القاهرة: الأمير كمال فرج.
رغم شعبية القهوة هناك الكثير من الجدل حول نسبة الكافيين بها، وهل هي صحية أم ضارة، في خضم تلك الهواجس برز شاي الماتشا باعتباره بديل آمن للقهوة . فما هي حقيقة ذلك؟
ذكر دانييل جونسون في تقرير نشرته هيئة الإذاعة الأمريكية ABC أن "أستراليا اكتسبت سمعة عالمية بفضل جودة القهوة التي تنتجها، حيث ظهرت المقاهي التي يديرها الأستراليون في المدن الكبرى بما في ذلك نيويورك وباريس ولندن وبرلين. في الوقت نفسه، كان هناك جدل يتصاعد على تطبيق تيك توك TikTok، حول شاي الماتشا، خاصة بعدما أكد البعض بشكل متزايد فوائده الصحية المتصورة".
والماتشا عبارة عن مسحوق مطحون ناعم من أوراق الشاي الأخضر المزروعة والمعالجة خصيصًا منشأها في الصين، ويتم استهلاكه تقليديًا في شرق آسيا.
فهل الماتشا بالفعل البديل الصحي للقهوة كما يعتقد الكثيرون؟، وكيف يمكن أن تتنافس مع القهوة عندما يتعلق الأمر بتقديم جرعة الكافيين؟.
يؤكد متحدث باسم تيك توك أن "هناك ارتفاعًا ملحوظًا في حركة البحث لمقاطع الفيديو المرتبطة بالماتشا على المنصة في السنوات الأخيرة، خاصة بين مجتمع "foodtok "الوصفات الغذائية الشائعة في تيك توك" الشهير".
تشمل عمليات البحث الشائعة الأخرى عن الوسوم #matchalatte، التي حصدت أكثر من 1.7 مليار مشاهدة، و#matchapowder، و#icedmatcha، و#matcharecipe.
لذا، نطرح نفس السؤال لدى الملايين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: ما هو الماتشا - وكيف يختلف عن الشاي الأخضر التقليدي؟.
فنجان اجتماعي أم "صحة شاملة"؟
جميع أنواع الشاي الأخضر مشتقة من نفس النبات - كاميليا سينيسيس Camellia sinensis - والشاي الأخضر التقليدي عبارة عن مشروب مصنوع من أوراقه المجففة والمحصودة.
على الرغم من أن الماتشا يأتي من نفس النبات، لإنتاجه، يتم تظليل الأوراق من أشعة الشمس المباشرة لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع قبل الحصاد - مما يؤدي إلى مستويات أعلى من الكافيين ومضادات الأكسدة - ثم يتم طحن الأوراق بأكملها إلى مسحوق.
يقول تريجر ماكغواير، الأستاذ المشارك في علم الصيدلة في جامعة بوند، ومساعد مدير الصيدلة في مستشفى ماتر في بريسبان، إن "الماتشا يقدم جرعة أعلى نسبيًا من الكافيين لكل حجم من الشاي الأسود أو الشاي الأخضر المخمر بانتظام".
ووفقًا للدكتور ماكجواير "يحتوي كوب من القهوة سعة 250 مليلترًا على حوالي 100 مليجرام من الكافيين، بينما كوب الشاي الأسود يحتوي على ما بين 45 ملجم و75 ملجم من الكافيين، والشاي الأخضر ما بين 24 ملجم و45 ملجم.
ويضيف إن "نفس الحجم من الماتشا يحتوي عادةً على 60-75 ملغ من الكافيين، ولكن الفرق مع الماتشا هو أنه يحتوي على مكونات نشطة أخرى، والتي يحتوي عليها الشاي الأخضر وحبوب القهوة بنسبة أقل بكثير".
أوضح ماكغواير أن "الكافيين ليس بأي حال من الأحوال العنصر الأكثر أهمية في الماتشا، ولكنه يحتوي على كمية أكبر من الكافيين مقارنة بالشاي الأسود والأخضر، لذلك يعتقد الناس أنهم يحصلون على المزيد مقابل أموالهم، أنهم يقولون "نحصل على جرعة أعلى من الكافيين".
نظرًا لأن تركيز الكافيين والمكونات النشطة الأخرى في الماتشا ليس دائمًا منتظمًا أو يمكن التنبؤ به، يوصي الدكتور ماكغواير أولئك الذين يسعون إلى تناول فنجان من القهوة لأغراض البقاء في حالة يقظة واستيقاظ باختيار "شيء خالٍ من الكافيين وبنسبة أقل من المكونات الأخرى"، مثل القهوة.
يقول : "إذا كنت تريد شيئًا تستخدمه كجزء من نهج أكثر شمولية لتحسين الصحة، فلا أستطيع أن أزعم أن الماتشا قد يكون لها فائدة في هذا المجال. لكن عندما نبدأ في التطرق إلى أشياء مثل الماتشا، حيث يوجد خط رمادي بين المشروبات الاجتماعية والأطعمة الصحية - وهي الطريقة التي يشربها بها الناس، يضع منتجو الماتشا تلك الفوائد الصحية في الاعتبار، ومنها أنها تحتوى أعلى بكثير من الكافيين مما قد تجده إذا أخذت للتو مثلا من نبات الكاميليا".
لكن ماكغواير يحذر من أن الماتشا تحتوي أيضًا على مكونات نشطة أخرى، لها خصائص مضادة للأكسدة، وأن شاربي الماتشا قد "يحصلون على كل هذه الخصائص الأخرى التي قد يريدونها أو لا يريدونها - أو قد يحتاجون إليها أو لا يحتاجون إليها".
المخاطر الصحية المحتملة
غالبًا ما يتم الترويج للماتشا لفوائده الصحية المفترضة، مع ادعاءات أنه يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن، وعلى الرغم من أن بعض الدراسات أظهرت أن مستحضرات الشاي الأخضر قد يكون لها القدرة على إحداث انخفاض طفيف في فقدان الوزن، إلا أن النتائج اعتبرت "من غير المرجح أن تكون كذلك سريريًا"، ووجد في النهاية أن الشاي الأخضر "ليس له تأثير كبير على الحفاظ على فقدان الوزن".
يحتوي الماتشا أيضًا على مستويات عالية من الكيرسيتين، الذي يتميز بخصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، ولكنه يمكن أن يتداخل أيضًا مع قدرة الجسم على امتصاص الأدوية وتنظيمها.
وكما يوضح الدكتور ماكغواير، فإن الكيرسيتين يمر بنفس المسارات التي تمر بها بعض المضادات الحيوية والأدوية، بما في ذلك تلك المستخدمة لعلاج حالات مثل ارتفاع ضغط الدم وبعض أدوية العلاج الكيميائي، مما يخلق "منافسة على التخلص من هذا الدواء عن طريق الكبد".
وينبه عالم الصيدلة إلى أن "الناس تنسى أن النباتات المستخدمة بهذه الطريقة، بجرعات كافية، هي أدوية. ولا يهم أنها تأتي من نبات - ويمكن أن تكون لها فوائد إيجابية وسلبية، تمامًا مثل أي دواء آخر."