القاهرة: الأمير كمال فرج.

تعددت الآراء حول الوقت المناسب لتناول آخر وجبة في اليوم وهى وجبة العشاء، ورغم أن التبكير في هذه الوجبة نصيحة عامة، هناك اتجاه جديد بتناول العشاء الساعة الخامسة مساء، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تحسين صحتك ورفاهتك بشكل عام.

ذكرت أليكسا ميخائيل في تقرير نشرته مجلة Fortune  أن "تارا شميت، أخصائية التغذية المسجلة في Mayo Clinic Diet، تقول إن تناول العشاء في وقت مبكر يمكن أن يساعد أولئك الذين يعانون غالبًا من حرقة المعدة وارتجاع الحمض بعد الأكل، ويمكن أن يساعد تناول الطعام قبل النوم بثلاث إلى أربع ساعات في منع اضطرابات الجهاز الهضمي، والتي يمكن أن تبقي الناس مستيقظين في الليل وتطيل عملية الهضم".

تقول شميت أن تناول العشاء في وقت مبكر يعني أن هناك وقتًا بعد ذلك للذهاب في نزهة أو القيام بنشاط، مما يساعد أيضًا في الهضم بدلاً من الجلوس أو الذهاب إلى السرير مباشرة.

وأضافت إن "الهضم يكون أفضل "عندما يكون الضوء موجودًا والجسم نشطًا". "سكر الدم ارتفع أثناء تلك الوجبة. ولكن الآن بعد أن تمارس الرياضة، سيعود إلى مستوياته المنخفضة."

 1ـ يوفر خيارات طعام أفضل

تقول إيلانا مولشتاين، أخصائية التغذية المسجلة ومؤلفة كتاب "أحب الطعام الذي يحبك". " إذا انتهيت من تناول الطعام بحلول الساعة 6:30 مساءً وذهبت إلى الفراش حوالي الساعة 9:30 أو 10 مساءً، فإنك تمنح جسمك وقتًا كافيًا للهضم، مما يحد من الارتجاع وعسر الهضم وحرقة المعدة".

وأضافت إن تناول الطعام في وقت مبكر من المساء يمنحنا الوقت لاتخاذ قرارات أكثر صحة بشأن ما نستهلكه. يمكننا إعداد وجبة مغذية تتكون من أطعمة كاملة بدلاً من تناول خيارات معالجة للغاية يسهل الوصول إليها في المخزن أو الفريزر عند اقتراب موعد النوم. وتقول: "عندما تعود إلى المنزل من العمل جائعًا، فهذه هي الفرصة المثالية لتناول أطعمة مغذية ومرضية مثل البروتين والخضروات".

هل تشعر بالجوع والانزعاج أثناء انتظار العشاء في الساعة الثامنة مساءً؟، إذا كنت تشعر بالجوع بعد يوم عمل طويل ولكنك لا تأكل عادة إلا في وقت لاحق، فقد تجد نفسك تتناول الوجبات الخفيفة دون وعي بسبب الجوع والملل أثناء الانتظار.

تقول مولشتاين: "إذا كنت تعتقد أن الساعة 5:30 مساءً "مبكرة جدًا" لتناول العشاء، فقد ينتهي بك الأمر بتناول وجبات خفيفة من الكربوهيدرات المصنعة مثل رقائق البطاطس والمقرمشات، مما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام".

إذا كنت لا تزال جائعًا بعد عشاء مبكر، فلا تقلق. يمكنك التفكير في تعديل وقت تناول الطعام. إذا كنت بحاجة إلى وجبة خفيفة، توصي أخصائية التغذية شميدت بتناول شيء يحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل الفاكهة سهلة الهضم، أو طعام غني بالألياف والبروتين للحفاظ على الشعور بالشبع، مثل الحبوب الكاملة.

2ـ يقلل خطر الإصابة بالأمراض

يرتبط تناول الطعام في وقت متأخر من الليل بزيادة إجمالي السعرات الحرارية وزيادة خطر الإصابة بالسمنة. تشير إحدى الدراسات إلى أن الهرمون المسؤول عن الشعور بالشبع، اللبتين أ، ينخفض ​​في وقت لاحق من اليوم، مما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام عند تناول وجبة متأخرة. وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مرض السكري أو السمنة، فإن تناول الطعام في وقت مبكر يمكن أن يساعد أيضًا في حساسية الأنسولين.

تقول مولشتاين: "عندما تكون مستويات الأنسولين مرتفعة، يتم حظر قدرة الجسم على حرق الدهون. مستويات الأنسولين المنخفضة ضرورية لأولئك الذين يحاولون إنقاص الوزن وتحويل مخازن الدهون الموجودة إلى طاقة. إن تناول العشاء في وقت مبكر وتبني نهج "العشاء والانتهاء" يسمح لجسمك بمزيد من الوقت في حالة حرق الدهون".

تشير الأبحاث إلى أن الحفاظ على وجباتك في غضون فترة زمنية قصيرة تتراوح من ست إلى ثماني ساعات في وقت مبكر من اليوم، وهو شكل من أشكال الصيام المتقطع يسمى التغذية المقيدة بالوقت المبكر، يمكن أن يعمل أيضًا على استقرار مستويات الجلوكوز في الدم. ومع ذلك، فإن هذا النهج ليس الأفضل للجميع، ومن المهم استشارة متخصص مرخص قبل الالتزام بأي أنظمة صيام صارمة.

من المزايا الأخرى لتناول العشاء في وقت مبكر أنه على غرار أهمية مواعيد النوم الروتينية لصحتنا، فإن تناول الطعام في نفس الوقت تقريبًا يساعد في تنظيم ساعة النوم الطبيعية لجسمنا أو الإيقاع اليومي. تقول  اخصائية التغذية شميت: "إن اتباع نمط غير منتظم في تناول الطعام يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض".

3ـ جني فوائد التخطيط الجيد

يمكنك تحسين صحتك الجسدية ليس فقط ولكن أيضًا صحتك الاجتماعية من خلال تناول العشاء مع الطيور المبكرة. يمكن أن يدفعك التخطيط لتناول العشاء في وقت مبكر إلى الاجتماع مع الآخرين والاستمتاع بوجبة معًا من خلال تعمد الوقت. وجدت دراسة أجريت عام 2021 لتحليل البيانات من المسح الأمريكي لاستخدام الوقت أن العائلات التي تتناول العشاء قبل الساعة 6:15 مساءً أفادت بقضاء وقت جيد أكثر مع أطفالها.

تسلط مجموعة كبيرة من الأبحاث الضوء على كيف أن تناول العشاء مع الآخرين يعزز الصحة النفسية والرفاهية ويعطي معنى لما يمكن أن يكون بخلاف ذلك تجربة متهورة وعادية.

كيف تصبح من محبي تناول العشاء 5:30 مساءً

ابحث عن وقت العشاء المناسب لك، حتى لو لم يكن العشاء في وقت مبكر. إذا كنت جائعًا بعد تناول العشاء في الساعة 5:30 قبل الذهاب إلى الفراش، فقد يكون الوقت مبكرًا جدًا بالنسبة لك. فكر في تجربة تناول وجبة في الساعة 6:30 أو 7 مساءً.

تجنب تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل. تحذر اخصائية التغذية شميدت من أن تناول العشاء في وقت مبكر ثم تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل يبدد الفوائد: "نحن نعلم أنه عندما يأكل الناس في وقت متأخر من الليل، فإنهم يكونون أكثر عرضة للسمنة".

خطط مسبقًا للأيام المزدحمة. تقول شميدت: "أدرك أن طفلي يمارس الرياضة كل يوم أربعاء، لذلك سيكون كل يوم أربعاء هو يوم الأربعاء حيث يتعين علينا الدخول إلى المنزل وتغيير الملابس وتجهيز العشاء والخروج مرة أخرى، بدلاً من الانتظار حتى بعد التمرين".

ضع في اعتبارك أن الخبراء قالوا إن ما في طبقك لا يزال أكثر أهمية من وقت تناول الطعام. يجب أن يتكون نصف الطبق من خضروات غير نشوية، ويجب أن يحتوي الربع على بروتين خالي من الدهون، ويجب أن يحتوي الربع الآخر على حبوب كاملة أو خضروات نشوية.