القاهرة: الأمير كمال فرج.

كشف بعض العلماء في فيلم وثائقي جديد سر وفاة الفرعون المصري توت عنخ آمون، وأنه مات في حادث سيرة مسرعة، عام 1323 قبل الميلاد،  ليس ذلك فقط، ولكن عملية تحنيطه شهدت مأساة أخرى، حيث إندلع اللهب في مومياء الفرعون المصري في تابوته ، خلال محاولة فاشلة لتحنيطة، ويعتقد الباحثون أن السبب حدوث بعض التفاعلات الكيميائية في سوائل التحنيط المستخدمة، والتي أدت الي اندلاع اللهب في المومياء .

وكان هاورد كارتر،  وأسقف كارنارفون قد قاما باكتشاف المقبرة عام 1922, ولم يظهر الاكتشاف الأول السبب الحقيقي لوفاة الفرعون، ولكن العلماء المعاصرون قاموا بتحليل أجزاء من جسد الفرعون أكدت احتراق المومياء بعد اغلاق التابوت.

ولطالما أثار الفرعون الصغير العديد من التساؤلات , فقد اعتلي العرش منذ عام 1333 قبل الميلاد وعمره عشر سنوات فقط , حتي وفاته بعد تسعة أعوام. وهو آخر السلالة الملكية من الأسرة الثامنة عشر في عصر الدولة الحديثة, وهي واحدة من أقوي الأسر الملكية في مصر القديمة .

وأحدث اكتشاف مقبرته حينئذ ضجة كبيرة علي مستوي العالم، وأعاد الاهتمام بمصر القديمة من جديد، و المقبرة سليمة الي حد كبير،  وتحتوي علي تابوت وقناع الموت وكلاهما من الذهب الخالص .

تم العثور علي كنز مذهل داخل المقبرة بما فيه "قناع الموت" من الذهب الخالص المرصع باللازورد والأحجار الكريمة. وقام عالم المصريات الدكتور كريس ناونتون بفحص المذكرات الأصلية لكارتر , كما قام بتشريح ظاهري للمومياء مستخدما الأشعة السينية،  وتقنية المسح المقطعي ، ويعتقد الآن أن سبب الوفاة هو حادث تصادم عربة في معركة .

ويقول دكتور ناونتون  لصحيفة  Daily Mail البريطانية التي نشرت التقرير، "علي الرغم من وجود قناع الموت، والكنوز المألوفة الاخري ؛ فقد تم التغاضي عن العديد من الأدلة، وانه لأمر مذهل كيف أن العديد من التساؤلات لم تطرح، ناهيك عن الإجابة عليها، وعلي الرغم من الاهتمام الشديد حظيت به مومياء توت عنخ آمون علي مدار سنوات طويلة ؛ فقد تم إهمال حالة الجثة بشكل كبير".

وأضاف "أدى تفحم الجثة بسبب عملية تحنيط فاشلة إلي احتراقها تلقائيا بعد فترة وجيزة من الدفن، وهو أمر غير متوقع اطلاقا ، وأعتقد ان هناك دائما ما يمكن تعلمه عند التعامل مع المواد القديمة،  ولكن اتخذنا خطوة كبيرة للأمام بهذه الدراسة لفهم ما حدث في نهاية حياة الفرعون توت عنخ آمون ".

ولا يحتوي هيكل المومياء علي أضلاع مكسورة فحسب؛ ولكن عظمة القص والقلب مفقودان أيضا : استخدم  الدكتور ناونتون أحدث التقنيات لإعادة البحث في ملابسات حادثة موت الملك، ويعتقد الآن أن حادث تصادم عربة مسرعة هو سبب الوفاة. ويقول : "نعتقد الآن بوجود احتمال واضح أن عجلة العربة صدمته في الجذع مباشرة، وهي تتحرك بسرعة عالية،  وكان ذلك كافيا لإحداث أضرار خطيرة , وفي الواقع هذا هو سبب الوفاة . تحول جسده إلي فوضي حقيقية، وتسبب النزف الشديد في مشكلة واجهت من قاموا بتحنيطه, حيث اعتادوا علي التعامل مع أجساد الموت وليس جسد مهتريء مثله".

في عام 1986 ، قام مصور من جامعة ليفربول بالتقاط ٥٠ صورة بالأشعة السينية للمومياء، وقد وجد أن جزءا من الجمجمة مفقود، مما أدي إلي مرور أربعة عقود علي الاعتقاد بنظرية القتل، ولكن نعتقد الآن أن هذه الإصابة في الرأس حدثت بعد الوفاة . أما سبب الوفاة الحقيقي يكمن في الصدر، حيث يحتوي علي العديد من الضلوع المكسورة، بالإضافة الي غياب عظمة القص والقلب" .

وبعد اكتشاف سبب الوفاة الحقيقي , وأنه لم يكن القتل , قام الدكتور ناونتون بتكليف خبراء الطب الشرعي للقيام بالمزيد من الأبحاث التي بينت أن اصابات الملك ناتجة عن عجلة عربة ثقيلة قامت بصدمة .