القاهرة: الأمير كمال فرج.

ذكرت ستيفاني واتسون في تقرير نشرته مجلة FORTUNE  أن "الأمريكيون ينفقون حوالي 50 مليار دولار سنويًا على الفيتامينات والمكملات الغذائية. أحد أكثرها شيوعًا هو الكركم، وهو جذر برتقالي لامع له أصول في كل من الطب الشرقي التقليدي والمطبخ".

المؤيدون على استعداد لدفع 20 دولارًا أو أكثر مقابل زجاجة، على أمل تخفيف آلام التهاب المفاصل والالتهابات، وخفض مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، وعلاج أي شيء آخر يحدث لهم. ولكن هل يستحق هذا المكمل المال؟

في حين سلطت الكثير من الأبحاث الضوء على خصائص الكركم المضادة للأكسدة والالتهابات، فإن النطاق الواسع من قوى المكملات والجرعات المستخدمة في الدراسات جعل من الصعب تأكيد أي ادعاءات صحية.

قام الدكتور كيث سينجليتاري، أستاذ فخري للتغذية في جامعة إلينوي أوربانا شامبين، بمراجعة الأدلة على الكركم. فما رأيه؟ يقول "أعتقد أن الكرم واعد"، لكنه يؤكد أنه ليس "العلاج الشافي الذي يجعله التسويق يبدو كذلك".

الفوائد الصحية للكركم

تأتي الخصائص الصحية المنسوبة للكركم من مركبات طبيعية تسمى الكركمينويدات. يقول سينجليتاري: "يُعتقد أن الكركمين، وهو المركب الرئيسي، مسؤول إلى حد كبير عن الفوائد الصحية للكركم". ماذا قد يفعل الكركم؟ تركز أفضل الأدلة على حالتين: التهاب المفاصل ومتلازمة التمثيل الغذائي.

التهاب المفاصل

بالنظر إلى خصائص الكركم المضادة للالتهابات، فليس من المستغرب أن يبحث الباحثون عن استخدامه لعلاج التهاب المفاصل. يبدو أن هذا المكمل الغذائي يقلل من الألم والتصلب الناتج عن هشاشة العظام، وهو الشكل الأكثر شيوعًا لهذا المرض المؤلم في المفاصل.

تقول الدكتورة جانيت إل. فانك، أستاذة الطب ونائبة رئيس قسم الأبحاث في كلية الطب بجامعة أريزونا-توسون التي تدرس مختبراتها المكملات الغذائية المشتقة من النباتات لعلاج الأمراض الالتهابية "إنه ليس عقارًا معجزة، لكنه ربما يعمل بنفس فعالية الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين".

متلازمة التمثيل الغذائي

متلازمة التمثيل الغذائي مجموعة من الحالات مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية التي تزيد مجتمعة من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية. يعاني حوالي واحد من كل ثلاثة بالغين أمريكيين من متلازمة التمثيل الغذائي، وفقًا للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم (NHLBI).

بحثت الدراسات في تأثيرات الكركم على مستويات السكر في الدم والدهون الثلاثية والأنسولين، وكذلك الالتهاب (الذي يلعب أيضًا دورًا في متلازمة التمثيل الغذائي). تقول فانك: "بشكل عام، كانت هناك غلبة قوية للأدلة على أنه قد يساعد في تقليل كل هذه الأشياء. لذلك قد يكون له بعض الفائدة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والقلق بشأن الالتهاب والسكري".

ولكن هناك تحذير كبير جدًا. تقول سينجليتاري: "هناك الكثير من التناقض بين الدراسات". وهنا تكمن المشكلة في تقييم الكركم.

علم غير كامل

على الرغم من إجراء الكثير من الأبحاث حول الكركم، إلا أن الدراسات ليست متسقة. فقد اختبر الباحثون كميات مختلفة من المكمل في مجموعات مختلفة من الأشخاص لفترات زمنية مختلفة. وأضافت بعض الدراسات مركبًا مثل البيبيرين، الموجود في الفلفل الأسود، لجعل الكركم أكثر نشاطًا في الجسم (يسمي الباحثون هذا "التوافر البيولوجي المتزايد").

على سبيل المثال، تناولت إحدى الدراسات حول هشاشة العظام في الركبة 180 مليجرامًا من الكركمين لمدة ثمانية أسابيع. واستخدمت دراسة أخرى جرعات 500 مليجرام بالإضافة إلى 5 مليجرام من مستخلص بيوبيرين (الفلفل الأسود) ثلاث مرات في اليوم لمدة ستة أسابيع.

ولأن معظم الدراسات استمرت أربعة أشهر أو أقل، فإن الباحثين لا يعرفون ما قد يحدث مع الاستخدام طويل الأمد. يقول فانك: "الخلاصة هي أنه لا توجد دراسات نهائية ومصممة جيدًا في هذه المرحلة". إنها متشككة في أن يحدث ذلك على الإطلاق، نظرًا لأن صناعة المستحضرات الغذائية والمعاهد الوطنية للصحة لا تمولها.

مخاطر الكركم

يقول المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية إن الكركم ربما يكون آمنًا إذا حصلت عليه من التوابل أو إذا تناولت الكمية الموصى بها فقط في المكملات الغذائية. وفي حال تناول كميات أكبر، يمكن أن يسبب آثارًا جانبية في الجهاز الهضمي مثل الغثيان أو الإسهال.

يطرح البيبيرين ـ وهو مركب مغذي نباتي طبيعي يعطي الفلفل الأسود المطحون الطازج نكهته الحادة  ـ مجموعة من المشكلات الخاصة به، لأنه يزيد من التوافر البيولوجي للكركمين عن طريق تعطيل إنزيم في الكبد.

تقول فانك: "هذا الإنزيم مهم حقًا لتفكيك معظم الأدوية التي يتناولها الناس". من الناحية النظرية، قد يتسبب البيبيرين في تراكم الأدوية في الجسم، وبالتالي زيادة خطر الآثار الجانبية. وتضيف: "بشكل عام، إذا كنت تتناول أدوية أخرى، فإنني أنصحك بالابتعاد عن أي منتج يحتوي على البيبيرين، فقط في حالة إمكانية تداخله مع عملية التمثيل الغذائي للأدوية الأخرى".

هناك مخاوف أكبر من ذلك، وهي المخاطر النادرة ولكن الخطيرة التي قد تنجم عن تناول مكملات الكركم، فضلاً عن المستويات العالية من الرصاص في هذه المنتجات. فقد وجدت العديد من الدراسات، بما في ذلك دراسة شاركت في تأليفها فانك، كميات زائدة من الرصاص في بعض مكملات الكركم - وخاصة تلك التي تحتوي على جذر الكركم. إن التعرض للرصاص بكميات كبيرة يمكن أن يكون له تأثيرات سامة على الجسم، بما في ذلك مشاكل القلب والكلى.

هل يجب أن تتناول الكركم؟

هل يستحق تناول الكركم؟ يقول سينجليتاري: "هذا هو السؤال الذي يبلغ ثمنه مليون دولار". ونظراً لعدم وجود أدلة واضحة على فوائده والمخاطر المحتملة، يقول إن الحصول على الكركم من خلال نظامك الغذائي هو الأكثر أماناً. يمكنك إضافة التوابل إلى الحساء واليخنات والصلصات والعصائر. يمكنك إضافة قليل من الفلفل الأسود أو طهي الكركم في الزيت لتعزيز توافره البيولوجي.

إذا كنت تستخدم مكملات الكركم، فقد يكون من الصعب معرفة الشكل الأفضل، أو الكمية التي يجب تناولها. يقول سينجليتاري إن أفضل نصيحة هي أن تسأل مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. ابدأ بجرعة منخفضة لمعرفة كيفية استجابة جسمك لها. ولا تتوقع أن يكون الكركم "علاجًا شاملاً لجميع أمراضك، وهو أمر غير مرجح".