القاهرة: الأمير كمال فرج.
القرصنة هي عملية تحديد الثغرات في نظام الكمبيوتر أو الشبكة ثم استغلالها، ويحدث ذلك عادة للحصول على وصول غير مصرح به إلى البيانات الشخصية أو التنظيمية، وتعتبر القرصنة التهديد الرئيسي للشركات والمؤسسات والأفراد، وفيما ينشط خبراء الأمن السيبراني لمكافحة التهديدات الإلكترونية، تتطور إمكانات القراصنة وتلك هي المشكلة.
ذكر ديفي ويندر في تقرير نشرته مجلة Forbes أن "منصة القرصنة Bugcrowd على أجرت مدى السنوات الثماني الماضية، استطلاعًا لمستخدميها لإعداد تقرير بعنوان "داخل عقل القراصنة" والذي كشف عن التطور من عام لآخر للقراصنة الأخلاقيين".
من التنوع العصبي لمجتمع القراصنة إلى صعود القراصنة كمؤثرين، ظهرت العديد من الجوانب المدهشة لحياة القرصنة. هذا العام، مع مشاركة حوالي 1300 قرصان، من المرجح أن تكون المفاجأة الأكبر هي عدد الذين يتبنون الذكاء الاصطناعي كأداة وتكتيك وتهديد.
قال الرئيس التنفيذي للشركة، ديف جيري، إن "دراسة ظاهرة بالقراصنة هو جوهر ما نقوم به في منصة Bugcrowd، وأكد أحدث تقرير للمنصة الرأي القائل بأن مشهد تهديد الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة كبيرة".
وأضاف أن "81٪ من القراصنة الذين تم استجوابهم وافق على أن هذا مجال الذكاء الاصطناعي لا يمكن تأمينه بشكل كافٍ، ومع ذلك، في الوقت نفسه، قفز عدد الأشخاص الذين شعروا بأن الذكاء الاصطناعي يعزز قيمة القرصنة من 21% فقط في عام 2023 إلى 71% هذا العام".
وأوضح جيري أن 1000 من الذين سئلوا قالوا إنهم يستخدمون الآن أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم في القرصنة، وهو ما يؤكد التحول الأخير في عقلية القراصنة.
أحد التحولات المهمة في طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل القراصنة تمثل في استخدام المنصات التوليدية: في العام الماضي، كان ذلك لأتمتة المهام، وهذا العام، لتحليل البيانات، وذلك يجب أن يكون بمثابة علم تحذير للجميع لأن تحليل البيانات، سواء كان متعلقًا بالبرمجيات أو الأجهزة، هو حجر الأساس لمعظم أنشطة القرصنة.
وافق 74% من القراصنة الذين سئلوا على أن الذكاء الاصطناعي جعل القرصنة أكثر سهولة، ومن خلال تسهيل تحليل البيانات، من المرجح أن يستمر عدد الوافدين الجدد إلى مجال القرصنة في الارتفاع.
هذا بالطبع أمر جيد عندما نتحدث عن المتسللين الأخلاقيين، وهم الأشخاص الذين يكشفون عن نقاط الضعف حتى يمكن إصلاحها قبل أن تتاح الفرصة للمتسللين المجرمين لاستغلالها. أما الجانب الآخر فهو واضح ومثير للقلق؛ حيث يستكشف المتسللون المجرمون أيضًا ويستغلون نفس الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي.
إذا كان هناك أخبار جيدة يمكن استخلاصها من هذا التقرير، فهو أن 286 فقط من المتسللين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يتفوق على المتسلل البشري، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحاكي إبداع الاختراق البشري.
هذه الأرقام هي نفسها إلى حد كبير تلك الواردة في استطلاع عام 2023، لذا فهي تُظهر نوعًا ما أن الذكاء الاصطناعي لا يتطور بالسرعة التي تصورها الكثيرون، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل اليومية الفعلية لكون المرء متسللًا مأجورًا.
قال الرئيس التنفيذي لشركة Bugcrowd، ديف جيري، إن "الذكاء الاصطناعي قوة قوية داخل مجتمع القراصنة، ويغير الاستراتيجيات ذاتها التي يستخدمها القراصنة للعثور على نقاط الضعف والإبلاغ عنها". هذا هو الجزء الحيوي من التقرير بالنسبة لي، فبدلاً من أن يكون كابوسًا مروعًا، فهو تحذير من الهجمات السيبرانية التي يقودها الذكاء الاصطناعي اليوم.
وأضاف إن "التقرير يركز على تسليط الضوء على ما هو قادم لمجتمع القراصنة"، "ما هي الاتجاهات التي نراها؟ ما هي الاتجاهات الفريدة التي يتخذها القراصنة في أبحاثهم الأمنية؟ وكيف يمكن لمجتمع الأمن السيبراني الاستفادة من هذه التحولات؟".
يقول مايكل سكيلتون، نائب رئيس عمليات الأمن في Bugcrowd إن " إنترنت الأشياء رفع نسبة اختراق الأجهزة، على مدار العقد الماضي أو أكثر، وقد تتخيل أنه لا يوجد شيء أبعد عن عقل مخترق الأجهزة من أدوات الذكاء الاصطناعي ذات النماذج اللغوية الكبيرة، إلا أنك مخطئ تمامًا".
وأوضح أن "عمليات اختراق الأجهزة، أو استغلال نقاط الضعف في المكونات المادية للأجهزة الإلكترونية، كانت تعتبر ذات يوم مجالًا متخصصًا، ومع ذلك، فإن انتشار الأجهزة الذكية غير المكلفة والضعيفة زاد من اختراق الأجهزة بين كل من المتسللين الأخلاقيين ومجرمي الإنترنت".
وأكد سكيلتون أن "الذكاء الاصطناعي يغير الآن صناعة القرصنة الكبيرة، فخوارزميات الذكاء الاصطناعي لا تستطيع إجراء تحليلات معقدة فحسب، واكتشاف الاختلافات الدقيقة في استهلاك الطاقة والانبعاثات الكهرومغناطيسية، على سبيل المثال، ولكنها يمكنها أيضًا الكشف بسهولة عن أنماط سلوكية يمكن أن يغفل عنها المخترق البشري".