القاهرة: الأمير كمال فرج.
في عام 2024، انتقل ما يقرب من 50 ألف شخص من المملكة المتحدة إلى أستراليا بموجب تأشيرة عطلة عمل. ولكن بينما يتمتع الكثير من هؤلاء الباحثين عن الشمس بحياة جديدة أو عطلة طويلة، يشعر آخرون بالقلق إزاء السياسة والثقافة الشعبية في البلاد.
وتوصف أستراليا بأنها تقع أسفل الكرة الأرضية بسبب موقعها الجغرافي في نصف الكرة الجنوبي. أي "أسفل" الخريطة العالمية بالنسبة لأوروبا وأمريكا الشمالية.
ذكر كايل ماكنيل في تقرير نشرته صحيفة independent أن "الهجرة إلى أستراليا شهدت ارتفاع كبيرًا في السنوات الأخير، ففي عام 2024، ارتفع عدد البريطانيين الذين انتقلوا إلى أستراليا بموجب تأشيرة عطلة عمل إلى 50,000 شخص، بزيادة قدرها 31,000 عن العام السابق، وفي العام الماضي، استمتع 590,000 بريطاني بعطلة في أستراليا، بينما اختار آخرون الإقامة لفترات أطول".
وساهمت الاتفاقية الجديدة في تسهيل الهجرة، حيث رُفع الحد الأقصى للعمر من 30 إلى 35 عامًا، وأُلغي شرط العمل 88 يومًا في المزارع الريفية.
لماذا يختار البريطانيون أستراليا؟
يختار البريطانيون أستراليا للقاء الأصدقاء والعائلة، حيث يعيش أكثر من 1.2 مليون بريطاني في أستراليا، مما يجعلها وجهة جذابة للزيارة أو الإقامة، إضافة إلى جودة الحياة، حيث يتمتع الأستراليون بمتوسط دخل سنوي يقارب 50,000 جنيه إسترليني، مقارنة بـ 37,000 في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى نظام رعاية صحية عالمي المستوى.
ويلعب الطقس المشمس دورا في جذب المهاجرين، حيث تتمتع أستراليا بـ 3,000 ساعة من أشعة الشمس سنويًا، مما يجعلها جنة للباحثين عن الدفء.
الجانب المشرق: لماذا يعشق البعض أستراليا؟
تقول أنطونيا، ممرضة من مانشستر: "أستراليا مكان مثالي على الورق: طقس رائع، شعب لطيف، بنية تحتية قوية، وفرص عمل كثيرة." أنا جيمس، علاقات عامة فيقول "الجغرافيا والحيوانات والنباتات فريدة من نوعها. التوازن بين العمل والحياة رائع هنا."
وترى إيزي، معلمة أن "التوازن بين العمل والحياة مذهل، والأستراليون يعيشون حياة نشطة في الهواء الطلق."
الجانب المظلم: خيبة الأمل والواقع المرير
للهجرة إلى بريطانيا جانب مظلم، حيث يشعر بعض البريطانيين بأن الثقافة الأسترالية "سطحية" وأكثر تأثرًا بالثقافة الأمريكية. يقول ليل، مدرس تاريخ: "فكرة أنك ستقضي وقتك في ركوب الأمواج وحفلات الشاطئ هي مجرد وهم"، وتشكو إيزي من أن كل شيء بعيد في أستراليا، مما يجعل التنقل صعبًا.
ويقول البعض إن المشهد الموسيقي والفني في أستراليا لا يقارن بالمملكة المتحدة. أُلغيت أحد أكبر المهرجانات بسبب نقص مبيعات التذاكر.
ويشعر البعض بالقلق إزاء صعود التيارات اليمينية في أستراليا. يقول ليل: "في المناطق الريفية، السياسة أكثر تحفظًا وتركيزًا على التراث البريطاني الأبيض."
كما يشعر البعض بالإحباط من تجاهل تاريخ السكان الأصليين. تقول أنطونيا: "شعرت بظلال العنصرية أكثر في أستراليا مما شعرت به في المملكة المتحدة."
لماذا يعود بعض الأستراليين إلى المملكة المتحدة؟
الأرقام توضح أن كثيرين يضطرون للعودة إلى بريطانيا، والأسباب في ذلك مختلفة، تقول آنا، التي تعمل في التسويق: "المملكة المتحدة تشعرني بالانتماء. أحب الفصول الأربعة والقرب من أوروبا والتنوع الثقافي".
وتضيف "نشأنا على فكرة أننا 'البلد المحظوظ'، لكن هذا مجرد وهم. أستراليا لديها مشاكلها العميقة، خاصة فيما يتعلق بالاستعمار والسكان الأصليين." هل العشب أكثر اخضرارًا على الجانب الآخر؟بالنسبة للكثيرين، قد تكون الرحلة ذات الاتجاه الواحد إلى أستراليا أفضل قرار في حياتهم. ولكن بالنسبة لآخرين، قد تكون الرحلة ذهابًا وإيابًا هي الحل الأمثل.
تقول إيزي: "غادرت المملكة المتحدة لأدرك كم تعني لي، وكم تعني لي العائلة والأصدقاء. الرحلة جعلتني أدرك كم هي بعيدة. شعرت وكأنني تركت روحي ورائي."يقول الخبراء إنه يجب على أي شاب يفكر في الهجرة إلى أستراليا أن يدرس تاريخ البلاد ويحترم الأرض والسكان الأصليين. فالحلم الأسترالي، مثل أي حلم، قد يكون مليئًا بالتحديات والمفاجآت