القاهرة : الأمير كمال فرج.

قد يكون من الصعب الاعتراف بعدم المعرفة عندما لا تكون متأكدًا من شيء ما. لكن "لا أعرف" يمكن أن تكون أذكى إجابة.

ذكرت ستيفاني فوزا في تقرير نشرته مجلة Fast Company  إن "الجهل قد يكون نعمة، لكن قول "لا أعرف" بصوت عالٍ غالبًا ما يكون صعبًا. قد يكون الأمر صعبًا بشكل خاص إذا كنت في منصب قيادي وفريقك يأتي إليك للحصول على إجابات. ومع ذلك، فإن قول "لا أعرف" يمكن أن يكون في الواقع أمرًا مُمكِّنًا إذا أعدت صياغة المفهوم".

تقول ليزيت وارنر، مؤلفة كتاب "القوة والوزان والحضور: نهج جديد للقيادة الأصيلة": "أي عبارة تبدأ بعبارة" لا أعرف" تعني أنك منفتح على المعرفة التي تؤدي إلى الاكتشاف". "لا أعرف" هو الطريق الأول للحكمة. إنه ما يؤدي إلى الابتكار ".

لكي تصبح أفضل في قول "لا أعرف"، تقول وارنر إنه عليك أن تكون صادقا عندما تقول "أنا أعلم". على سبيل المثال، في دراسة أجريت في جامعة ييل، سأل الباحثون الناس عما إذا كانوا يعرفون كيف تعمل الأدوات اليومية مثل السوستة أو المرحاض. قال غالبية الناس أنهم فعلوا ذلك. ومع ذلك، عندما طُلب منهم شرح كيفية عمل شيء ما، كان عدد قليل من الناس لديهم معرفة فعلية بالعملية. يسمي الباحثون هذا "وهم العمق التوضيحي".

وهم العمق التوضيحي Illusion of explanatory depth هو تأثير نفسي ملاحظ حيث يميل الناس إلى الاعتقاد بأنهم يفهمون موضوعًا أفضل مما يفهمونه بالفعل. وقد وصفت بأنها التحيز المعرفي، وكوهم. صاغ المصطلح الباحثون في جامعة ييل ليونيد روزنبليت وفرانك كيل في عام 2002.

تقول وارنر: "عندما تزداد سوءًا في قولك" أنا أعلم"، فإنك تتوقع نوعًا ما أنه سيكون هناك الكثير مما لا تعرفه وستصبح أكثر انفتاحًا على معرفته واكتشافه".

التركيز على السؤال

إذا كنت تكافح لتقول "لا أعرف"، تقترح وارنر البحث بشكل أعمق للعثور على مصدر انزعاجك. قد تجد بعض الذكريات الصعبة مرتبطة بعدم وجود إجابات، والتي غالبًا ما تعود إلى الطفولة والتجربة في المدرسة.

تقول وارنر: "لذكرى ذكرى وأنا في الصف الثالث، كنت أقف أمام الفصل والناس يحدقون بي". "بدأت كتفي في التقلص، وتقلصت حنجرتي، وأبدأت في إخبار نفسي بهذه القصص الرهيبة مثل ،" سوف يعتقدون أنني غبية. "كل ذلك يعاود الظهور في أي وقت لدي  لحظة القول "لا أعرف".

عندما تكون مرتاحًا لقول "لا أعرف" بصوت هادئ وثابت، فإن جمهورك سيتبع تقدمك من خلال الاستماع والميل. تقول وارنر إن المفتاح هو التركيز على السؤال بدلاً من إجابتك.

تقول "عندما تبدأ في تحدي نفسك، فلن يكون التركيز على ما تفعله أو لا تعرفه ؛ إنها أمور تخصك". "هذه بداية التصاعد. اجعل تركيزك بعيدًا عنك وعن ذاكرتك من الصف الثالث وضعها على الشيء. فذلك يغير التجربة برمتها ".

ابحث عن شراكة

تقول وارنر "عندما تقول لشخص ما "لا أعرف"، يصبح السؤال تحقيقًا مشتركًا ونشاطًا مجتمعيًا. لقد أشرت إلى أنك منفتح على التعلم والتفكير في شيء ما معًا، أنت بذلك تطلب المشاركة من الآخرين، والناس على استعداد دائم تقريبًا لمواكبتك". "إنهم يبحثون عن تلك القيادة".

تقول وارنر "بدلاً من الاعتقاد بأن القادة هم مصادر الإجابات، غير طريقة تفكيرك إلى النظر إلى القادة كباحثين عن الإجابات. كقائد ، أنت تصوغ كيفية التعامل مع لحظة " لا أعرف ". أنت بذلك تعلم الجميع في الفريق أن هذا أمر لا بأس به لأن القادة ليس لديهم جميع الإجابات، ولكن ما لديهم هو فريق. عندما يكون لديك فريق، تكون قويًا للغاية، لأن لديك وجهات نظر مختلفة. فكر بصوت عالٍ مع الفريق ".

"لا أعرف" تتطلب الاتزان

تقول وارنر إن القدرة على قول "لا أعرف" تتطلب اتزانًا، والاتزان هو هذا التوازن والسهولة في الحفاظ على هدوئك وسط حالة من عدم اليقين". "أعتقد أن عدم اليقين هو ما يدفع الكثير منا ويجعلنا غير مرتاحين. لدينا هذا الاعتقاد بأن الاتزان يعني أننا جمعنا كل شيء معًا ".

لكن ليست هذه هي المسألة. تقول وارنر إن الاتزان يقاتل بشراسة في مجال واحد من حياتك بينما تنزلق بسهولة في منطقة أخرى. لذلك يجب أن يكون لديك اتزان وجهد في نفس الوقت". "لا أعرف" هو جزء من الاتزان لأنه يجب أن يكون لديك مساحة للمعرفة وعدم المعرفة أيضًا. إذن فأنت قادر أيضًا على معرفة الموارد التي لديك من حولك ".