القاهرة: الأمير كمال فرج.
يستمر الجدل حول العمل عن بعد والعودة إلى المكتب والنماذج الهجينة، حيث تتبنى الشركات استراتيجيات متنوعة وتثبت أنه لا يوجد حل عالمي. تستدعي بعض الشركات، مثل Amazon، الموظفين إلى المكتب بدوام كامل، في حين أوضحت شركات أخرى، مثل Dell، أن التقدم الوظيفي يعتمد على الوجود المادي، حتى مع خيارات العمل عن بعد.
ذكرت شيلا جولدجراب في تقرير نشرته مجلة Forbes أن "الرؤساء التنفيذيون بدأوا في مراجعة سياسات العمل عن بعد، والإدلاء بتصريحات عامة، ولكن مع تراجع العديد من القادة عن مواقفهم الأولية المؤيدة العمل خارج المكتب. من الآمن أن نقول إن "النقاش الكبير حول المكتب" لم ينته بعد، وأن المناقشة تشتد".
في صميم هذا النقاش التوازن بين الإنتاجية الفردية والأهداف العامة للشركة، وخاصة المشاركة والثقافة. إذن كيف تقرر ما إذا كان قضاء المزيد من الوقت في المكتب أو البقاء عن بُعد هو الخطوة الصحيحة لمسيرتك المهنية؟ دعنا نستكشف الأسئلة الرئيسية من وجهة نظرك ومن وجهة نظر المنظمة.
المشاركة والإنتاجية: أي بيئة تبرز أفضل ما لديك وكيف تساهم؟
من وجهة نظر العديد من المديرين التنفيذيين في الشركات، يعزز العمل المكتبي المشاركة والإنتاجية. يعتقد العديد من الرؤساء التنفيذيين أن الثقافة والرفقة و"ضجيج" التعاون يمكن رعايتها بشكل أفضل شخصيًا، حيث يعزز المكتب هوية الفريق والغرض المشترك. ومع ذلك، ازدهرت الفرق الموزعة لسنوات، مما يدل على أن النجاح لا يرتبط حصريًا بالحضور المادي.
أي بيئة تمكنك حقًا من الأداء بأفضل ما لديك؟، بيئة تعمل فيها بشكل مستقل وعن بُعد، أو من خلال التعاون الشخصي؟، وبصرف النظر عن ذلك، هل تلعب دورًا نشطًا في بناء ديناميكيات الفريق، بغض النظر عن مكان عملك؟ هل تساعد في تعزيز الشعور بالانتماء والغرض المشترك؟
الملاحظات: هل تبحث بنشاط عن فرص النمو وتوفرها؟
غالبًا ما تعزز البيئات المكتبية "التصادمات" العفوية من خلال المحادثات غير الرسمية أو اللحظات غير المخطط لها، والتي يمكن أن توفر رؤى في الوقت المناسب. يتطلب العمل عن بُعد بذل المزيد من الجهد المتعمد لخلق فرص الملاحظات.
هل تبحث بشكل استباقي عن ملاحظات تساعدك على النمو في دورك؟ إذا كان العمل عن بُعد، فهل أنشأت فرصًا منتظمة للحصول على المشورة والتدريب؟
من منظور المنظمة، فإن تبادل المعرفة والتعاون يشكلان مفتاح النجاح. فهل أنت متاح للآخرين الذين قد يستفيدون من خبرتك؟
المهارات الشخصية: هل تعزز الروابط وتساعد الآخرين على القيام بنفس الشيء؟
المهارات الشخصية مثل التواصل وبناء العلاقات ضرورية للتعاون. توفر البيئات المكتبية بشكل طبيعي المزيد من الفرص للتفاعلات وجهاً لوجه التي تساعد في شحذ هذه المهارات، في حين أن العمل عن بعد يمكن أن يحد من هذه اللحظات. كن صادقًا عندما تسأل نفسك عما إذا كانت مهاراتك الشخصية تتحسن أو تتراجع في إعداد عملك الحالي.
من منظور القيادة: هل تعزز البيئات حيث يمكن للأشخاص بناء علاقات قوية، افتراضيًا وشخصيًا؟
الثقافة والانتماء: هل تستفيد من الثقافة وتساهم فيها؟
الثقافة هي الأساس للنجاح. غالبًا ما يؤكد الرؤساء التنفيذيون على أن الثقافة والرفقة يتم بناؤها والحفاظ عليها من خلال التفاعلات الشخصية. قد يكون ذلك في الغالب لأننا نعرف المزيد عن كيفية القيام بذلك مقارنة بالقيام بذلك عن بُعد.
هل تعمل شركتك على خلق ثقافة تجعلك تشعر بالدعم والتقدير، سواء كنت تعمل عن بُعد أو في المكتب؟ هل توجد هياكل قائمة تعزز الإدماج والثقة والتعاون، بغض النظر عن الموقع؟.
والأمر الأكثر أهمية هو كيف تساهم في ثقافة الشركة؟ هل تعزز المجتمع مع الزملاء وتنسق أفعالك مع قيم المنظمة للمساعدة في تعزيز الثقافة، بغض النظر عن مكان عملك؟
الشبكات الاستراتيجية: هل تتوسع وتساعد الآخرين على النمو؟
الشبكات الاستراتيجية ضرورية لاكتساب النفوذ وتعزيز الابتكار. غالبًا ما تمكن إعدادات المكتب هذه العلاقات من التكون بشكل عضوي، في حين يتطلب العمل عن بُعد نهجًا أكثر عمدًا.
هل تتوسع شبكتك الاستراتيجية عن بعد أم أنها راكدة؟ من منظور المنظمة، هل تلعب دورًا في توسيع شبكات الآخرين؟
العلاقات والرؤية: هل تعزز اتصالاتك اليومية وتسهل التعاون؟
توفر البيئات المكتبية أكثر من مجرد مساحة عمل؛ فهي توفر رؤية يومية. بالنسبة للعديد من الأشخاص، يوفر الوقت الذي يقضونه في المكتب تفاعلات قيمة وجهاً لوجه مع الزملاء والقادة، مما يساعدك على البقاء على اطلاع على نبض مؤسستك. غالبًا ما تؤدي هذه التفاعلات، من المحادثات غير الرسمية إلى الاجتماعات المرتجلة، إلى روابط أقوى وفهم أعمق لديناميكيات الفريق.
عندما تكون في المكتب، هل تستغل وجودك لتعزيز الرؤية مع الزملاء والقادة الرئيسيين؟ هل تستخدم هذه التفاعلات لبناء الثقة، وعرض مساهماتك والبقاء على تواصل مع أولويات المنظمة؟.
من منظور المنظمة، تعد الرؤية أمرًا بالغ الأهمية للتعاون والأداء. هل تضمن أن يكون وجودك وقيادتك مرئيين لفريقك؟، هل تساعد الآخرين على اكتساب الرؤية التي يحتاجون إليها لبناء العلاقات وتقديم مساهمات ذات مغزى؟
كيف تدعم رؤيتك داخل المكتب تماسك الفريق وتوافقه مع الأهداف التنظيمية الأوسع؟
العدالة والتقييم: هل يتم الحكم عليك بناءً على نتائجك، وهل تعامل الآخرين بشكل عادل؟
في النهاية، يعتمد نجاح العمل عن بُعد أو في المكتب على عوامل متعددة، بما في ذلك العدالة والشفافية وكيفية تقييم الموظفين. يريد الأشخاص أن يتم الاعتراف بمساهماتهم وتأثيرهم - وليس مجرد وجودهم المادي - مع ضمان أن تكون فرص النمو والرؤية متساوية في جميع بيئات العمل.
هل يتم تقييمك بشكل عادل بناءً على نتائجك والقيمة التي تجلبها للمنظمة، أم أن هناك تحيزًا تجاه أولئك الذين يتواجدون فعليًا في المكتب؟.
من المهم أيضًا مراعاة دورك في ضمان العدالة: هل تعترف بمساهمات جميع أعضاء الفريق، سواء كانوا في المكتب أو عن بُعد؟
مواءمة أسلوب عملك مع أهداف مؤسستك
في نهاية المطاف، تريد المؤسسات أن تكون غير عادية، وليس مجرد "مقبولة". إنهم يريدون ثقافة تتوافق مع الغرض وتحدد أهدافًا واضحة وتبتكر وتقيم النتائج. سواء كنت تزدهر عن بُعد أو تجد قيمة في وقت المكتب، فإن القرار يعتمد في النهاية على مدى توافق أسلوب عملك مع رؤية شركتك وأنظمة الدعم.
اسأل نفسك هذه الأسئلة بانتظام مع استمرار تطور نقاش العمل عن بُعد. من خلال تقييم إنتاجيتك الشخصية وكيفية مساهمتك في ثقافة ونجاح المنظمة، يمكنك اتخاذ قرار مستنير حول ما إذا كان قضاء المزيد من الوقت في المكتب هو الخيار الصحيح لك.