القاهرة: الأمير كمال فرج.

يستخدم عدد لا يحصى من الأشخاص دفعة من الكافيين في الصباح لبدء أيامهم، لكن الأبحاث الجديدة الجديرة بالملاحظة تشير إلى أن تناول الكثير من الكافيين قد يؤدي في الواقع إلى نتائج عكسية. على وجه التحديد، قد يعطل الأشخاص الذين يشاركون في الألعاب الرياضية مهاراتهم في اتخاذ القرار وحل المشكلات.

ذكر جون أنديرر في تقرير نشرته موقع StudyFinds  أن "الباحثون في جامعة ستافوردشاير في المملكة المتحدة وجدوا أن الكافيين يبدو أنه يؤثر سلبًا على قرارات لاعبي كرة القدم في الملعب".

بالتعاون مع علماء من جامعة شيراز في إيران، كشف مؤلفو الدراسة أنه في حين أن تناول الكافيين قبل المباراة يمكن أن يحسن دقة تمريرات كرة القدم، إلا أنه قد يكون له أيضًا تأثير سلبي على المزيد من اللعبات التكتيكية التي تتضمن المزيد من التمريرات.

يقول الدكتور بويا سلطاني، كبير المحاضرين في تكنولوجيا الألعاب بجامعة ستافوردشاير: ""الكافيين هو أحد المكملات الغذائية الأكثر شعبية والتي ثبت أنها توفر فوائد أثناء ممارسة الرياضة، بما في ذلك كرة القدم. لقد أظهرت الدراسات أن الكافيين يمكن أن يعزز الانتباه والدقة والسرعة، بالإضافة إلى قياسات الطاقة والمزاج الذاتية".

وأضاف أنه "ومع ذلك، فإن تأثيرات الكافيين على الوظائف المعرفية "العليا" مثل حل المشكلات واتخاذ القرار غالبًا ما تكون موضع نقاش، لذلك قررنا التحقيق في هذا الأمر".

إجمالاً، شارك في هذه الدراسة ـ التي نُشرت في مجلة Behavioral Brain Research ـ  12 لاعب كرة قدم شاب (تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عامًا)، والتي تضمنت سلسلة من المهام التي تهدف إلى استكشاف تأثير الكافيين على اتخاذ القرار ودقة التمريرات.

وأدى المشاركون خمس تمريرات قصيرة (10 أمتار) وخمس تمريرات طويلة (30 متراً) لكل منهم، بالإضافة إلى اختبار لوبورو للتمرير في كرة القدم، والذي يعمل من خلال قياس مهارات مثل التمرير والمراوغة والتحكم واتخاذ القرار. بعد ذلك، استخدم الباحثون مهمة حاسوبية لقياس عملية صنع القرار عبر سيناريوهات اللعب المختلفة. كان على الرياضيين تحديد أفضل النتائج من خلال 10 أحداث محاكاة مسجلة مسبقًا.

أكمل كل مراهق هذه المهام مرة واحدة بعد تناول 3 ملغم/كغم من كتلة الجسم من الكافيين، ثم مرة أخرى بعد تناول كميات مماثلة من الدواء الوهمي. أدى هذا النهج إلى اكتشاف أن الرياضيين كانوا أكثر دقة بنسبة 1.67% في التمريرات القصيرة وأكثر دقة بنسبة 13.48% في التمريرات الطويلة بعد تناول الكافيين مقارنة بالعلاج الوهمي.

في حين أن دقة التمريرات القصيرة ظلت ثابتة بين جميع المشاركين تقريبًا قبل وبعد تناول الكافيين، إلا أن الأداء اختلف في حالة التمريرات الطويلة. علاوة على ذلك، سجل معظم المشاركين انخفاضًا في عملية اتخاذ القرار واختبار النجاح في كرة القدم في لوبورو بعد تناول الكافيين.

وأوضح نيجار جعفري من جامعة شيراز، أن "هذا قد يشير إلى أن المهام الأكثر تعقيدًا التي تحتوي على عدد أكبر من التمريرات قد تتأثر سلبًا بجرعات منخفضة من الكافيين التي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من اللعب".

لكي نكون واضحين، يؤكد فريق البحث أنهم لا يقترحون على الرياضيين تجنب الكافيين تمامًا. ويضيفون أن هناك ما يبرر إجراء المزيد من الأبحاث فيما يتعلق بتأثير الكافيين على عملية صنع القرار داخل اللعبة.

يختتم الدكتور سلطاني ويقول "خلال مباراة كرة القدم، يجب على اللاعبين معالجة إشارات مختلفة مثل مواقع الخصم، وتنظيم الفريق، وضغط الوقت. إن اتخاذ القرار في التمرير أمر مهم بشكل خاص، حيث يمكن للتمريرة المنفذة بشكل جيد أن تخلق فرصًا للتسجيل» 

وأضاف أن "النتائج التي توصلنا إليها تظهر أن اللاعب يمكن أن يتأثر بتناول الكافيين وقد يجد المدربون أن مقاييس الأداء هذه مفيدة لاستكشافها في التدريب. يمكن أن يشمل ذلك عددًا من العوامل - جرعة الكافيين بالنسبة لوزن الجسم، وتكرار تناول الكافيين، وأوضاع معينة للاعبين أو أساليب لعبهم. على سبيل المثال، قد يكون الانخفاض الطفيف في دقة التمرير أمرًا حاسمًا بالنسبة للاعب خط الوسط ولكنه أقل تأثيرًا بالنسبة لحارس المرمى".