القاهرة: الأمير كمال فرج.

منذ حوالي 140 عامًا، تركت آلات الإسبريسو بصماتها على صناعة القهوة. لقد تطورت تكنولوجيا الماكينات وتصميمها بشكل لا يُقاس - مع تزايد الكفاءة وبيئة العمل في المقدمة.

ذكر تقرير نشره موقع Perfect Daily Grind أن "المصنعون لآلات الإسبريسو يقومون اليوم بدمج بعض الميزات المتطورة والبديهية في أجهزتهم للمساعدة في تحسين عملية الاستخراج، بالإضافة إلى تجارب صانعي القهوة والعملاء".

بالإضافة إلى ذلك، ومع وضع الاستدامة في الاعتبار أكثر من أي وقت مضى، يمكن أن يساعد الاستثمار في الآلات المتقدمة المقاهي على تقليل النفايات واستهلاك الطاقة - وبالتالي خفض التكاليف.

لمعرفة المزيد حول كيفية تطور تكنولوجيا آلات الإسبريسو، وكيف يمكن للمقاهي جني مجموعة كاملة من الفوائد، تحدثت إلى ماوريتسيو تورسيني، الرئيس التنفيذي للتسويق والحلول في مجموعة Cimbali، فكان هذا الحوار:

كيف تغيرت تكنولوجيا ماكينة الإسبريسو على مر السنين؟

من أنظمة الغلايات المبتكرة إلى تكنولوجيا معدل التدفق الحديثة إلى زيادة الأتمتة، تطورت آلات الإسبريسو بعدة طرق، خاصة خلال العقود القليلة الماضية.

الآن أكثر من أي وقت مضى، يقوم المصنعون بدمج ميزات أكثر تقدمًا تؤكد على الدقة والاتساق - حيث يعتبر الكثيرون أن هذا حقبة جديدة من "آلات الإسبريسو الذكية".

تتضمن هذه الآلات عادةً ميزات تلقائية متكاملة تساعد على تحسين عملية الاستخراج "إذابة البن المطحون بالماء الساخن"  وتقليل حاجة صانعي القهوة إلى ضبط متغيرات التخمير المختلفة باستمرار بأنفسهم. وبالمثل، يتوفر للمستخدمين أيضًا خيار تخصيص مجموعة متزايدة من العوامل، بما في ذلك:

ـ الضغط
ـ درجة حرارة
ـ معدل المد و الجزر

في النهاية، هذا يعني أن خبراء صناعة القهوة يمكنهم ضبط إعدادات الاستخلاص للحصول على أفضل النتائج من كل قهوة يستخدمونها - سواء كانت مزيجًا أو أصل واحد.

ولكن إلى جانب تصميم الآلات لمجرد تحسين جودة القهوة، أعطى المصنعون أيضًا الأولوية لبيئة العمل والاستدامة.

تميل الآلات المتقدمة تقنيًا إلى تضمين المزيد من الميزات سهلة الاستخدام التي تساعد على تبسيط سير العمل. وفي المقابل، يستطيع صانعو القهوة إعداد المشروبات بكفاءة أكبر وبمستوى عالٍ باستمرار، مع الاستمرار في تقديم خدمة عملاء ممتازة.

يقول لي ماوريتسيو: "لقد احتلت الاستدامة مركز الصدارة في تصميم آلات الإسبريسو وموادها، بسبب الوعي المتزايد بالقضايا البيئية والحاجة إلى ممارسات صديقة للبيئة". "إن المواد والميزات المستدامة، مثل المكونات الموفرة للطاقة، تعني غالبًا أن شركات القهوة يمكنها تقليل التكاليف على المدى الطويل.

ويضيف: "في مجموعة Cimbali، نؤكد أيضًا على الاستدامة من خلال دمج المواد المعاد تدويرها في أجهزتنا، والتأكد من أن معظم أجزائها قابلة لإعادة التدوير". "نحن نسعى جاهدين لمواءمة تصميمات أجهزتنا مع التزاماتنا البيئية."

استكشاف التكنولوجيا المتطورة

واليوم، تفتخر العديد من الآلات بعدد من الابتكارات الجديدة والمثيرة. ومن أبرزها تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) المتكاملة، والتي يمكنها تسجيل وتحليل بيانات استخراج القهوة. وبالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة متزايدة من الميزات التي يمكنها التحكم بدقة في متغيرات التخمير المختلفة.

على سبيل المثال، تتضمن آلة الإسبريسو M40 الجديدة من LaCimbali – والتي تم إطلاقها مؤخرًا في HostMilano 2023 – نظامًا حراريًا لتنظيم درجة الحرارة بشكل أكثر دقة واتساقًا. يتيح ذلك لصانعي القهوة إبراز الخصائص الفريدة لمختلف أنواع القهوة، والتأكد من حصولهم على لقطات عالية الجودة.

يشرح ماوريتسيو كيفية عمل ذلك: "يتم تخزين المياه في غلاية التسخين المسبق، حيث يتم التحكم في درجة حرارتها باستمرار قبل توزيعها على رؤوس المجموعات، ورئيس المجموعة groupheads هو جزء من أي ماكينة إسبرسو. إنه قلب الآلة والمسؤول عن صنع كوب رائع من الإسبريسو.

ويعمل النظام أيضًا عن طريق تسخين رؤوس المجموعة المستخدمة فقط، مما يساعد على تقليل هدر المياه والحفاظ على استهلاك الطاقة.

جانب آخر مهم هو تحضير الحليب. مع ابتعاد المزيد من الشركات المصنعة عن عصي البخار التقليدية، أصبحت حلول رغوة الحليب الأكثر تطورًا والآلية مركز الاهتمام. توفر ميزة Turbosteam Milk 4 Cold Touch في M40، على سبيل المثال، تحكمًا دقيقًا في درجة الحرارة والرغوة - بالإضافة إلى ما يصل إلى أربع وصفات مختلفة محددة مسبقًا ومستويات الرغوة لكل من الحليب البقري والنباتي.

التطبيقات والاتصال

أصبحت ميزات مثل شاشات اللمس هي القاعدة لأي ماكينة إسبرسو تقريبًا - بالإضافة إلى التطبيقات المخصصة التي يمكن لصانعي القهوة استخدامها للتواصل مع أجهزتهم بشكل أكثر فعالية.

علاوة على ذلك، تتيح هذه التقنيات الجديدة للمستخدمين توصيل الآلات بقطع أخرى من المعدات للحصول على وظيفة أكثر سهولة. على سبيل المثال، يقوم نظام التحميص المثالي الخاص بـ M40، والذي يربط الآلة بمحمصة عبر البلوتوث، بمراقبة إعدادات المطحنة والجرعات باستمرار. وفي المقابل، لا يتعين على صانعي القهوة إجراء العديد من التعديلات اليدوية.

يقول ماوريتسيو: "يضمن نظام Barista Drive الخاص بـ M40 أن المطحنة التي تستخدمها، مثل LaCimbali G50، تحدد بدقة الجرعة المطلوبة لكل من الجرعات الفردية والمزدوجة". "يتم بعد ذلك توزيع الجرعة، ويقوم النظام بتوصيل هذه المعلومات إلى الجهاز".

ومن خلال أنظمة القياس عن بعد المدمجة المتصلة بشبكة wifi، يتمتع المستخدمون أيضًا بإمكانية الوصول إلى البيانات في الوقت الفعلي التي يمكنهم تتبعها وتحليلها لمراقبة وظيفة الماكينة وأدائها - أو حتى إبلاغ الفنيين بأي مشكلات أو أخطاء.

أخبرني ماوريتسيو أن برنامج LaCimbali Global Remote Service يسمح لفنيي الآلات بمعالجة المشكلات عن بُعد لتقليل أي اضطرابات في سير العمل والخدمة. ويضيف أنه يمكن أيضًا توصيل M40 بشكل مستمر بتطبيق LaCimbali Project، مما يعني أن صانعي القهوة يمكنهم تغيير الإعدادات أثناء تواجدهم بعيدًا عن الماكينة.

الحصول على أقصى استفادة من هذه التقنيات الجديدة

نظرًا للتطور الكبير الذي حققته تكنولوجيا آلات الإسبريسو، يحتاج أصحاب المقاهي وخبراء صناعة القهوة إلى معرفة كيفية تسخير الإمكانات الكاملة لمعداتهم. في نهاية المطاف، يمكن أن تساعد تكنولوجيا وتصميم الماكينة الأكثر سهولة في تحسين عملية الاستخراج وتجربة العملاء.

ومع ذلك، تقع على عاتق الشركة المصنعة في نهاية المطاف مسؤولية التأكد من أن خبراء صناعة القهوة من مختلف مستويات المهارة يمكنهم استخدام آلات الإسبريسو الخاصة بهم. يوضح ماوريتسيو أن نظام التحميص المثالي M40 من LaCimbali يسمح لمحترفي القهوة بتحسين عملية الاستخلاص من خلال ضبط إعدادات الطحن والجرعة بناءً على ملف النكهة المستهدف.

علاوة على ذلك، يوفر نظام Barista Drive للمستخدمين خيار ضبط معلومات التخمير مسبقًا مثل الإنتاج ودرجة الحرارة ووقت الاستخراج. ويقول ماوريتسيو : "يقلل هذا من الحاجة إلى التعديلات اليدوية ويقلل من مخاطر الأخطاء البشرية، مما يضمن الحصول على جرعة إسبريسو متسقة وعالية الجودة مع كل استخدام".

تلعب الأتمتة دورًا رئيسيًا متزايدًا في تكنولوجيا آلات الإسبريسو. وبينما يمكننا أحيانًا التحدث عن الأتمتة بمستوى معين من الشك في القهوة المتخصصة، فمن الضروري أن يستخدمها أصحاب المقاهي وخبراء صناعة القهوة لصالحهم.

باختصار، تعمل تقنية ماكينة الإسبريسو الآلية على تسهيل القيام بمهام متعددة، ويمكنها أيضًا تبسيط تدريب خبراء صناعة القهوة الأقل خبرة.

يقول ماوريتسيو: "تعمل الميزات التلقائية على تحسين الاتساق والجودة، مما يضمن رضا العملاء دون المساس بالكفاءة".

علاوة على ذلك، فإن التصميم الحديث لآلة الإسبريسو يعطي الأولوية للتفاصيل الوظيفية لتحسين سير العمل وبيئة العمل والأداء العام لكل من محترفي القهوة والعملاء. على سبيل المثال، توجد رؤوس مجموعة M40 بعيدًا عن أنظمة رغوة الحليب لمزيد من التفاعل المبسط.

إعطاء الأولوية للاستدامة

تمتد فوائد تقنية ماكينة الإسبريسو المتقدمة أيضًا إلى ما هو أبعد من عملية الاستخراج. الاستفادة من ميزات الماكينة الجديدة والمحسنة تعني أن المقاهي يمكنها تقليل النفايات، وخفض تكاليف التشغيل، وتقليل استهلاك الطاقة.

لا مفر من أن تنتج المقاهي والمحامص بعض النفايات، ولكن تقليل هذه المستويات هو المفتاح. أحد المصادر العديدة عندما يتعلق الأمر بإعداد المشروبات هو نفايات القهوة والحليب.

تعني الجرعات وإعدادات الطحن غير الدقيقة أثناء الاتصال أن صانعي القهوة يضطرون إلى التخلص من المزيد من القهوة المطحونة - الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تآكل التكاليف بسرعة.

يقول ماوريتسيو: "إن تقليل الاحتفاظ بالطحن يعني تقليل النفايات وتقليل التلوث المتبادل للقهوة المطحونة القديمة التي لا معنى لها أيضًا". "هذا ليس فقط أكثر استدامة، ولكنه أيضًا أكثر فعالية من حيث التكلفة."

يعد تبخير الحليب أو رغوته أكثر من اللازم مشكلة أخرى أيضًا، ولهذا السبب أصبحت المقاهي تعتمد بشكل متزايد على الحلول الآلية. على سبيل المثال، يقوم نظام جرعة الحليب الأوتوماتيكي LaCimbali M40 بتوزيع كمية محددة مسبقًا من الحليب من ثلاجة خارجية أو توضع تحت المنضدة في إبريق، بينما يمكن لنظام Turbosteam بعد ذلك رغوة الحليب وفقًا لوصفة محددة مسبقًا.

أهمية كفاءة الطاقة

مع ارتفاع تكاليف الطاقة في جميع أنحاء العالم، إلى جانب القلق المتزايد بشأن انبعاثات الكربون، يمكن لتكنولوجيا آلات الإسبريسو الأكثر كفاءة أن تساعد المتاجر على تقليل كليهما.

يوضح ماوريتسيو قائلاً: "نحن نهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على آلات الإسبريسو المستدامة والموفرة للطاقة". "وهذا لا يفيد المقاهي والمحامص فقط من خلال تقليل التكاليف التشغيلية، ولكنه يتماشى أيضًا مع التزامنا بتنفيذ المزيد من الممارسات المسؤولة بيئيًا".

ويضيف، كجزء من هذا، أن النظام الحراري البيئي في M40 يمكن أن يقلل من استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 66%، وهو مصنوع أيضًا من مواد معاد تدويرها بنسبة 44% وأكثر من 94% قابلة لإعادة التدوير.

مع استمرار تطور تكنولوجيا آلات الإسبريسو، يجب أن نتوقع الاستمرار في رؤية حلول جديدة تعطي الأولوية للاتساق والجودة، مع مراعاة الاستدامة.

على الرغم من أن التقنيات قد تبدأ في الظهور بشكل مختلف على مدار العقود التالية، إلا أن هذا التطور المستمر سيظل بلا شك مدفوعًا بهدف تقديم أفضل تجربة قهوة ممكنة في كل مرة.