القاهرة: الأمير كمال فرج.

إذا كنت تبحث عن الاستفادة من مهارة تحبها، فقد يكون العمل الحر هو الخطوة المناسبة. فمن منا لا يرغب في جني الأموال من خلال القيام بشيء يحبه؟ مع وجود 64 مليون شخص يعملون لحسابهم الخاص في الولايات المتحدة وحدها، فأنت في صحبة جيدة.

والعامل الحر Freelancer أو العامل المستقل ‏مصطلح يستخدم لشخص يعمل لحسابه الخاص، ولا يلتزم بالضرورة بوظيفة معينة لفترة طويلة. يُمثَل العمال المستقلين في بعض الأحيان من قبل شركة أو وكيل يقوم بإيصال المستقلين للعملاء؛ ويعمل الآخرون بشكل مستقل بلا شركة أو وكيل، أو يستخدمون منصات أو مواقع ويب مهنية للحصول على عمل.

ذكر شو ديوان في تقرير نشرته مجلة Forbes  "إذن، ما هو الفرق بين العمال المستقلين الذين ينجحون والذين يكافحون؟ : الأمر كله يتعلق بالعادات. المستقلون الناجحون لا يكتفون بالارتجال؛ بل يتبعون ممارسات محددة تجعل العملاء يأتون. إليك أربع عادات يقسم بها المستقلون الذين يحصلون على دخل مرتفع".

1ـ راجع بصمتك الرقمية بانتظام

هل سبق لك أن وزعت بطاقة عمل تتحدث نيابة عنك؟ حسنًا، بصمتك الرقمية تفعل ذلك تمامًا، ولكن على مسرح أكبر بكثير. ومثلها كمثل البطاقة التي عليها بقعة قهوة لا تثير الإعجاب، فإن الوجود غير المرتب على الإنترنت لا يثير الإعجاب أيضًا. لهذا السبب، من المهم أن تدقق في بصمتك الرقمية بانتظام.

ابدأ بالأساسيات: ابحث عن نفسك على Google . بجدية، ستفاجأ بما يظهر. يمكن أن يكون أي شيء من سلسلة تغريدات قديمة على Twitter إلى معلومات شخصية أكثر مما ترغب في أن تطفو على السطح. هل ما تجده يعكس المستقل الذي أنت عليه اليوم؟ تأكد من أنه يتماشى مع أهدافك المهنية. 

نظف أي شيء على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يجعل العملاء المحتملين يشككون فيك. أزل وسم نفسك من الصور المشكوك فيها، وتذكر، لن يفهم الجميع حس الفكاهة لديك! لا داعي لفقدان شخصيتك؛ فقط حافظ على احترافيتك وأصالة شخصيتك.

بالإضافة إلى ذلك، إليك شيئًا للتفكير فيه: يحتوي متوسط ​​موقع الويب في الولايات المتحدة على 23 أداة تعقب تجمع معلومات المستخدم. يمكن لهذه الأدوات التعقبية جمع تفاصيل مثل عادات التصفح وعنوان IP وحتى البيانات الشخصية. للحصول على حماية إضافية، ضع في اعتبارك أدوات الخصوصية مثل شبكات VPN والمتصفحات المشفرة.

ستساعدك هذه الأدوات على البقاء بعيدًا عن الرادار ومنع تتبعك أثناء العمل عبر الإنترنت، مما يقلل من بصمتك الرقمية السلبية. وقبل النقر فوق "نشر"، فكر مرتين. اسأل نفسك دائمًا: هل يمكن فهم هذا البوست بطريقة خاطئة؟، تجنب مشاركة أي شيء حساس يمكن إساءة استخدامه. من خلال الانتباه إلى نشاطك عبر الإنترنت، ستحافظ على حضورك الرقمي قويًا وعملك المستقل في وضع جيد.

2ـ تطوير آلية لتتبع نطاق العمل

يشبه تتبع نطاق العمل قائمة مهام لا تنتهي أبدًا، والتي تستمر في طلب المزيد، سواء كانت تسليمات إضافية أو اجتماعات لا نهاية لها أو مراجعات إضافية. في البداية، قد تبدو الطلبات غير ضارة، ولكن قبل أن تدرك ذلك، فأنت تفعل الكثير مقابل أقل بكثير. المرونة هي صديقة المستقل، ولكن مستويات التوتر لديك سترتفع بشكل كبير إذا كنت تقول نعم باستمرار دون فرض المزيد من الرسوم.

الآن، ربما يسعى عميلك للحصول على عمل مجاني. ربما قلل من تقدير المشروع أو لم يخطط بدقة كما ينبغي. هذا شائع بشكل خاص مع العملاء الجدد في العمل الحر. قد يكونون معتادين على إجراء تعديلات مع فريقهم الداخلي، دون أن يدركوا أنها صفقة أكبر بالنسبة للمستقلين. ولكن سواء كان ذلك مقصودًا أم لا، فإن توسع نطاق العمل أمر حقيقي، ولا يتعين عليك تحمله.

حدد التوقعات مبكرًا. أخبر العملاء أن التغييرات في نطاق المشروع تأتي بسعر. من الأسهل بكثير إدارة هذه المحادثات مقدمًا. إذا بدأت الأمور تتسلل إلى ما هو أبعد من الاتفاق الأولي، فقم بتمييزها واقترح "أمر تغيير". وضح لعميلك أنك ستحتاج إلى إعادة صياغة الرسوم لاستيعاب طلباتهم الجديدة.

يمكن أن يكون هذا بريدًا إلكترونيًا بسيطًا يوضح المهام والتكاليف الإضافية، ولكن من الأهمية بمكان الحصول على موافقتهم كتابيًا قبل بدء أي عمل جديد. بهذه الطريقة، يمكنك إبقاء الأمور واضحة ومهنية وضمان تعويضك عن الجهد الإضافي.

3ـ إنشاء بنك المعرفة

هل تريد التوقف عن إعادة اختراع العجلة مع كل مشروع؟ حان الوقت لإنشاء بنك المعرفة: نظام يمكنك من خلاله تخزين القوالب أو العمليات أو المقالات أو ملاحظات المشروع أو أي شيء مفيد في مكان واحد. فكر في الأمر باعتباره دليلك الخاص بالعمل المستقل.

قبل إنهاء المهمة، قم بتوثيق كل شيء. حول كل تفاعل مع العميل إلى قالب أو قائمة مراجعة قابلة لإعادة الاستخدام يمكنك تعديلها للمهمة التالية. لا يوفر لك هذا الوقت فحسب، بل يساعدك أيضًا على تجنب تكرار الأخطاء.

قم بتنظيم بنك المعرفة الخاص بك بطريقة تناسبك، سواء كان ذلك عبارة عن مستندات Google بسيطة أو تطبيق أكثر تخصصًا. ثم، استخدم المجلدات أو العلامات لإبقاء كل شيء سهل العثور عليه، خاصة عندما تتعامل مع عملاء متعددين.

على المدى الطويل، لن يعمل بنك المعرفة هذا على تبسيط سير عملك فحسب؛ بل سيساعدك أيضًا على استقبال عملاء جدد بشكل أسرع، وتحسين استراتيجياتك، ورفع مستوى عملك المستقل.

4ـ استثمر في "رأس مال العلاقات"

الناس يحبون العمل مع أولئك الذين يثقون بهم. وهنا يأتي رأس مال العلاقات - إنه القيمة التي تبنيها من خلال الحفاظ على العلاقات ورعايتها. وفي العمل المستقل، حيث غالبًا ما تؤدي الثقة إلى نجاح الصفقات أو فشلها، يمكن لرأس المال هذ أن يفتح الأبواب أمام أعمال أكبر، وإحالات أكثر، وفرص دخل أفضل.

إن بناء رأس مال العلاقات أمر بسيط: كن حقيقيًا. حافظ على تواصل واضح ومتسق وصادق. لا أحد يحب البيع الجاد أو الثرثرة السطحية. ودائمًا، قدم ما تعد به. عندما يعرف العملاء أنهم يستطيعون الاعتماد عليك، سيستمرون في العودة إليك وحتى إحالتك إلى آخرين.

لكن لا تتوقف عند العملاء. ابق على اتصال مع الأقران والمتعاونين وحتى المنافسين. شبكتك هي صافي ثروتك. يمكن أن تؤدي هذه العلاقات إلى فرص أو نصائح أو شراكات غير متوقعة ترفع من شأن عملك. المفتاح هو أن تعطي بقدر ما تأخذ، وأن تُظهر اهتمامًا بما يعمل الآخرون من أجله. عالم العمل الحر أصغر مما تعتقد، والعلاقات القوية هي ما يجعلك تتحرك للأمام.

لا يعتمد المستقلون الناجحون على الحظ أو الموهبة وحدها؛ فهم يستثمرون في الممارسات التي تميزهم. سواء كان الأمر يتعلق بالحفاظ على حضورك الرقمي حادًا، أو وضع حدود مع العملاء، أو البقاء منظمًا، أو بناء علاقات، فإن هذه التقنيات هي أسلحتك السرية. حان الوقت لتحويل هذه العادات إلى دليل العمل الحر الخاص بك. أنت قادر على ذلك!