القاهرة: الأمير كمال فرج.

غالبًا ما يحاول الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية تصوير أنفسهم على أنهم الضحية في النزاع حتى عندما يكونون مخطئين تمامًا. لذلك انتبه لهذه العبارات إذا كنت في نزاع.

ذكرت جيليان ويلسون في تقرير نشرته صحيفة HuffPost إن "الدخول في خلاف مع شخص آخر ليس بالأمر السهل أبدًا. غالبًا ما يثير مشاعر غير مريحة مثل التوتر أو الغضب أو الحزن. ولكن في حين أن الخلافات غير مريحة بشكل عام مع أي شخص تقريبًا، إلا أنها صعبة بشكل خاص مع النرجسيين".

قالت مونيكا كوينار، وهي اختصاصية اجتماعية سريرية مرخصة في Thriveworks في بيتسبرغ، إن النرجسيين متلاعبون ولديهم رغبة في السيطرة على الآخرين، مما يجعل الخلافات محبطة حقًا.

قالت ماناهيل رياض، المعالجة النفسية في هيوستن ومالكة Riaz Counseling في تكساس، إن " 0.5-5٪ فقط من سكان الولايات المتحدة يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية NPD. لذا، في حين يمكن أن يكون لدى شخص ما سمات نرجسية - مثل الأنانية أو الافتقار إلى التعاطف - فهذا لا يعني أنه مصاب باضطراب الشخصية النرجسية"

وأوضحت جوستين جروسو، أخصائية نفسية في الصدمات الجسدية، إن النرجسية هي استمرارية تتراوح من النرجسية الصحية، والتي تُعرف بأنها "شعور متكامل بالذات واحترام الذات الصحي إلى النرجسية المرضية واضطراب الشخصية النرجسية".

وأضافت : "قد يفي شخص لديه سمات نرجسية مرضية ببعض معايير اضطراب الشخصية النرجسية ولكن ليس كلها". وتشمل هذه المعايير الشعور بالاستحقاق، والافتقار إلى التعاطف، والرغبة في الثناء والإعجاب، واستغلال الآخرين، والغطرسة والعظمة.

من الصعب التعامل مع هذه السمات في يوم عادي، وهي أصعب بكثير عندما يكون النرجسي منزعجًا منك. لقد طلبنا من الأطباء مشاركة العبارات والسلوكيات التي يستخدمها النرجسيون عادةً في الصراع. وإليك ما هي:

1. "أنت تبالغ في رد الفعل".

قالت الأخصائية النفسية جروسو: "عند التحدث إلى شخص مصاب بالنرجسية المرضية أو اضطراب الشخصية النرجسية، فقد يرفض أو يتجاهل أو يبطل مخاوفك أو مشاعرك بشكل متكرر من أجل تجنب تحمل المسؤولية عن تأثيره عليك".

يمكن أن يبدو هذا مثل عبارات مثل "أنت تبالغ في رد الفعل" أو "أنت حساس للغاية"، والتي يمكن استخدامها للتحكم في السرد، وتجعلك تشعر وكأنك أنت المتسبب في المشكلة.

بدلاً من مضاعفة موقفك، فإن التعليقات مثل هذه من المرجح أن تجعلك تشك في نفسك ومشاعرك، وتسحب شكواك، كما قالت جروسو.

2. "أنا لست غاضبًا، أنت غاضب".

قالت جروسو: "يستخدم الأشخاص المصابون بالنرجسية المرضية أو اضطراب الشخصية النرجسية آلية دفاع غير واعية تسمى الإسقاط حيث يتبرأون من مشاعرهم ويعتقدون أنها تنتمي إلى شخص آخر".

لنفترض أنك في خضم جدال مع شخص نرجسي، فقد تسمعه يخبرك أنك الشخص الغاضب بينما يصرخ ويصرخ ويقول أشياء متعالية، قالت جروسو : "ينكر الأشخاص المصابون بالنرجسية المرضية أو اضطراب الشخصية النرجسية مشاعرهم الضعيفة بسبب العار السام ورهاب العاطفة".

3. "لا أصدق أنك تهاجمني، فأنا دائمًا أتعرض للوم".

بغض النظر عن مدى خطأ من تحبهم، فلن يتمكنوا أبدًا من رؤية أنفسهم بهذه الطريقة. بدلاً من ذلك، هم دائمًا الضحية. قالت كوينار "غالبًا ما يرى النرجسيون أنفسهم ضحايا بسبب شعورهم العميق بالاستحقاق، وتقديرهم الهش لذاتهم، وافتقارهم إلى التعاطف مع الآخرين، وتؤدي عقلية الضحية هذه إلى اعتقاد النرجسيين بأنهم "يتعرضون للظلم أو سوء المعاملة باستمرار من قبل الآخرين".

وتضيف "قد تسمع نرجسيًا يقول أشياء مثل، "لا أصدق أنك تهاجمني بهذه الطريقة. أنا الشخص الذي يُلام دائمًا على كل شيء، حتى عندما لا يكون ذلك خطئي"، أو "بغض النظر عما أفعله، فهو ليس جيدًا بما يكفي بالنسبة لك. أنا أتعرض باستمرار للنقد والحكم بشكل غير عادل".

قالت كوينار ""من خلال تصوير أنفسهم كضحايا، يمكن للنرجسيين التلاعب بالآخرين لكسب الاهتمام أو التعاطف أو السيطرة في العلاقات، كما  قد يستخدمون الضحية كأداة لاستحضار الدعم أو تحويل التركيز بعيدًا عن سلوكهم الإشكالي".

وأشارت إلى أنهم نتيجة لذلك قد يتمكنون من تجنب اللوم والمسؤولية، وإلقاء اللوم بدلاً من ذلك على شخص أو شيء آخر.

4. "إذا كنت تحبني، فسوف تفعل هذا".

وفقًا لكوينار، من الشائع أن يميل الأشخاص النرجسيون أثناء الجدال إلى التلاعب. تهدف هذه اللغة إلى السيطرة حتى يتمكنوا من الحصول على ما يريدون.

أوضحت كوينار "سيستخدمون لغة قوية مثل ... "إذا كنت تحبني، [فإنك ستفعل هذا من أجلي] ... إذا لم تفعل هذا، فقد أؤذي نفسي ... إذا غادرت هذا المكان، فأنت لم تحبني أبدًا".

إن مثل هذه العبارات تجعل من الصعب الوقوف في وجه الشخص الذي تتشاجر معه، مما يؤدي على الأرجح إلى التراجع وإعادة السيطرة إلى يديه.

5. "كان يجب أن تعلم أنني كنت مستاءً".

قالت الاختصاصية جروسو: "بينما قد يعتقد العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية والصدمات العلائقية أن الآخرين يجب أن يقرؤوا أفكارهم، فإن هذا بارز بشكل خاص لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية النرجسية".

لذا، قد تسمع شخصًا مصابًا باضطراب الشخصية النرجسية يقول، "كان يجب أن تعرف أنني كنت غاضبًا"، متوقعًا تمامًا أن تتوقع مشاعره وتفهم ما يشعر به دون أي نوع من التواصل.

قالت جروسو: "قد تؤدي عبارة مثل هذه إلى شعور الشخص الآخر بالتركيز المفرط، وكأنه يمشي على قشر البيض، بالإضافة إلى ذلك، قد تتفاقم مشاعر الخوف والذنب والالتزام أيضًا، مما يسلب القوة من الفرد المظلوم"

6. التعبيرات المطولة التي لا تمس الموضوع.

قالت المعالجة ماناهيل رياض: "هناك مفهوم يسمى" سلطة الكلمات"، حيث قد يقولون أشياء لا معنى لها". لذا، فقد يتفوهون بعبارات غير مترابطة فقط لإرباكك، مثل،" أفعل كل شيء لهذه العائلة، وأنت تجلس في المنزل، وأنا أفكر في المستقبل وما يمكننا القيام به بشكل أفضل، وأحاول الحصول على تعليمي ". "ويستمرون في الحديث مرارًا وتكرارًا"، وفي النهاية، تنسى سبب شجارك لأن المحادثة ذهبت إلى أقصى حد"

وهناك علامة تحذير إضافية: غالبًا ما يكون هناك القليل من التفاوض أو التنازلات أو لا يوجد أي تفاوض على الإطلاق.

قالت رياض: "عندما تدخل في جدال مع شخص آخر، عادة ما يكون هناك نوع من التفاوض. ربما بعد شجار حول النظافة، توافق على إخراج القمامة بشكل متكرر بينما يوافق شريكك على مسح أسطح العمل بعد الطهي. لا ينطبق هذا على شخص في علاقة مع شخص مصاب باضطراب الشخصية النرجسية.  عادةً ما لا يوجد تفاوض لأن أنماطهم مزعجة للغاية".

بالإضافة إلى ذلك، لاحظت كوينار أن التفاوض ليس هدفًا لأن هذا الشخص يريد فقط الحصول على ما يريده. قالت: "لذا، إذا كان لديهم خلاف معك، فالأمر يتعلق بقدرتهم على التحكم في السرد، والسيطرة على الموقف، وليس التوصل إلى حل أو تسوية.

إذا كنت في علاقة مع شخص نرجسي، فمن المهم أن تعتني بنفسك.

بشكل عام، من الصعب حقًا التعامل بشكل متكرر مع شخص مصاب باضطراب الشخصية النرجسية يستخدم السلوك المسيطر والمتلاعب.

قالت رياض إنه من المهم طلب العلاج للتعامل مع هذا الأمر. سيساعدك المعالج الجيد على إدراك أنك تكافح حقًا، وتحاول كل ما في وسعك - ربما لا تكون أنت السبب. يمكن أن يساعدك العلاج في تحديد ما تريد القيام به بشأن هذه العلاقة أثناء معالجة التأثير الذي تخلفه عليك".

قالت كوينار: "تحتاج إلى وضع حدود حتى تتمكن من الحفاظ على علاقة صحية مع هذا الشخص". إذا كان هذا الشخص هو الشخص الذي تحتاج إلى وجوده في حياتك، فمن المهم أن يكون لديك حدود لحماية نفسك منه".

وترى رياض إنه "من المهم أيضًا أن يكون لديك نظام دعم، سواء كان ذلك من العائلة أو الأصدقاء. أنت بحاجة إلى أشخاص يمكنك الاعتماد عليهم والتحدث معهم حول الأشياء التي تحدث في حياتك، وإذا لم يكن لديك هذا النوع من الدعم، فمن المهم أن تخلق ذلك من خلال الانضمام إلى مجموعات محلية، والاشتراك في النوادي ومقابلة أشخاص جدد".

عندما يتعلق الأمر بالعلاقة السامة نفسها، قالت رياض: "إذا كان بإمكانك الابتعاد، فسأقول بالتأكيد ابتعد". لكنها اعترفت بأنه ليس من الممكن دائمًا القيام بذلك، كما هو الحال إذا كنت تشارك في تربية طفل مع شخص يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية، أو لديك رئيس نرجسي في وظيفة ذات أجر مرتفع لا يمكنك تركها. وقالت رياض: "لذا، إما أن نبتعد ولا نتواصل، أو يمكن أن يكون لدينا حدود قوية حقًا ويكون التواصل منخفضًا".

في النهاية، من المهم أن تعتني باحتياجاتك الجسدية والعاطفية. قالت جروسو: "إن فهم "السبب" وراء السلوك المسيء لا يقلل من تأثير وطبيعة السلوك الضارة على رفاهيتك".