القاهرة: الأمير كمال فرج.
يتم استخدام الرموز التعبيرية على نطاق واسع الآن لدرجة أنه من الصعب تخيل نص مكتوب غير رسمي بدون رموز تعبيرية تتخلل الجمل وتنقل المشاعر بسهولة، ولكن كثيرون لا يعرفون البداية الحقيقية لهذه الرموز.
ذكرت سارة لويز كيلي في تقرير نشرته صحيفة Huffington Post أن "خبراء اللغة في منصة تعلم اللغة Babbel، يؤكدون أن استخدام الرموز التعبيرية على نطاق واسع لم يتم إلا لمدة تقل عن 15 عامًا، مما يعني أننا نحن جيل الألفية القديم كنا أقلية جدًا عندما كنا نملأ محادثات MSN الخاصة بنا بمختلف الرموز التعبيرية".
تحدثنا مع نويل وولف، الخبير الثقافي في منصة تعلم اللغة Babbel لمعرفة المزيد عن تاريخ الرموز التعبيرية وكيف أصبحت شائعة جدًا؟.
أوضح وولف: أن " الرموز التعبيرية “على المستوى الأساسي، تعد عبارة عن صور توضيحية، وهي رموز تمثل بشكل مباشر الأشياء التي تتصورها. وفي حين يتم مقارنتها أحيانًا بأنظمة الكتابة القديمة مثل الهيروغليفية المصرية، إلا أن هذه المقارنة ليست دقيقة تمامًا".
وأضاف أنه "غالبًا ما تتوافق الحروف الهيروغليفية مع كلمات أو عبارات أو أصوات محددة، في حين أن الرموز التعبيرية يمكن أن تنقل معاني مختلفة وحتى تعمل كعلامات ترقيم، مما يجعلها أكثر عرضة للتفسير."
بالطبع، نعلم أن شركة آبل وأنظمة التشغيل الأخرى تنتج رموزًا تعبيرية جديدة بشكل متكرر، لذلك فهي تتطور دائمًا، ولكن من أين بدأت فعليًا؟.
قال وولف إن "أصول الرموز التعبيرية الحديثة يمكن إرجاعها إلى الثمانينيات عندما اقترح عالم الكمبيوتر الأمريكي سكوت فالمان استخدام الوجوه المبتسمة :-) و :-( في رسائل البريد الإلكتروني لنقل المشاعر.
وأضاف أن "هذه الرموز التعبيرية تعتبر أسلاف الرموز التعبيرية اليوم، وهي أكثر رسومية ولا تقتصر على الأحرف النصية، ويمكن إرجاع الرموز التعبيرية كما نعرفها اليوم إلى اليابان".
وأوضح وولف أنه في التسعينيات، قام شيجيتاكا كوريتا، الذي كان يعمل لدى شركة الهاتف المحمول اليابانية NTT DoCoMo، بإنشاء مجموعة من 176 رسمًا توضيحيًا لتعزيز التواصل ضمن رسائل محدودة الأحرف".
وأبان أن "كوريتا استوحى الإلهام من مصادر مختلفة، بما في ذلك الصور التوضيحية والمانجا، وكلمة emoji تأتي من الكلمات اليابانية التي تعني "صورة" (e) و"شخصية" (moji)".
قال وولف إن "عام 2010 هو الوقت الذي انطلقت فيه الرموز التعبيرية عالميً، ويمكن القول أن الإنجاز الحقيقي للرموز التعبيرية جاء في هذا العام، عندما تم دمجها في معيار Unicode، مما سمح باستخدامها عالميًا عبر الأجهزة والمنصات المختلفة.
وأضاف "يوجد اليوم أكثر من 3600 رمز تعبيري، ويستخدمها 92% من مستخدمي الإنترنت في اتصالاتهم، ويقوم اتحاد الترميز الموحد Unicode، الذي يشرف على هذا المعيار، بمراجعة المقترحات العامة للرموز التعبيرية الجديدة، ويقرر إدراجها بناءً على معايير محددة.
وأكد أن الرموز التعبيرية دخلت إلى المعجم الشائع بسرعة كبيرة، حيث أصبحت الرموز التعبيرية لدموع الفرح هي كلمة العام في قاموس أكسفورد لعام 2015.
وأوضح وولف أن الرموز التعبيرية موجودة لتبقى، فقد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من اللغة الآن لدرجة أن من المستحيل أن تختفي من الحياة الاجتماعية للناس.
يقول "مثل جميع أشكال اللغة، ستستمر الرموز التعبيرية في التطور وتعكس التغيرات المجتمعية. سيتم تقديم رموز تعبيرية جديدة، تعكس الموضوعات والمواضيع الحالية، وسيستمر الأشخاص في إيجاد طرق مبتكرة لاستخدامها، وتعيين معاني جديدة واستكمال اتصالاتهم بهذه الصور التوضيحية الصغيرة متعددة الاستخدامات."