القاهرة: الأمير كمال فرج.

يواجه الجيل Z عوائق متعددة في سوق العمل اليوم. تنبع العديد من هذه العوائق من الوباء وتداعياته، والتي تشمل اضطرار الجيل Z لبدء هذه المرحلة الحاسمة من حياتهم المهنية عن بعد، وإكمال دراساتهم ودخول سوق العمل من المنزل.

ذكرت راشيل ويلز في تقرير نشرته مجلة Forbes أن هذه العواق في سوق العمل أدت إلى تأثير سلبي على الصحة النمفسية، ومشاعر الوحدة والعزلة، وانعدام الأمن الوظيفي بسبب سيطرة الذكاء الاصطناعي على العديد من الوظائف الإدارية، وتسريح العمال في القطاعات الرئيسية على مدى العامين الماضيين".

ونتيجة لذلك، يواجه العديد من الجيل Z احتمال دفعهم إلى البحث عن عمل، دون أن تتاح لهم فرص عملية لاكتساب الخبرة العملية. لقد فاتتهم التعلم اليومي الذي يحدث من خلال التفاعل الاجتماعي الشخصي، أو فرص تطوير المهارات الشخصية الأساسية المطلوبة لتعزيز سيرتهم الذاتية، مثل مهارات الاتصال.

وقد أدى ذلك إلى شعور 45% من جيل Z بالقلق بشأن استقرار وظائفهم، وفقاً لمسح أجرته شركة McKinsey ، في حين أشار استطلاع أجرته شركة Deloitte إلى أن ما يقرب من 46% من جيل Z يعترفون بأنهم يشعرون بالتوتر أو القلق طوال الوقت أو معظمه.

ما الذي يمكن أن تفعله القوى العاملة الشابة للحصول على الوظائف التي تحلم بها في سوق العمل الضيق اليوم، مع خبرتها المحدودة؟.

الخبر السار هو أن العديد من المديرين يبحثون عن قدرات قابلة للتحويل تتجاوز نقاط السيرة الذاتية، عند التوظيف في وظائف المبتدئين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن التغلب على هذا العائق في العمل من بأن تكون استراتيجيًا في بحثك عن وظيفة لوظائف المبتدئين.

تعتقد ريشا غوبتا، مديرة الموارد البشرية في G-P، أن الخبرة الوظيفية المحدودة لا يجب أن تكون عائقًا كاملاً أمام المرشحين للوظائف من الجيل Z. وتنصح قائلة: "عند إجراء المقابلات أو البحث عن أصحاب العمل المحتملين، يجب أن يكون الجيل Z استراتيجيًا وانتقائيًا". "يجب عليهم اتخاذ خيارات تتوافق مع قيمهم وأهدافهم ورفاهتهم الشخصية، مما يؤدي إلى مسار وظيفي أكثر نجاحًا ومكافأة، وتسرد غوبتا خمسة عوامل محددة يجب البحث عنها، بما في ذلك:

1ـ فرص التطوير المهني

تقول غوبتا "ابحث عن أصحاب العمل الذين يستثمرون في برامج التدريب والتطوير. فالشركات التي تقدم الإرشاد وورش العمل وتعزيز المهارات وفرص العمل مع الزملاء في بلدان مختلفة تشير إلى التزامها بمساعدة الموظفين على التقدم والنمو في حياتهم المهنية.

في تقرير النمو العالمي الأخير لشركة G-P، أجاب الموظفون من الجيل Z بأغلبية ساحقة (85%) بأنهم يعتقدون أن الشركات التي توظف من بلدان متعددة توفر المزيد من الفرص لتنمية حياتهم المهنية.

علاوة على ذلك، يرى موظفو الجيل Z أن الفرص تتجاوز مجرد مكان العمل - فقد أدرج ما يقرب من 2 من كل 5 (39٪) فرصة اكتساب مهارات شخصية جديدة كسبب رئيسي للعمل في مؤسسة ذات حضور عالمي.

2ـ التواصل الشفاف

وتواصل غوبتا قائلاً: "إن الانفتاح والشفافية فيما يتعلق بالتوقعات يوفران للموظفين فهمًا واضحًا لدورهم ومسؤولياتهم ومسارهم الوظيفي". "أدرج ما يقرب من 47% من موظفي الجيل Z في التقرير الشفافية باعتبارها إحدى أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها القائد الناجح. ابحث عن أصحاب العمل الذين يناقشون بشكل علني تقييمات الأداء والتوقعات والأهداف المهنية والخطوات اللازمة للتقدم داخل المنظمة".

إحدى أفضل الطرق للتعرف بسهولة على أصحاب العمل هؤلاء هي التحدث مع مجموعة من الموظفين الحاليين والسابقين وسؤالهم عن تجاربهم. يمكنك العثور عليهم على موقع LinkedIn وإجراء محادثة حول القهوة، أو دعوتهم لتناول طعام الغداء إذا كانوا في منطقتك المحلية.

بالإضافة إلى ذلك، توفر مواقع مراجعة الموظفين مثل Glassdoor رؤى ممتازة حول ثقافات الشركة وأسلوب الإدارة بما في ذلك شفافية الاتصال.

3ـ الثقافة المبتكرة

تواصل غوبتا موضحًة "من المرجح أن توفر الشركات التي تتبنى الابتكار فرصًا للنمو، كما أن الشركات التي تتمتع بحضور عالمي هي في وضع أفضل للتعامل مع ديناميكيات السوق المتغيرة، ووفقًا للتقرير، فإن الشركات العالمية أفضل في جذب المواهب، وتوليد أعمال جديدة، والتعامل مع الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية، وتنفيذ تقنيات جديدة، مثل اعتماد وتكامل الذكاء الاصطناعي"، مشيرة إلى أن "المنظمة الرشيقة ذات التفكير المستقبلي يمكن أن تكون علامة إيجابية للتقدم الوظيفي وهي ضرورية في القوى العاملة الرشيقة اليوم".

4ـ مجال للنمو

تقول غوبتا "ابحث في تاريخ الشركة عن الترقيات من الداخل، واسأل مديري التوظيف عن فرص النمو أثناء عملية إجراء المقابلات. إذا كان لديهم سجل حافل في الاستثمار في الموظفين وتطويرهم بطرق إبداعية، فقد يكون ذلك علامة على أنهم يقدرون المواهب الداخلية ويقدمون عروضًا جيدة. مجال للنمو".

يمكن أيضًا أن تكون صفحة LinkedIn الخاصة بالشركة مصدرًا رائعًا لتقديم رؤى عبر رسم بياني حول معدل دوران الموظفين والترقيات ومعدلات النمو في المؤسسة.

5ـ القيادة المتنوعة

يشتهر الجيل Z بالتزامه بالتنوع في القوى العاملة. وتوصي غوبتا بأن يبحث الجيل Z عن الشركات التي لديها فرق قيادية متنوعة، لأنها غالبًا ما تكون أكثر شمولاً وتوفر فرصًا للموظفين من جميع الخلفيات للتقدم. يساعدك هذا على تعزيز حياتك المهنية، حتى لو كانت لديك خبرة محدودة، حتى لا تكون في وضع غير مؤاتٍ مقارنة بالآخرين.

تضيف غوبتا: "عند السؤال عن ما هو الأكثر إغراءً في العمل في منظمة عالمية، كان التنوع الأكبر في الفكر أحد أهم أربع إجابات من موظفي الجيل Z. قد يشير فريق القيادة المتنوع إلى الالتزام بالتقدم الوظيفي العادل وغير المتحيز".

6ـ تسليط الضوء على مهاراتك

عندما سُئلوا عن الصفات التي يحتاجها الموظفون لتحقيق النجاح في شركة عالمية، اختار المسؤولون التنفيذيون الذين شملهم الاستطلاع كجزء من التقرير مهارات حل المشكلات (38%)، ومهارات الاتصال (38%)، وعقلية الفريق (35%).

تقول غوبتا "يجب على الباحثين عن عمل من الجيل Z التركيز على هذه القدرات لإظهار كيف سيكونون مناسبين للفريق الذي يأملون في الانضمام إليه. يمكن للمرشحين إظهار قدراتهم على حل المشكلات من خلال مشاركة حالات محددة واجهوا فيها تحديات وابتكروا حلولاً مبتكرة، مما يؤكد قدرتهم على التكيف. والتفكير النقدي".

وتوصي غوبتا مرشحي الجيل Z بإظهار مهارات الاتصال الخاصة بهم لوضعهم في المقدمة في عملية التوظيف، حيث يبحث أصحاب العمل غالبًا عن مرشحين يمكنهم نقل أفكارهم ومعلوماتهم بشكل فعال - شفهيًا وكتابيًا. وأخيرًا، يمكنهم تسليط الضوء على قدراتهم للعمل ضمن فريق من خلال مناقشة المشاريع الجماعية السابقة (يمكن أن يشمل ذلك تلك التي تم تنفيذها عن بعد) وكيف ساهموا بشكل إيجابي في نجاح الفريق".

لا ينبغي أن تعيق خبرة العمل المحدودة نمو حياتك المهنية. بدلاً من ذلك، انظر إليها بشكل إيجابي كفرصة لإعادة اختراع نفسك، وعرض مهاراتك القابلة للتحويل، والعثور على صاحب عمل يمكنه إرشادك وتعزيز تقدمك.