القاهرة: الأمير كمال فرج.

في كتاب "العادات الغنية"، يشارك المؤلف توم كورلي، المحاسب القانوني المعتمد، عادات النجاح اليومية لعملائه الأكثر نجاحًا، محددا 4 سمات شخصية يتقاسمها معظم رجال الأعمال الأثرياء.

ذكر الكاتب توم كورلي في تقرير نشرته مجلة Forbes "نحن نحتفي برجال الأعمال الناجحين مثل ستيف جوبز، وإيلون ماسك، وبيل جيتس، وهنري فورد، وتوماس إديسون. إنهم يلهموننا ويحفزوننا لتحقيق الأحلام. ندرسهم لنتعرف على أسرار نجاحهم".

عندما نبحث في الخلفية، فإن العوامل المشتركة مثل الشجاعة لتحقيق الحلم، والرؤية الواضحة، والعمل لساعات طويلة، والمثابرة، والعاطفة، والتركيز غالبا ما تكشف عن نفسها.

يضع معظم رواد الأعمال كل شيء على المحك: مدخراتهم مدى الحياة، والأسهم في منازلهم، وأصول التقاعد، والوقت مع العائلة والأصدقاء. إنهم يخوضون مخاطرات شجاعة، وغالبًا ما يلجأون إلى الديون لتحقيق أحلامهم.

عدد الكرات التي يمتلكها رواد الأعمال في الهواء هائل:

ـ يتعين على رواد الأعمال إيجاد طريقة لتمويل أعمالهم حتى يتمكنوا من تحقيق النجاح.

ـ يتعين على رواد الأعمال إيجاد طريقة لتنمية أعمالهم بأموال محدودة.

ـ يقوم رواد الأعمال بإدارة الموظفين والمقاولين والبائعين وشركاء الأعمال والعلاقات التجارية والعملاء في نفس الوقت.

ـ يتعين على رواد الأعمال إنشاء عمليات ناجحة. هذه عملية تجريبية وخطأ تستغرق سنوات عديدة حتى تكتمل.

ـ يتعين على رواد الأعمال إدارة التدفق النقدي المحدود والتعامل مع النقص في الرواتب.

ـ غالبًا ما يتم سحب رواد الأعمال في عشرة اتجاهات في وقت واحد، مما يسبب لهم ضغوطًا هائلة ويستنزف طاقتهم.

ـ غالبًا ما يتعين على رواد الأعمال التعامل مع المشكلات الزوجية الناجمة عن غيابهم أو صراعاتهم المالية.

ـ وإذا كانوا أحد الوالدين، فإن رواد الأعمال يتحملون المسؤولية الأكثر أهمية - كونهم أمًا أو أبًا لأطفالهم - أثناء بدء أعمالهم وتنميتها وإدارتها.

إنه لأمر مدهش أن يختار أي شخص أن يصبح رجل أعمال.

من البحث الذي أجريته لكتابي، "العادات الغنية: عادات النجاح اليومية للأفراد الأثرياء"، حددت أربع عادات يجب على كل رائد أعمال ناجح أن يكتسبها حتى ينجح، هي:

1. يبقون على قيد الحياة حتى يزدهروا.

عندما تسوء الأمور وتضرب الحياة رجل الأعمال ضربة قوية، يقوم رجال الأعمال الناجحون بكل ما يلزم للبقاء على قيد الحياة. سيعملون على مدار الساعة لعدة أيام أو أسابيع أو أشهر لإصلاح الخطأ الذي حدث.

سيجدون بطريقة ما الأموال التي يحتاجونها لشراء الوقت من أجل حل مشكلة تبدو مستعصية. إنهم يضحون بوقتهم مع العائلة والأصدقاء عن طيب خاطر، مع إعطاء الأولوية لإيجاد حل لكل شيء آخر في حياتهم.

2. يتعلمون كيفية التحول.

عندما يكون رواد الأعمال في وضع البقاء، فإن الناجحين منهم يكتشفون، بسرعة كبيرة، ما الذي ينجح وما لا ينجح ثم يتحولون من فعل ما لا ينجح إلى ما ينجح. رواد الأعمال الناجحون هم المحوريون الرئيسيون. يتعلمون كيفية تغيير التروس وتغيير الاتجاه وتغيير مسارهم أو المسار الذي يسلكونه من أجل مواصلة المضي قدمًا نحو تحقيق حلمهم، وقد يكون هذا هو السر الحقيقي لنجاحهم.

رحلة الطائرة النموذجية تنحرف عن مسارها بنسبة 90% من الوقت أثناء رحلتها. يركز الطيارون وأنظمة الكمبيوتر الموجودة على متن الطائرة بشكل مستمر على النهاية والوجهة، ويقومون بإجراء تصحيحات مستمرة للمسار أثناء الرحلة للوصول إلى الوجهة.

رجال الأعمال الناجحين لا يختلفون عن الطيارين. إنهم يقومون بتصحيحات مستمرة للمسار خلال رحلتهم في ريادة الأعمال سعياً لتحقيق أحلامهم وأهدافهم. عندما لا تؤدي أفعالهم إلى النتائج التي يريدونها، فإنهم يتحولون. عندما يكون الأشخاص الذين يعملون معهم غير قادرين على المساعدة في المضي قدمًا، فإنهم يجدون أشخاصًا آخرين.

عندما يفشل منتج أو خدمة في التسليم، يقومون بتعديل هذا المنتج أو الخدمة حتى يتم بيعها. إنهم يغيرون ما يفعلونه باستمرار، ويجدون طريقًا آخر ثم يسلكون هذا الطريق. يفعلون ذلك مرارًا وتكرارًا حتى يحققوا أهدافهم ويحققوا أحلامهم.

3. يتحكمون في عواطفهم

السيطرة على المشاعر هي القوة العظمى لكل رجل أعمال ناجح. أخبرني أحد رواد الأعمال في دراستي لعادات الأغنياء أنهم عندما يواجهون موقفًا عاطفيًا، فإنهم يكررون لأنفسهم مرارًا وتكرارًا: كن مثل سبوك Spock، وسبوك هي شخصية خيالية في السلسلة التلفزيونية "ستار تريك Star Trek"، وقد أتقن عواطفه وبالتالي فهو قادر على اتخاذ القرارات بناءً على المنطق فقط.

يعد التحكم في عواطفك أمرًا مهمًا، لأنه عندما يتولى الجزء العاطفي من دماغك التحكم، فإنه يغلق جزئيًا قشرة الفص الجبهي، وهي المركز المنطقي للدماغ. غالبًا ما تكون القرارات المتخذة في حالة عاطفية قرارات سيئة. من خلال السيطرة على عواطفهم، يتخذ رواد الأعمال الناجحون قرارات منطقية، والتي تكون دائمًا أفضل القرارات.

4. يظلون إيجابيين

يكاد يكون من المستحيل أن تنجح كرجل أعمال ذو عقلية سلبية. السلبية تضع المراكز العاطفية في الدماغ في التحكم، بينما تغلق المراكز المنطقية/التحليلية في الدماغ، وهي المركز المنطقي، كما ذكرنا أعلاه.

عندما تتخذ قرارات باستخدام المراكز العاطفية في الدماغ، فإن هذه القرارات تكون دائمًا قرارات سيئة. والقرارات التي يتم اتخاذها بسبب الخوف هي دائمًا أسوأ القرارات السيئة التي يمكنك اتخاذها.

والأسوأ من ذلك، أن العقلية السلبية تعطل العمليات الطبيعية للجهاز السمبتاوي، وتثبط جهاز المناعة، ويمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب والمرض. لذا، لتحقيق النجاح كرائد أعمال، من الضروري الحفاظ على نظرة إيجابية.

رواد الأعمال الذين يحافظون على نظرة عقلية إيجابية، يكونون أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط اليومية، ويجعلون عقلهم بالكامل يعمل من أجلهم. إنهم أكثر إبداعا والمستفيدون من شيء يسمى البصيرة. البصيرة هي شرارة العبقرية التي تحل المشاكل التي تبدو مستعصية بفكر واحد.

اكتسب رواد الأعمال الأكثر نجاحًا عادة البقاء إيجابيين أثناء المواقف العصيبة. إنهم يفهمون أن الإيجابية هي نقطة انطلاق كل الإبداع والبصيرة. وحلول المشاكل تتطلب الإبداع والبصيرة. تعمل الإيجابية على توسيع تفكيرك، وتنظيم موارد عقلك بالكامل، كما أنها ضرورية لحل المشكلات.