القاهرة: الأمير كمال فرج.

يعكس مجسم خشبي صغير عثر عليه في مقبرة مصرية قديمة أهمية الحبوب في المجتمع الزراعي، وربما يكون ذلك أحد أسرار الحضارة المصرية العظيمة.

ذكرت كريستينا كيلجروف في تقرير نشره موقع Live Science أن "هذا المجسم الخشبي المزخرف تم اكتشافه في غرفة سرية في مقبرة مصرية قديمة في طيبة (الأقصر حاليًا) عام 1920. كانت المقبرة الضخمة لمكت رع، كبير الخدم في بيت الفرعون، الذي توفي حوالي عام 1980 قبل الميلاد، في الأسرة الثانية عشرة في مصر خلال عصر الدولة الوسطى، وهي الفترة المعروفة بفنها المميز".

يمثل النموذج مجسمًا مصغرًا لصومعة الحبوب، مما يشير إلى أهمية القمح والشعير في المجتمع المصري القديم.

صُنع النموذج، الذي يُعرض في متحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك، من صندوق خشبي يبلغ قياسه 29.5 × 22 × 14.4 بوصة (74.9 × 56 × 36.5 سنتيمترًا).

وفقًا لمتحف متروبوليتان. في الداخل، ينقسم الصندوق إلى قسمين: المكان الذي تم تخزين الحبوب فيه والمكان الذي تم فيه القياس والمحاسبة، وتستحضر الزوايا المدببة في النموذج قليلاً أسلوبًا معماريًا قديمًا ساعد في الحماية من اللصوص والقوارض.

يحتوى المجسم على  15 تمثالا صغيرا لرجال، يبلغ طول كل منهم حوالي 7.9 بوصات (20 سم)  يحمل ستة أكياس من الحبوب، بينما يسجل التسعة الآخرون الإمدادات على مخطوطات البردي والألواح الخشبية.

جاءت ثروة مصر الزراعية في المقام الأول من الحبوب، بما في ذلك القمح والشعير، وكان الفراعنة يسيطرون على منطقة إنتاج الغذاء الرئيسية: وادي النيل. لذلك كان تتبع إمدادات الحبوب أمرًا بالغ الأهمية للمجتمع المصري القديم. 

وفقًا لمتحف متروبوليتان، مكتب رع كرئيس للخدم، كان من المرجح أنه كان مسؤولاً عن جميع العقارات الملكية التي تزود القصر بالحبوب وغيرها من الأطعمة.

كشفت الغرفة السرية لمقبرة ميك رع عن 24 نموذجًا إجماليًا، بما في ذلك حديقة من أشجار التين وقارب رياضي. نصف هذه النماذج موجودة في مجموعة المتروبوليتان، بينما النصف الآخر موجود في المتحف المصري بالقاهرة.

من غير الواضح لماذا تم دفن بعض المصريين القدماء مع هذه المجسمات، لكن بعض العلماء يشتبهون في أن هذه النماذج ربما تم إنشاؤها للمساعدة في دعم الموتى في الحياة الآخرة.