القاهرة: الأمير كمال فرج.

وجد تحليل جديد أجراه مركز بيو للأبحاث أن نسبة الأمريكيين الأكبر سنا الذين يعملون تضاعفت تقريبا منذ عام 1987، وأن الأشخاص فوق 75 عامًا أسرع الديموغرافية نموا في القوى العاملة.

ذكرت إيمي لوكاس في تقرير نشرته مجلة Forbes "مع اقترابها من سن التقاعد، لا تفكر ميشيل ويفين البالغة من العمر 58 عامًا في التوقف عن العمل. تقول مديرة خدمات العملاء في شركة تسويق التوظيف HireClix إنها وصلت إلى الجزء الممتع من حياتها المهنية - وهو الوقت الذي تشعر فيه بمزيد من الاستقلالية والتقدير".

وتقدر ميشيل  برنامجًا جديدًا يسمى "flextirement" الذي سيسمح لها بالعمل لساعات أقل مع الحفاظ على فوائدها الصحية . وتقول: "عمري مجرد رقم". "لا أستطيع أن أتخيل الخروج من الباب غدا".

على الرغم من أن بعض الجيل X يقتربون من سن التقاعد وجميع جيل طفرة المواليد سيفعلون ذلك قبل عام 2030، إلا أن المزيد منهم يواصلون العمل بشكل جيد في سنواتهم الذهبية. هذه هي النتيجة التي توصل إليها تقرير جديد صدر يوم الخميس عن مركز بيو للأبحاث، والذي يوضح أن واحدًا من كل خمسة أمريكيين (19٪) يبلغون من العمر 65 عامًا فما فوق كانوا موظفين هذا العام، أي ما يقرب من ضعف النسبة المئوية الذين كانوا يعملون في عام 1987.

ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن العمال الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا فما فوق هم المجموعة الأسرع نموًا في القوى العاملة، وفقًا لتحليل مركز بيو.

يقول ريتشارد فراي، أحد كبار الباحثين في مركز بيو للأبحاث والمؤلف المشارك لتقرير يوم الخميس: "لا يقتصر الأمر على أن لدينا المزيد من كبار السن اليوم؛ إن المشكلة هي أن عددًا أكبر منهم يعملون أكثر مما اعتادوا عليه".

يقول الخبراء إن فوائد أصحاب العمل الموسعة، مثل الامتيازات التي تستهدف العمال الأكبر سنا أو برامج التقاعد المرحلية مثل تلك الموجودة في شركة HireClix، هي أحد الأسباب التي تجعل المزيد من الموظفين يعملون لفترة أطول.

وتسمح برامج التقاعد المرحلية للعمال الأكبر سنا بتقليص ساعات عملهم، مع الاستمرار في تلقي بعض الأجور والمزايا؛ قالت حوالي 36٪ من الشركات التي شملها الاستطلاع الذي أجرته شركة استشارات الموارد البشرية ميرسر في عام 2022 إنها تقدم هذه الخدمات الآن.

ويقدم آخرون امتيازات مثل إجازة الأجداد مدفوعة الأجر، والتي تقدمها شركة سيسكو العملاقة للتكنولوجيا، أو امتيازات انقطاع الطمث مثل الوصول إلى المتخصصين في صحة المرأة في شركات مثل مايكروسوفت.

وتشمل الدوافع الرئيسية الأخرى وراء الطفرة في عدد الموظفين الأكبر سنا أن العمال يتمتعون بصحة أفضل وأقل عرضة للإصابة بالإعاقة، ويواجهون تحديات مالية أكثر حدة بشكل متزايد. يقول فراي إن "التضخم والتغيرات في أنظمة التقاعد ومزايا الضمان الاجتماعي "الأقل سخاءً" تجعل العمال يشعرون بأنهم ملزمون بالعمل لفترة أطول".

يقول ستيفن ميجل، البالغ من العمر 72 عامًا، والذي لا يزال يعمل من 10 إلى 20 ساعة أسبوعيًا كمطور للمنتجات الطبية: "هناك خوف واسع النطاق من نفاد المال في سنواتنا الأخيرة لأننا جميعًا نتقدم في السن ونعيش لفترة أطول. إلى متى يمكن سحب أموال التقاعد الخاصة بك؟، وهذا أحد الدوافع الرئيسية بالنسبة لي لمواصلة العمل".

تقول لوريتا بار، المديرة المساعدة والمدربة المهنية في شركة Korn Ferry، إن البعض لا يزالون يعملون على سداد قروض الطلاب بعد عقود أو يضطرون إلى إعالة أحفادهم. أو أنهم يعوضون عن الظروف غير المتوقعة. وتقول: "عندما ضرب الوباء، فقد الكثير من الناس وظائفهم فجأة، واضطروا إلى استخدام مدخراتهم التقاعدية لمجرد البقاء على قيد الحياة".

بالنسبة لبار، وهي أيضًا في الستينيات من عمرها، يعد العمل وسيلة للبقاء منخرطة. "أحب أن أظل مشغولة، خاصة بالدور الذي أستمتع به حقًا. أنا أعمل عن بعد، وأشعر وكأنني أملك أفضل ما في العالم".

ووجد تحليل مركز بيو أن حصة مساهمة العمال الأكبر سنا في القوى العاملة زادت بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 1987، وهو ما يمثل 7% من جميع الأجور والرواتب التي يدفعها أصحاب العمل في الولايات المتحدة هذا العام.

كما أصبح العمال الأكبر سنا يكسبون المزيد اليوم، وانخفضت الفجوة في الأجور بين العمال الأكبر سنا والأصغر سنا. في عام 1964، كان العمال الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر يكسبون 19% فقط من متوسط رواتب العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 64 عامًا، كما يقول مركز بيو، لأنهم كانوا يعملون لساعات أقل أو كانوا أقل تعليمًا.

واليوم، يحصل العامل الأكبر سناً في المتوسط على 80% من أجر العمال الأصغر سناً. حوالي 44% من العمال الأكبر سناً يحملون على الأقل درجة البكالوريوس اليوم، على غرار العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاماً، وارتفعت النسبة من 18% في عام 1987، وفقاً لبحث مركز بيو.

يقول فراي: "لقد اختفى هذا العيب في التعليم، وهذا يساهم جزئيا في زيادة أجور الساعة للعمال الأكبر سنا بشكل أسرع من العمال الأصغر سنا أيضا".

وفي استطلاع منفصل أجراه مركز بيو للأبحاث في شهر مارس، أفاد العمال الأكبر سنا بأعلى قدر من الرضا الوظيفي مقارنة بالعمال الأصغر سنا. أفاد ثلثا العمال الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق أنهم راضون للغاية أو جدًا عن وظائفهم بشكل عام، وهي نسبة أعلى من 55% بين سن 50 و64 عامًا، و51% بين 30 و49 عامًا، و44% بين 18 و29 عامًا.

تقول  بار من شركة Korn Ferry "إذا فكر أصحاب العمل في من سيكون الأفضل للوظيفة ولم ينظروا إلى ما إذا كان عمر الشخص سيشكل عائقًا أم لا؟، فسيجدون أن هناك قوة عاملة كاملة ترغب في القيام بهذا العمل".