القاهرة: الأمير كمال فرج.

هل شربت عدة فناجين من القهوة، ولكن لازلت تشعر بنفس الشعور وهو الرغبة في النعاس؟، إذا كنت تتساءل: لماذا لا يؤثر الكافيين عليّ؟، فقد وصلت إلى المكان الصحيح.

ذكرت آيسلينج أوكونور في تقرير نشره موقع Full Coffee Roast  أن "القهوة هي المنقذ عندما تكافح من أجل الاستيقاظ في الصباح، لذلك إذا كنت قد انتهيت من تناول فنجان القهوة الرابع وما زلت تتثاءب، فمن المحتمل أنك تسأل نفسك، لماذا لا يؤثر الكافيين علي؟".

قد يكون هناك عدة أسباب تجعل الكافيين لا يعمل كمنشط. إذا كنت تشرب القهوة بكثرة، فإن السبب المحتمل هو زيادة تحمل الكافيين أو الحرمان من النوم، ولكن قد تكون هناك أيضًا عوامل وراثية تلعب دورًا. ربما تتساءل أيضًا، هل تفقد القهوة الكافيين مع مرور الوقت؟

كيف يعمل الكافيين؟

قبل الخوض في سبب تأثير الكافيين على الأشخاص بشكل مختلف، من المهم أن نفهم كيف يعمل الكافيين في المقام الأول. الكافيين لا يزودنا بالطاقة، على الأقل ليس بنفس الطريقة التي يمنحنا بها الطعام والراحة.

وبدلًا من ذلك، يحفز الكافيين الجهاز العصبي المركزي، مما يمنع مستقبلات الأدينوزين في الدماغ. هذه المستقبلات هي المسؤولة عن الشعور بالتعب الذي نشعر به في نهاية اليوم أو بعد قضاء ليلة سيئة. وبدلاً من ذلك نشعر بمزيد من التركيز والانتعاش.

إحدى الطرق الأخرى التي يجعلنا بها الكافيين نشعر بالتحسن هي تحفيز إطلاق الناقلات العصبية مثل الدوبامين. وهذا يجعلنا في مزاج جيد ويزيد التركيز.

كما يقلل الكافيين من إفراز الميلاتونين، وهو هرمون النوم. ولهذا السبب فإن الأشخاص الذين يشربون الكثير من القهوة أو يشربون القهوة في وقت لاحق من اليوم قد يجدون صعوبة في النوم ليلاً.

عندما نشرب القهوة، يتم امتصاص الكافيين في الأمعاء الدقيقة، حيث يمكن أن ينتقل إلى الدماغ. قد يشعر بعض الأشخاص بالتأثيرات خلال 10 دقائق، لكن قد يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى يتم امتصاص الكافيين بالكامل.

يختلف عمر نصف الكافيين من شخص لآخر، ولكنه يتراوح بين خمس إلى ست ساعات في المتوسط. بمعنى آخر، إذا شربت فنجانًا من القهوة في الساعة 5 مساءً وذهبت إلى السرير في الساعة 11 مساءً، فمن الممكن أن نصف الكافيين لا يزال موجودًا في نظامك.

لماذا يؤثر الكافيين على الناس بشكل مختلف؟

تلعب الوراثة دورًا مهمًا في كيفية تفاعلك مع الكافيين. يشعر بعض الأشخاص بالتوتر بعد تناول كوب واحد، وقد يشرب البعض الآخر مشروبات متعددة تحتوي على الكافيين ولا يشعرون بأي فرق.

وجدت إحدى الدراسات أن حوالي 10٪ من الأشخاص لديهم بطبيعة الحال قدرة عالية على تحمل الكافيين بسبب الوراثة. ووجدت الأبحاث أيضًا أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية الكافيين يعانون من تأثيرات تضخيم بسبب التباين في جين ADORA2A.

تلعب الوراثة دورًا في مدى سرعة استقلاب الجسم للكافيين أيضًا. إن إنزيم CYP1A2 الموجود في الكبد مسؤول عن 95% من استقلاب الكافيين، ولكن هناك شكلين منه. أحد الأشكال هو أسرع في معالجة الكافيين، مما يعني أنه سوف يمر عبر نظامك بشكل أسرع.

كلما تم استقلابه بشكل أسرع، كلما شعرت بالنعاس مرة أخرى. تعتمد كيفية تفاعلك مع الكافيين أيضًا على مدى قدرة مستقبلات الأدينوزين على ربط جزيئات الكافيين. إذا ورثت وراثيًا قدرة عالية على تحمل الكافيين، فلا يوجد شيء يمكنك فعله لخفضه.

1ـ لقد بنيت قدرتك على التحمل

التعرض المستمر للكافيين يمكن أن يساعدك على بناء قدرتك على التحمل. إذا كنت تشرب القهوة بكثرة، فربما شعرت في البداية بالتأثر من فنجان واحد، ولكن الآن، أنت بحاجة إلى المزيد والمزيد لإيقاظ نفسك.

على الرغم من أن هذا قد يكون محبطًا، إلا أنه لا يوصى بتناول أكثر من 400 ملغ من الكافيين خلال فترة 24 ساعة. حتى لو كنت تستهلك الكثير من الكافيين ولا تشعر بالتوتر، فلا يجب عليك تجاوز هذا الحد، لأنه من الممكن تناول جرعة زائدة من الكافيين.

يمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:

ـ الصداع
ـ عدم انتظام ضربات القلب أو سرعتها
ـ غثيان
ـ ألم صدر
ـ إسهال

إذا كنت تعتقد أنك استهلكت الكثير من الكافيين، استشر طبيبًا متخصصًا. قد تكون مهتمًا أيضًا بشرحنا حول الجرعات الدقيقة من الكافيين.

2ـ لا تحصل على ما يكفي من النوم

شرب القهوة يمكن أن يبقيك مستيقظا في الليل إذا كنت تشربها قريبا جدا من وقت النوم. كما ذكرنا سابقًا، لا يمنحنا الكافيين الطاقة فعليًا؛ إنه يخفي النعاس فقط.

إذا واصلت شرب القهوة بسبب قلة النوم، فستجد نفسك قريبًا في حلقة مفرغة. تنص الأكاديمية الأمريكية لطب النوم على أنه إذا حصلت على حوالي خمس ساعات من النوم كل ليلة، فلن يجعلك الكافيين تشعر بمزيد من التركيز بعد ثلاثة أيام. الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي التخلص من الكافيين ومحاولة تعويض ديون نومك.

إذا كنت تتمتع بصحة جيدة بشكل عام وتشرب القهوة غالبًا في الصباح الباكر أو بعد الظهر، فقد لا يؤثر ذلك على جودة نومك. ومع ذلك، إذا كنت تشرب القهوة بكثرة، فإن أحد الأسباب التي قد تجعلك تعاني من الحرمان من النوم هو في الواقع أعراض الانسحاب الناتجة عن إيقاف استهلاك القهوة مؤقتًا في الليل.

تشمل أعراض انسحاب الكافيين ما يلي:

ـ صداع
ـ الارتعاش
ـ قلق
ـ التهيج
ـ تعب
ـ مزاج سيء

3ـ لديك اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

يجد العديد من الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن الكافيين لا يؤثر عليهم بنفس الطريقة التي يؤثر بها الآخرون. يشعر بعض الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن لديهم قدرة متزايدة على تحمل الكافيين، بل ويشعرون بالهدوء بعد تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.

ومع ذلك، كل هذا غير مؤكد لأن البحث غير حاسم. يشير تقرير صدر عام 2022 إلى عدم وجود علاقة بين تناول الكافيين وشدة أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ومع ذلك، ذكرت دراسات أخرى بشكل مختلف، حيث وجدت أن الكافيين يساعد على زيادة التركيز. ويُعتقد أن السبب في ذلك هو أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يُعالج غالبًا بالمنشطات، لذا يمكن للقهوة أن تكرر التأثيرات إلى حد ما.

إن الشعور بأن الكافيين لا يؤثر عليك أو أنه يجعلك أكثر هدوءًا لا يعني بالضرورة أنك مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. إذا كنت تشعر بالقلق، تحدث إلى أخصائي الرعاية الصحية.

فوائد الكافيين والقهوة

حتى لو لم يجعلك الكافيين تشعر باليقظة كما تريد، فلا تزال هناك بعض الفوائد. إن شرب من 2 إلى 5 فناجين من القهوة يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك سرطان بطانة الرحم وسرطان الكبد. قد لا يكون هذا بالضرورة بسبب الكافيين، ولكن المركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة الموجودة في القهوة.

قد تكون مادة البوليفينول الموجودة في القهوة سببًا في تقليل احتمالية إصابة شاربي القهوة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ترتبط القهوة بانخفاض خطر الإصابة بقصور القلب أيضًا.

الكافيين نفسه له أيضًا بعض المزايا. قد يقلل استهلاك الكافيين من خطر الإصابة بمرض باركنسون في وقت لاحق من الحياة.

كما ذكرنا سابقًا، قد يكون هذا المنشط مفيدًا أيضًا لصحتك النفسية، حيث وجدت دراسة أن تناول كمية معتدلة من الكافيين يمكن أن يعزز مزاجك. حتى أنه تم ربطه بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب.

الآثار الجانبية للكافيين والقهوة

على الرغم من أن القهوة لها فوائد كثيرة، إلا أن هناك آثارًا سلبية محتملة يجب وضعها في الاعتبار. غالبًا ما يستمتع الناس بالقهوة مع الكريمة والسكر. يعد هذا جيدًا كعلاج عرضي، لكن جمعية القلب الأمريكية تنصح بعدم تناول أكثر من تسع ملاعق كبيرة من السكر يوميًا للرجال وستة ملاعق كبيرة للنساء.

كما ذكرنا سابقًا، يمكن أن تكون القهوة مفيدة لصحة القلب، ولكن لا يزال يتعين عليك شربها باعتدال، خاصة إذا كنت تعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم. وجدت إحدى الدراسات أن شاربي القهوة الجدد شهدوا زيادة طفيفة في ضغط الدم، ولكن هذا يتضاءل مع الاستهلاك المنتظم. ومع ذلك، أشارت دراسة أخرى إلى أن أولئك الذين شربوا ما لا يقل عن خمسة فناجين من القهوة التي تحتوي على الكافيين يوميا شهدوا ارتفاعا في ضغط الدم.

أولئك الذين لديهم قدرة أقل على تحمل الكافيين سوف يلاحظون زيادة في معدل ضربات القلب بعد شرب القهوة. على الرغم من أن الأبحاث وجدت أن استهلاك الكافيين المعتدل لا يزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب، إلا أن بعض الأشخاص الذين لديهم حساسية للتأثيرات المحفزة للكافيين قد يشعرون برفرفة قلوبهم.

يعتقد الكثير من الناس أن القهوة تسبب الجفاف. تشير الأبحاث إلى أن الاستهلاك المعتدل للقهوة لا يضر بالترطيب، ولكن شرب الكثير من القهوة يمكن أن يكون له تأثير مدر للبول. القهوة العادية والقهوة منزوعة الكافيين يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير ملين.

وأخيرا، فإن شرب القهوة والشاي الأسود يمكن أن يقلل من كمية الحديد التي تمتصها من وجبات الطعام. وهذا لا يرجع إلى الكافيين بل إلى مادة البوليفينول الموجودة في هذه المشروبات. إذا كان لديك مستويات منخفضة من الحديد، فمن الأفضل تجنب هذه المشروبات في أوقات الوجبات.

مصادر بديلة للكافيين

إذا كنت لا تحب القهوة ولكنك لا تزال ترغب في زيادة الطاقة، فإن ما يلي يحتوي أيضًا على الكافيين:

ـ مشروبات الطاقة
ـ شاي أسود
ـ شاي أخضر
ـ شوكولاتة

التوتر ليس شيئًا متأصلًا في القهوة. إذا كان لديك قدر أقل من تحمل الكافيين، فقد لا تزال تشعر بعدم الارتياح بعد تناول الكثير من الكافيين من مصادر أخرى.

مع ذلك، يحتوي شاي الماتشا على الكثير من الكافيين لأنه الشاي الأخضر في أقوى صوره. يحتوي الشاي الأخضر العادي على 30 إلى 50 ملغ من الكافيين، ولكن بما أن شاي الماتشا يستلزم شرب أوراق الشاي المطحونة، فإن محتوى الكافيين يقفز إلى حوالي 70 ملغ.

على الرغم من ذلك، يجد العديد من الأشخاص الذين يشربون القهوة أنه يساعدهم دون أن يتركهم يشعرون بالتوتر، وقد يكون ذلك بسبب احتوائه على إل-ثيانين، وهو حمض أميني يعزز مشاعر الهدوء. ويعتقد أن هذا التأثير يرجع إلى احتواء الماتشا على كمية أكبر من مادة L-theanine مقارنة بالشاي الأخضر والقهوة العاديين.

يجد بعض محبي القهوة أيضًا أن إضافة خلطات الفطر إلى القهوة يساعدهم على جني تأثيرات الكافيين المعززة للطاقة دون الشعور بالتوتر.

هل إضافة الحليب يقلل من محتوى الكافيين؟

إن تناول قهوة لاتيه في ستاربكس بدلاً من أمريكانو أو إضافة الحليب إلى القهوة المخمرة لن يغير محتوى الكافيين إلا إذا قمت برمي بعض القهوة. الحليب أو الكريمة يغيران الطعم ببساطة.

هل يجب أن أتوقف عن تناول الكافيين مرة واحدة؟

لا يُنصح بالإقلاع عن الكافيين تمامًا لأنك قد تعتمد عليه وتعاني من أعراض انسحاب غير سارة. بدلًا من ذلك، قلل ببطء من المشروبات التي تحتوي على الكافيين في نظامك الغذائي، بما في ذلك الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة.

هل تحتوي قهوة الإسبريسو على أكبر نسبة من الكافيين؟

الإسبريسو عبارة عن جرعة مركزة من القهوة، ولكنها ليست دائمًا المشروب الأقوى. يوجد عادةً 63 ملجم من الكافيين في كل جرعة، لكن هذا يمكن أن يختلف بناءً على حبوب القهوة المستخدمة. للمقارنة، يوجد حوالي 93 ملغ من الكافيين في حصة 8 أونصات من القهوة المخمرة.