القاهرة: الأمير كمال فرج.
بدأت في محكمة أكسفورد كراون يوم الاثنين محاكمة ثلاثة رجال متهمين بسرقة مرحاض مصنوع من الذهب الصلب عيار 18 قيراطًا، وهو عمل فني غير عادي وقيم يحمل عنوان "أمريكا" وأنجزه الفنان النفاهيمي الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان.
وذكر تقرير نشرته صحيفة HuffPost أن "المرحاض، الذي تقدر قيمته بنحو 4.8 مليون جنيه إسترليني (حوالي 6 ملايين دولار)، تمت سرقته في سبتمبر 2019 من قصر بلينهايم، مسقط رأس ونستون تشرشل، في أقل من خمس دقائق".
سرقة جريئة
وقال المحامي جوليان كريستوفر إن عملية السرقة تمت بدقة ملحوظة. ويُقال إن المتهمين استخدموا سيارتين مسروقتين لدخول العقار في ساعات الصباح الأولى. وبعد تحطيم نافذة، قاموا بنزع المرحاض من مكانه، مما تسبب في أضرار جسيمة للقصر الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
عمل ساخر
وكان المرحاض الذهبي، الذي يزن أكثر من 98 كيلوغراماً، بمثابة نقد ساخر للترف المفرط. وقد عرض في السابق في متحف جوجنهايم في نيويورك، كما تم تقديمه إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردًا على طلبه استعارة لوحة لفان جوخ. كان هذا المحاض مودعا في قصر بلينهايم، حيث يمكن للزوار حجز فترة زمنية مدتها ثلاث دقائق لاستخدامه.
المتهمون وأدوارهم
ومن بين المتهمين مايكل جونز الذي قام باستكشاف مكان الحادث مرتين قبل السرقة، والتقط صوراً للنافذة وقفل المرحاض. وأفادت النيابة العامة أنه شارك في عملية السرقة إلى جانب أربعة رجال آخرين.
وقد اعترف جيمس شين، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 40 عاماً، بالفعل بالذنب في دوره في سرقة المرحاض الذهبي ومحاولة إعادة بيعه. ويُزعم أنه اتصل بعد ذلك بفريد دو وبورا جوكوك لبيعه، مشيرًا في رسائل مشفرة إلى "سيارة" للبيع.
الفن والجريمة والفكاهة
وجهت اتهامات إلى فريد دو (36 عاما) وبورا جوكوك (41 عاما) بالتآمر لنقل ممتلكات تحصل عليها بطريقة إجرامية. وقد دفع جميع المتهمين ببراءتهم. وتستمر القضية، التي تمزج بين الفن والجريمة والفكاهة، في جذب الانتباه بسبب طبيعتها السخيفة والمعقدة في نفس الوقت.
وبعيدا عن الجانب الطريف للسرقة، فإن هذه القضية تثير تساؤلات حول أمن الأعمال الفنية والقيمة الرمزية التي يمكن أن تجسدها. لقد أصبح المرحاض الذهبي، على الرغم من كونه ساخرًا، رمزًا للجريمة الجريئة والسعي إلى الربح الذي يتحدى الخيال.