القاهرة: الأمير كمال فرج.

هل تلاحظ أن رائحة قهوتك كافية لتنشيطك في الصباح؟، ربما لا تتخيل ذلك، لأن دراسة جديدة حول تأثيرات رائحة القهوة وجدت أن رائحة القهوة وحدها يمكن أن تزيد من قوة الدماغ في ظروف معينة.

ذكر ديفيد نيلد في تقرير نشره موقع ScienceAlert أن" الباحثون قاموا على وجه التحديد بتقسيم 114 طالبًا إلى مجموعتين للإجابة على أسئلة الرياضيات من اختبار القبول للخريجين في الإدارة (GMAT). تعرضت إحدى المجموعات لرائحة القهوة أثناء الاختبار، وتعرضت الأخرى إلى رائحة وهمية، وتبين أن المجموعة التي تعرضت لرائحة القهوة حصلت على درجات "أعلى بكثير".

والأكثر من ذلك، بناءً على الأسئلة التي تم طرحها أثناء الاختبار، يبدو أن مجرد شم المشروب يعزز توقعات الطلاب بشأن مدى نجاحهم.

يعتقد الباحثون أن نوعًا ما من تأثير الدواء الوهمي قد يحدث، حيث تؤدي الزيادة المتوقعة في الأداء إلى زيادة فعلية.

تقول الباحثة الرئيسية أدريانا مادزهاروف، من كلية ستيفنز للأعمال في نيوجيرسي: "لا يقتصر الأمر على أن الرائحة الشبيهة بالقهوة تساعد الأشخاص على أداء أفضل في المهام التحليلية، وهو ما كان مثيرًا للاهتمام بالفعل".

"لكنهم اعتقدوا أيضًا أنهم سيحققون نتائج أفضل، وأظهرنا أن هذا التوقع كان مسؤولاً جزئيًا على الأقل عن تحسن أدائهم".

وكانت رائحة القهوة المستخدمة في التجربة الأولى خالية من الكافيين وأي منشطات أخرى، وتم الإبلاغ عنها بأنها ملحوظة بنسبة 70.4% من المجموعة التي تعرضت لها.

وجدت دراسة استقصائية للمتابعة، طرحت أسئلة على 208 أفراد لم يشاركوا في الاختبار الأول، أن رائحة القهوة كانت مرتبطة بكونك أكثر يقظة وحيوية، مقارنة بالروائح الأخرى مثل الزهور، أو بدون رائحة على الإطلاق.

في هذه التجربة الثانية، لم يتم استخدام نكهات القهوة، لكن الارتباط العقلي للمشاركين بين رائحة القهوة وتعزيز الاستجابة قد يكون جزءًا من السبب وراء سير التجربة الأولى بالطريقة التي سارت بها.

لا بد أن هناك شيئًا ما يحدث لتعزيز نتائج الطلاب في اختبار GMAT، وقد يكون هذا هو سمعة القهوة كمنشط. قد يكون تأثير الدواء الوهمي محيرًا، لكن الكثير من الأبحاث أظهرت أنه حقيقي.

هذه دراسة صغيرة نسبيًا، ولكنها قد تساعد العلماء أيضًا على تحسين فهمهم لكيفية تأثير الرائحة على حالتنا الذهنية. ويريد الفريق الذي يقف وراء ذلك توسيع نطاق البحث للنظر في ما إذا كانت رائحة القهوة قد تجعل الشخص مستيقظا لفترة أطول، على سبيل المثال.

لا يزال مشروب  القهوة عنصرًا أساسيًا يوميًا في جميع أنحاء العالم، ولا يزال يثير إعجاب الباحثين أيضًا. يمكن أن تفسد القهوة إيقاعات الساعة البيولوجية الخاصة بك وترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، لكن الدراسات وجدت أيضًا أنها يمكن أن تحسن صحة القلب وتساعدك على العيش لفترة أطول.

الآن يبدو أنه حتى مجرد نفحة من القهوة يمكن أن تثير مشاعر التركيز في الدماغ. ويتوقع الباحثون أن هذه المعرفة يمكن أن تكون مفيدة لأي شخص يخطط لمساحة عامة أو ينظم مجموعة من الناس.

يقول مادزهاروف: "إن الشم هو أحد أقوى حواسنا". "يمكن لأصحاب العمل والمهندسين المعماريين ومطوري المباني ومديري مساحات البيع بالتجزئة وغيرهم استخدام الروائح الرقيقة للمساعدة في تشكيل تجربة الموظفين أو الشاغلين مع بيئتهم." "إنها منطقة ذات أهمية كبيرة وإمكانات كبيرة".

سنحتاج إلى مزيد من الأبحاث لفهم ما إذا كان هذا يمكن أن يحدث على نطاق أوسع؟، ولماذا يحدث على الإطلاق؟. في هذه الأثناء، حاول المشي ببطء أمام المقهى المفضل لديك صباح الغد، دون شراء أي شيء، ومعرفة ما إذا كان ذلك يهيئك لهذا اليوم.