القاهرة: الأمير كمال فرج.
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة المغذيات، عن آثار القهوة والكافيين على عملية التمثيل الغذائي وممارسة الرياضة، مشيرة إلى أن الكافيين يعمل كمنشط عصبي، مما يعزز مستويات الطاقة وأداء التمارين الرياضية، ويزيد من القدرة على التحمل.
ذكر تارون ساي لومتي في تقرير نشره موقع Medical News أن "تركيبة القهوة معقدة للغاية، حيث تحتوي على مئات المكونات الكيميائية، وأهمها الكافيين، الموجود بشكل أساسي في مشروبات القهوة، ويوجد أيضًا في الشاي والمشروبات الغازية وجوز الكولا والكاكاو والمستحضرات الصيدلانية".
آليات عمل الكافيين
يعمل الكافيين بشكل رئيسي عن طريق رفع مستويات الكاتيكولامين وتثبيط مستقبلات الأدينوزين. تساهم هذه الإجراءات في تأثيرات حادة مثل زيادة معدل ضربات القلب، واستهلاك الطاقة، وتحلل الدهون، وفرط أنسولين الدم، وارتفاع السكر في الدم. تشمل التأثيرات المزمنة للكافيين/القهوة فقدان الوزن، وفقدان الدهون، وتحسين حساسية الأنسولين، وتضخم العضلات.
علاوة على ذلك، فإن الآليات المقترحة للكافيين كمحفز لقنوات إطلاق الكالسيوم أو مثبط للفوسفوديستراز تعتبر أقل أهمية، حيث أنها تتطلب مستويات أعلى بكثير من الكافيين مما يمكن تحقيقه من تناول القهوة العادية.
استقلاب الكافيين والحركية الدوائية
لاحظت إحدى الدراسات استجابة متأخرة للأحماض الدهنية الحرة عند إعطاء الكافيين للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية. يشير هذا إلى التأثيرات الأيضية المميزة للكافيين لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة وغير المصابين بالسمنة. في هذه الدراسة، تلقى الأفراد الذين لا يتناولون الكافيين أو الدواء الوهمي قبل الراحة لمدة ثلاث ساعات أو نشاط المشي لمدة 90 دقيقة.
كان لدى المشاركين الذين يعانون من السمنة المفرطة معدل امتصاص ثابت أعلى، ونصف عمر أطول، وثبات معدل التخلص من الكافيين أقل من نظرائهم النحيفين. وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن التمارين الرياضية تخفض باستمرار الحد الأقصى لتركيز الكافيين في مصل الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. تشير هذه النتائج إلى أن السمنة وممارسة الرياضة يمكن أن تغير الحرائك الدوائية للكافيين.
آثار القهوة والكافيين على الأداء البدني
أدرك الرياضيون منذ فترة طويلة فوائد الكافيين ويستهلكونه بالقرب من الأحداث التنافسية. لاحظت إحدى الدراسات أن تناول الكافيين يزيد من القدرة على التحمل ويرفع بلازما الإبينفرين.
وأفادت دراسة تقيم آثار القهوة العادية وكبسولات الكافيين والقهوة منزوعة الكافيين أن كبسولات الكافيين تزيد من وقت التحمل بنسبة 31% و22.8%، مقارنة بالعلاج الوهمي والقهوة منزوعة الكافيين، على التوالي.
في حين أن تركيزات الكافيين في البلازما كانت مماثلة لتلك الموجودة في القهوة وكبسولات الكافيين، فإن استجابة الأدرينالين / الإيبينفرين مع القهوة كانت ما يقرب من نصف استجابة كبسولات الكافيين.
على هذا النحو، اقترح الباحثون أن العوامل المحاكية للكولين في القهوة قد تثبط الاستجابات الودية. وفي دراسة مختلفة، أدى إعطاء الفئران لمركب مشتق من القهوة إلى خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
قامت دراسة أخرى بتقييم تركيز الذروة ووقت الوصول إلى الذروة بين كبسولات الكافيين والكولا والقهوة. وأظهر هذا أن متوسط تركيزات الكافيين القصوى في اللعاب لم تكن مختلفة بين مجموعتي الكولا والقهوة.
ومع ذلك، كانت مستويات الكافيين في اللعاب أعلى، وكان وقت الوصول إلى الذروة أقصر بعد تناول القهوة مقارنةً بكبسولات نفس الجرعة.
علاوة على ذلك، قامت مجموعة من الباحثين بفحص التأثيرات المسببة للطاقة للكافيين اللامائي والأدوية الوهمية (الماء مع الكينين والقهوة منزوعة الكافيين) أثناء اختبار ركوب الدراجات. ولاحظوا أن الكافيين والقهوة يحسنان أداء راكبي الدراجات بمقادير مماثلة. وأظهرت دراسة أخرى أن تناول القهوة يعزز أداء العدو المتكرر، ولكنه لم يؤثر على تمارين القوة للذكور المدربين على المقاومة.
حساسية الأنسولين والتأثيرات الحرارية للكافيين
يمكن لجرعات الكافيين الحادة أن تضعف تحمل الجلوكوز وحساسية الأنسولين عن طريق تثبيط مستقبلات الأدينوزين أو تحفيز إطلاق الإبينفرين في الدماغ. تبين أن تناول الكافيين بجرعة 5 ملغم/كغم من وزن الجسم يضعف حساسية الأنسولين إلى حد مماثل لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو مرض السكري أو الأشخاص النحيفين.
علاوة على ذلك، فإن تناول الكافيين يقلل بشكل كبير من حساسية الأنسولين حتى بعد التمرين. يشير هذا إلى غلبة تأثيرات الكافيين في ارتفاع السكر في الدم على التأثيرات المفيدة لمكونات القهوة الأخرى في التجارب الحادة قصيرة المدى. يزيد استهلاك القهوة المزمن من استهلاك الطاقة بحوالي 100 سعرة حرارية في اليوم.
وأفادت العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر عن الخصائص المضادة للالتهابات لمكونات القهوة مثل حمض الكافيين، وحمض الفيروليك، والكافيين، وحمض الكلوروجينيك، والتريجونيلين. في الدراسات السريرية، تبين أن تناول القهوة يقلل من علامات الالتهابات، بما في ذلك بروتين سي التفاعلي (CRP)، والببتيدات (C)، والإنترلوكين (IL).
يعتبر الكافيين، كمكمل غذائي أو في القهوة، مفيدًا لعملية التمثيل الغذائي ويحسن الإدراك والأداء البدني وحساسية الأنسولين وتوليد الحرارة وزيادة القدرة على التحمل. في حين أن الاستخدام الآمن بشكل عام بجرعات منخفضة ومعتدلة، فإن التباين الوراثي وعدم وجود جرعات موحدة قد يؤدي إلى نتائج متباينة. على هذا النحو، من الضروري تحديد بروتوكولات وجرعات مكملات الكافيين للتحقق من آثاره على الأمراض الأيضية.