القاهرة: الأمير كمال فرج.

يمكن أن تحدث النكسات المهنية بطرق مختلفة، مثل فقدان ترقية، أو فقدان وظيفة، أو مواجهة تحديات غير متوقعة في حياتك المهنية. قد يكون الأمر محبطًا في البداية، ولكن لا تدع النكسات تحدد رحلتك.

ذكر شو ديوان في تقرير نشرته مجلة Forbes  أن "بحث حديث تم نشره في مجلة Harvard Business Review أظهر أن الأشخاص الذين عانوا من النكسات، على الرغم من شعورهم في البداية بأنهم انحرفوا عن المسار، شهدوا تحولًا إيجابيًا في المنظور، مما ساعدهم على تحقيق المزيد من النجاح، في حين أن أولئك الذين لم يواجهوا انتكاسات مهنية اتبعوا مسارات تقليدية مدفوعة بخيارات آمنة".

لذا، تنفس واعلم أن هناك شيئًا يمكنك القيام به حتى لو واجهت عقبة. فيما يلي أربع خطوات عملية يمكنك القيام بها لاستعادة السيطرة والخروج أقوى عندما تتخذ حياتك المهنية منعطفًا غير متوقع:

1ـ التعرف على النكسة وقياس مدى تأثيرها عليك

يمكن أن تكون النكسات مؤلمة في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإنها تجبرك على التوقف والتفكير ورؤية فرص النمو والتغيير التي لم تكن لتحدث لولا ذلك.

هذا هو أفضل وقت لتسأل نفسك، "هل أسعى لتحقيق أهداف تتوافق مع قيمي أم أنني أتبع مسارًا محددًا مسبقًا؟" استخدم هذا الوقت لاكتشاف ما يحفزك حقًا وأي خيارات مهنية تتوافق مع هدفك. قد تقرر أيضًا تجربة طرق مهنية أو مشاريع ريادية أو مشاريع جانبية كانت تبدو مستحيلة من قبل.

اعلم أن النكسة المهنية ليست نكسة مدى الحياة، ولكنها قد تكون نعمة مقنّعة. لدي عميلة تم فصلها مؤخرًا بعد 10 سنوات من العمل في شركة، لكن كل ما كانت تقوله هو أنها لم تتوقع أن يؤثر ذلك عليها بشكل إيجابي. جعلها الابتعاد عن الشركة تدرك مدى سميّة بيئة عملها، وكيف لم يكن هناك دعم لنموها.

لذا، فكّر فيما تعلمته من التجربة. من الطبيعي أن تشعر بخيبة الأمل أو الإحباط، لكن حاول ألا تدع هذه المشاعر تغيم على حكمك. بدلاً من ذلك، خطط مسبقًا!

2ـ تمهيد الطريق للمضي قدمًا

بمجرد إعادة تقييم تطلعاتك المهنية طويلة الأجل، وتحديد ما إذا كانت لا تزال تتماشى مع قيمك ونقاط قوتك واهتماماتك، عليك أن تبدأ في بذل الجهد لتحقيق النجاح في أي مسار ترغب في متابعته.

املأ هذا الوقت بالأنشطة التي يمكنك الاستثمار فيها في تطويرك، سواء في نفس المجال أو مجال أو صناعة جديدة. يمكنك الالتحاق بالدورات والحصول على الشهادات التي قد تفتح لك أبوابًا جديدة لمسيرتك المهنية.

يمكنك أيضًا تقسيم رؤيتك الأكبر إلى خطوات قابلة للتحقيق، والتي تبني نحو أهدافك النهائية. على سبيل المثال، إذا كنت تطمح إلى تولي دور قيادي في وظيفتك التالية، فقد تتضمن الأهداف قصيرة المدى إكمال دورات القيادة، أو اكتساب خبرة إدارة المشاريع.

تابع تقدمك من خلال المراجعات الذاتية أو شارك خطتك مع مرشد لمساعدتك على البقاء على المسار الصحيح، وتعديل نهجك حسب الحاجة. تظهر إحدى الدراسات أن التقييم الذاتي يمكن أن يزيد من مستويات الاهتمام والدافع، مما يؤدي إلى أداء أفضل في المهام ويحسن تحليلهم لعملهم الخاص.

3ـ احصل على الدعم من الأشخاص من حولك

عندما تواجه انتكاسة، فمن الطبيعي أن تسعى للحصول على الدعم من المرشدين أو الزملاء أو الأقران. تواصل مع الأشخاص الذين يمكنهم إرشادك أو إظهار الدعم الحقيقي لك.

احضر فعاليات الصناعة، وانضم إلى المجموعات المهنية ذات الصلة، وكن نشطًا على LinkedIn. تواصل مع الزملاء السابقين وأصحاب العمل، وقدّم نفسك للمهنيين خارج دائرتك المعتادة للحصول على عروض عمل غير متوقعة أو تعاون.

عند تلقي العروض، كن منفتحًا على تجربة أدوار أو مشاريع جديدة خارج منطقة الراحة الخاصة بك لفتح مشاريع مهنية جديدة.

4ـ استغل شغفك خارج العمل

تذكر أن حياتك المهنية ليست كل شيء، ويمكنك العمل على هواياتك وشغفك خارج العمل لإيجاد اتجاه وإعادة بناء الزخم لنموك المهني.

غالبًا ما توفر الهوايات مساحة لك لتنغمس فيها تمامًا وتشارك في نشاط ما، حيث يمكنك أخذ استراحة من همومك، وإعادة إشعال شعور بالهدف والمتعة في حياتك اليومية. اقض بعض الوقت في القيام بأشياء تجلب لك السعادة.

إذا كنت شغوفًا بشيء ما، سواء كان الكتابة أو العمل المجتمعي أو اللياقة البدنية، فقد تفكر في بدء مشروع جانبي. ابحث عن طرق لدمج ما تحبه في خطوتك المهنية التالية.

التعامل مع النكسات ليس بالأمر السهل، بل قد يكون صعبًا. ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أن هذه اللحظة لا تحدد رحلتك. بل إنها تصقلها. إنها تمنحك فرصة للتوقف والتفكير والتحول نحو فرص جديدة.

في حين أن الطريق أمامك قد يكون غير مؤكد، إلا أن المنعطفات غير المتوقعة يمكن أن تؤدي إلى اكتشاف نقاط قوتك الحقيقية وشغفك. النكسات ليست نهاية القصة، بل بداية فصل جديد مليء بالإمكانات والنمو!