجديد بالإشارة:

ثم خطط لتنفيذ سلوكك الجديد في أي وقت تواجه فيه الإشارة القديمة. على سبيل المثال، إذا دفعك الملل إلى الذهاب للتسوق، فاختر نشاطًا جديدًا تفعله بوعي في أي وقت تبدأ فيه الحياة في الشعور بعدم الاهتمام. يمكنك الالتزام مسبقًا بالاتصال بصديق، أو العمل في هواية، أو البحث عن أنشطة عطلة نهاية الأسبوع الممتعة.

قد يكون من الممكن أيضًا إنشاء إشارات جديدة تمامًا، على سبيل المثال، يقترح الدكتور جيمس مشاركة أهدافك مع الأصدقاء وأفراد الأسرة. قد لا يؤدي ذلك إلى زيادة دعمك الاجتماعي فحسب، بل سيعمل هؤلاء الأشخاص بعد ذلك كإشارة لمواصلة السلوك الجديد.

اربط بين العادات الجيدة والإيجابية. تذكر أن معظم العادات بدأت لأن السلوك كان مجزيًا. المكافأة (أو الاعتقاد بأن السلوك قد يؤدي إلى مكافأة) هو ما يحفز تكرار السلوك.

4  ـ اربط عادتك الجديدة بالمكافأة:

على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في طهي المزيد من الوجبات في المنزل لتوفير المال، فهل يمكنك العثور على بعض الوصفات التي تبدو سهلة ولذيذة أو اطلب من صديق الانضمام إليك في ليالي تحضير الوجبات. تتبع تقدمك - على سبيل المثال، عن طريق التحقق من الأشهر حتى يتم سداد الدين، أو حساب مدخراتك السنوية، أو الاحتفاظ بدفتر يوميات للقرارات الجيدة - هي طريقة أخرى لربط عادتك الجديدة بالإيجابية.

5  ـ أتمتة العادات الجيدة :

 قد لا ترتبط بعض العادات المفيدة بإشارة أو تكون مجزية على الفور. في هذه الحالة ، يمكن أن يساعد "الاستعانة بمصادر خارجية للعادة" لنظام آلي. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في البدء في توفير 100 دولار شهريًا، ففكر في إعداد خصم تلقائي من شيك راتبك أو حسابك المصرفي كل شهر.

6 ـ استمتع بعاداتك المالية المحسنة

إن إنشاء عادات جديدة ليس دائمًا أمرًا سهلاً، ولكن المكافآت طويلة الأجل كبيرة لرفاهيتك المالية والنفسية. يلخص المعالج المالي ستيفن إم هيوز الأمر قائلاً: "التخلص من العادات السيئة أو تكوين عادات جديدة سيكون له تأثير على جميع الأصعدة". "ليس فقط بأموالك، ولكن أيضًا بما تشعر به نفسيًا وعاطفيًا وجسديًا."